مدونة أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة


الموضوع السادس الأسـاس النفسـي للمنهج :

أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة | MOH.D HARB BASHIR AL- LASASMEH


29/12/2024 القراءات: 12  


الموضوع السادس

الأسـاس النفسـي للمنهج :

التربية عملية تهدف إلى إيصال المتعلم إلى درجة الكمال التي هيأه الله لها ، فالإنسان بذلك هو محور العملية التربوية ، فالعملية التربوية بكل ما تشتمل عليه من أصول تربوية، ونظريات ، ومناهج وممارسات ومربين كلها تعمل وتتفاعل من أجل تهيئة الجو المناسب للمتعلم كي ينمو النمو الشامل المتكامل في جميع الجوانب.
لذا فإن على مخططي المناهج وواضعيها ومنفذيها أن يكونوا على علم وإلمام تام ومعرفة شاملة بكل ما يتعلق بالمتعلم من حيث طبيعته وتكوينه ومراحل نموه ووظيفته في الحياة الدنيا وبخصائص المتعلمين ومستويات نضجهم واستعداداتهم وميولهم ورغباتهم وجوانب نموهم المختلفة والفروق الفردية بينهم والعوامل التي تؤثر في نموهم وتعلمهم وإدراكهم للأشياء.
ولشدة الاهتمام بهذا المتعلم ، ظهر نوع من العلم يهتم كثيراً بهذا الإنسان وتفرع إلى فروع بحسب جوانب نمو المتعلم وأصبح من الضروري على المهتمين بأمر العملية التربوية أن يكونوا على علم ودراية ومعرفة بهذا الإنسان ليعلموا على نهية الظروف المناسبة لتعليمه وتربيته التربية السليمة .

وظيفة المنهج الدراسي تجاه المتعلم:
أن وظيفة المنهج الدراسي تجاه الإنسان على وجه العموم ذات ثلاث شعب هي :
1 ) ) تنمية جميع الخصائص الجسمية والنفسية والروحية والعقلية والأخلاقية والثقافية...الخ
2 ) ) وقاية هذه الخصائص ووظائفها من جميع ما يؤثر عليها تأثيرًا ضارًا والعمل على علاج ما يتعرض منها لتأثير سلبي .
3 ) ) استثمار جميع هذه الخصائص إلى أقصى حد ممكن في مساعدة المتعلم على قيادة حياته وفق منهج الله عز وجل .

إن هذا المتعلم يمر بمرحل نمو مختلفة وكل مرحلة تختلف عن المرحلة التي تسبقها ولكل مرحلة أيضاً الكثير من المطالب لكل جانب من جوانب النمو يجب أن تُلَبَّي وتشبع كي ينمو هذا المتعلم نمواً شاملاً متكاملاً متوازناً وسنتعرف بشيء بسيط على بعض هذه الأمور

النمو :
» مجموعة من التغيرات التي تحدث في جوانب شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية والانفعالية والثقافية والنفسية ، وتظهر من خلالها إمكانيات الإنسان واستعداداته التي تكون شخصيته فيما بعد « .

خصائص النمو والمنهج :

1- النمو عملية شاملة ومتكاملة ، فالطفل ينمو في جميع الجوانب وكل جانب يؤثر ويتأثر بالأخر ، والمنهج المقدم للمتعلم يجب أن يراعي خاصية الشمول وخاصية التكامل وذلك عن طريق ما يقدمه من الخبرات بجميع جوانبها .
2- النمو عملية مستمر ومتدرجة : فنمو الإنسان مستمر باستمراره في الحياة كما أن النمو متدرج بحيث يبدأ من الأدنى فالأعلى أو من الأضعف إلى الأقوى ، ومن هذا المنطلق فإن المنهج يجب أن يعمل على استمرارية ما يقدمه من خبرات أو أن الخبرة السابقة تؤدي إلى المرور بخبرات جديدة ، وإشباع الميول يؤدي إلى تنمية ميول جديدة .
أما بالنسبة للتدرج فإن على المنهج مراعاة ذلك عند إتاحة الفرصة للتلاميذ للقيام بالأنشطة المختلفة أو تقديم المعلومات للتلاميذ أو الخبرات بشكل عام فيراعى التدرج من السهل إلى الصعب ومن البسط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول .
3- النمو يؤدي إلى النضج والنضج يؤدي إلى التعلم : فمما لا شك فيه أن الإنسان لا يصل إلى النضج الآمن خلال النمو الكامل ، فالطفل لا يستطيع أن يقف على قدميه ويمشي إلا بعد استكمال نمو بعض العضلات والأعصاب وبعض خلايا المخ المسئولة عن حفظ التوازن .
وعلى هذا الأساس فإن تعلم التلميذ بشيء ما أو لأمر ما لا يتم بالصورة السليمة والفعالة إلا بعد وصول التلميذ إلى درجة من النضج تسمح له بالتعلم في المجال المقصود، أي أن الخبرات بجوانبها لا تقدم للتلميذ إلا عندما تكون لديه القدرة على استيعابها والتعامل معه .
4- النمو عملية فردية تختلف من تلميذ لأخر وهذا ما يعرف بمبدأ الفروق الفردية وهي موجودة بين جميع البشر ، لذلك لابد أن يراعي المنهج هذا الاختلاف ليتمكن كل تلميذ من التعامل مع المنهج وما يقدمه بما يتناسب وما لديه من قدرات واستعدادات وإمكانيات .


الأساس النفسي، المعلم، المتعلم ، وظيفة المنهج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع