ترجمة العلامة محمد بن علي الداودي
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
14/02/2025 القراءات: 119
قال المُحدِّثُ جارُ الله ابن فهد المكي (891-954 ) مترجمًا الداودي (872 - 945) تلميذ السيوطي، وهي ترجمة مهمة لقلة المعلومات المعروفة عنه:
"مُحمَّد بن علي بن أحمد بن مُحمَّد بن إبراهيم الداودي، القاهري، المالكي، صاحبُنا، بل مفيدُنا ومفيدُ الجماعة، العلامة المحدث الأصيل، والقدوة الماهر الجليل، بقية السلف الصالحين، أبو عبدالله، شمس الدين، ابن الشيخ الصالح المحدث المفيد نور الدين أبي الحسن، شقيق شيخنا الكاتب الأمجد شهاب الدين الماضي نسبُه فيه، ويعرف كسلَفِه بالدَّاودي.
قال لي: إنَّه ولِدَ في يومِ الأَحد حادي عشر ذي القعدة سنةَ اثنتين وسبعين وثَماني مئة بحارةِ جامعِ الأزهر من القاهرة، ونشأ بها فيه كَنفِ أبويهِ، ولاحت عليه بركتُهما.
فحَفِظَ القُرآنَ العظيم، و"الرِّسالةَ" لابن أبي زيد، وغالِبَ "مُختصَر" الشَّيخ خليل، و"الألفيَّتين" للعراقي، وابن مالك، و"الشَّاطبيَّة"، و"تلخيص المفتاح" للقزويني، و"جَمعَ الجَوامعِ".
وحَضرَ دُروسَ الشيخ نور الدين السنهوري المالكي الضَّرير في "اللمع" للتلمساني، ولازمه في مطالعة دروسه.
وبعد موته لازم تلميذه الشيخ محمد الدواخلي الضرير في الفقه.
ومن بعده الشيخ داود المالكي.
والشيخ العالم الرباني شهاب الدين أحمد بن محمد الفاسي المعروف بزروق في الفقه، والتصوف.
وحضر دروسَ القاضي شهاب الدين الفيشي في الفقه، وغيره.
وأخذ العربيةَ عن الشيخ ناصر الدين اللقاني الضرير، سمعَ عليه "شرح الجرومية"، و"القطر"، و"شرحه" لمؤلِّفه، وبعض "شرح ألفية ابن مالك" لابن عقيل، وجميع "شرح الورقات" في الأصول لإمام الكاملية، وغير ذلك.
وأَقبلَ على الاشتغال بالحَديثِ الشريف، فأولُ سماعه فيه سنة سبع وثمانين وثماني مئة، وعمره خمسة عشر سنة، فعلى الشيخ تقي الدين الأوجاقي الحديث المسلسل بالأولية، وسلسل له بشرطه، وبعده سمعَ عليه مجلس الختم من كتاب "الشفا" للقاضي عياض وأوله الفصل السابع في ذكر ما يجوزُ على النبي صلى الله عليه وسلم ويمتنعُ.
وعلى الخطيب شمس الدين محمد بن محمد بن أبي عمر الصالحي الحنبلي نزيل القاهرة.
والمحدِّث جمال الدين يوسف الكركي، سبط الحافظ شهاب الدين أحمد ابن حجر جميع "صحيح" البخاري على فوتٍ من أوله لم يُضبط.
ومجلس الختم منه على المسند زين الدين عبدالغني البساطي، وعلى الأول فقط قطعة مِن "ذمّ الكلام" للهرَوي.
وعلى الشيخة أمة الخالق ابنة العقبي "سيرة" ابن هشام، و"الأجزاء الخلعيات"، ومئة حديث منتقاة من "المعجم الصغير" للطبراني، وقرأ عليها قطعة من "مسند" الإمام أحمد بن حنبل، و"شرط القراءة" للسِّلفي وغير ذلك.
وقرأ على الشيخ خير الدين محمد بن محمد الشاذلي الحنفي المسلسل بالأولية بشرطه، وكثيرًا من الأجزاء، منها: جزء الحسن بن عرفة، والأنصاري، وفوائد ابن ماسي، وجزء البطاقة، ونسخة إبراهيم بن سعد، وأربعي النووي، وأربعي الواسطي تخريج العقبي.
وسمعَ على المسند محب الدين محمد بن محمد بن حسان قطعة من كتاب "الأدب المفرد" للبخاري، وثلاثيات صحيحه، وثلاثيات "مسند" الدارمي، وبعض "السُّنن" لأبي داود، وغير ذلك من الكتب والمسلسلات.
وعلى الشيخ برهان الدين إبراهيم بن أبي بكر الشنويهي من أول "السُّنن الكبرى" للبيهقي إلى باب التطهر في أواني المشركين إذا لم تعلم نجاسته.
وقرأ على قاضي القضاة جمال الدين إبراهيم القلقشندي "صحيح" البخاري، و"السُّنن" لأبي داود، و"جامع" الترمذي، والنسائي، و"الموطأ" رواية يحيى بن يحيى، و"مسند" عبد بن حُميد، و"السُّنن" للإمام الشافعي، و"الرسالة" له، و"الغيلانيات"، و"مسند" الإمام أبي حنيفة لأبي بكر بن المقرئ، وللحارثي، وكثيرًا من الكتب والأجزاء والمسلسلات، منها: الأربعون المخرَّجة من مروياته تخريج خليل الجعبري. وسمعَ عليه غير ذلك.
وقرأ على أقضى القضاة جلال الدين ابن الأمانة "صحيح" مسلم، و"سُنن" ابن ماجه، و"مسند مسدَّد"، و"القراءة خلف الإمام"، وغيرها.
ولازم الشيخَ عثمان الدِّيَمي فسمع عليه الصحاح الستة، و"الورع" للإمام أحمد، و"السُّنن" للدارقطني، و"عمل اليوم والليلة" لابن السُّني، و"المعجم الصغير" للطبراني، و"الثقفيات"، وغيرَ ذلك، وقرأ عليه كثيرًا من الكتب والأجزاء مما لا يُحصى كثرة، وبه انتفعَ وتخرَّج في معرفة الإسناد، والعالي والنازل، ومصطلح الحديث، بل سمع عليه بحثًا "ألفية" الحديث للزين العراقي.
وكذا تخرَّجَ بوالده تلميذه الشيخ نور الدين علي في الاصطلاح، وغيره.
وقرأ على القاضي زكريا ثلاثيات كلٍّ من البخاري، وابن ماجه، وسمعَ عليه "شرحه" على ألفية العراقي بحثًا، و"السيرة" لابن سيّد الناس، و"المحامليات"، ومسموعه من "مسند" أبي يعلى الموصلي وغير ذلك.
وسمعَ على المسندة نشوان جملةً من الكتب والأجزاء التي لا يُمكن حصرُها؛ لكونها جارتهم.
وغالبَ مسموع شيخنا جمال الدين يوسف الكرماني.
وعلى المسند صلاح الدين محمد بن خليل الزردكاش "المغازي" لموسى بن عُقبة وغير ذلك.
ولازمَ شيخَنا الحافظَ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السُّيوطي الشافعي، فقرأ وسمعَ عليه كثيرًا مِن مروياته، وجملةً من مؤلفاته، وكتبَ منها عدة بخطه، وكان له ميلٌ إليه وشفقةٌ عليه، وانتفعَ بإرشاده، وجعله وصيَّه مِن بعده، بل حجَّ في حياته سنة أربع وتسع مئة، وكتب بالوصية عليه لوالدي حتى قرأ عليه بمكة "المقاصد الحسنة" لشيخنا الحافظ السخاوي، فحصل منها نسخة بخطه، مع غيرها من مروياته، ثم حجَّ بعده في سنة خمسة عشر وتسع مئة، وسمعَ على والدي بعض مسموعاته.
واجتمعتُ به بمكة والقاهرة، واستفدتُ من فوائدهِ، ولاحظني بصلتهِ وعائدهِ، ورأيتُ منه كثيرًا من المودة والإكرام والمحبة، مع سُترة الحال، والتقلُّل من العيال، بحيث سلكَ في طريقته أحسنَ المسالك، وسكنَ التربَ لكون نائب القلعة طقطعاي رتَّبه هنالك.
ثم أُصيب بسببهِ، لتهمتهِ بمالهِ بعد قتله، في أول دولة الأروام، وحُمل إلى اصطنبول ظلمًا في الحديد، وكُتب له محضر ببراءته مِنْ كلِّ جبار عنيد، فأقام بها سنة ستٍّ وعشرين، ثم أُكرم مثواه، وعاد إلى بلدهِ، لكنه...". (وهنا سقطتْ بقية الترجمة!).
تراجم الأعلام. الداودي. السيوطي. ابن فهد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع