التحول الرقمي ودوره في تحسين تنافسية الجامعات العربية
أماني إبراهيم علي | Amany Ibrahiem Aly
04/01/2025 القراءات: 15
إن الجامعات في مجتمعاتنا العربية هي رمز لنهضة وتقدم الشعوب , وبالتالي فإنه يتوجب على الجامعات العربية الآن التعامل مع الرقميات واستيعاب مضامينها , وذلك من أجل التطوير المستمر للوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة الإنتاجية وتحقيق قدرات تنافسية عالية .
ومن ثم أصبح التغيير في عالمنا اليوم نحو التحول الرقمي هو ضرورة ملحة تفرضها اقتصاديات السوق العربية المفتوحة , وعلى ذلك أصبحت الجامعات العربية مطالبة بضرورة التحول الرقمي والتحول إلى عالم المعرفة الواسع استجابة لديناميات المجتمعات العربية الحديثة .
فالمجتمعات العربية تنظر إلى الجامعات على أنها قاطرة التقدم وأداة التحديث المجتمعي ,بالإضافة إلى كونها ناقلة للثقافة ومنتجة للمعارف الإبداعية الجديدة , الأمر الذي يؤدي إلى ضرورة سد الفجوة الرقمية في مجال استخدام التكنولوجيا وحتمية التحول إلى النموذج الرقمي للجامعات .
ويعرف التحول الرقمي بأنه "عملية سعي الجامعات لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة الإنترنت العالمية لتحسين أداء مهامها وعملياتها التعليمية المختلفة , ونقلها للفئات المستهدفة من خلال ثلاثة موارد وهي : المعلومات المتدفقة والمتوافرة بها, ونظم المعلومات المستخدمة, والعناصر البشرية الموكل لها القيام بالمهام المختلفة لتحقيق أهداف الجامعات العربية ."
ومن هنا نجد أن التحول الرقمي يعد وسيلة لتحسين جودة الأداء الجامعي حيث أنه يؤدي إلى تطوير الجامعات العربية وكافة خدماتها ...فالتحول الرقمي يؤدي إلى ظهور مهام جديدة بالجامعات العربية , ويسهم في تحسين كفاءتها ,ويرفع من رضا الأطراف المعنية بفعاليتها وبالتالي تحقيق الرضا المجتمعي عن أداء الجامعات العربية ,كما أنه يساعد على تطوير فرص استثمار الإمكانيات البشرية والمادية في ظل دخول الجامعات العربية إلى ميدان التنافسية ,بالإضافة إلى إتاحة مبادىء التمكين والمساءلة والنزاهة والشفافية , بجانب توفير قيمة مضافة تؤدي إلى تحقيق عائد استثماري وإيرادات مهمة للجامعات العربية .
ومما تقدم نجد أن أهمية التحول الرقمي تمثل دورا حيويا في جودة الجامعات العربية تتمثل في تلافي مخاطر التعامل الورقي من خلال إلغاء نظام الأرشيف الورقي واستبداله بنظام أرشفة إلكتروني مع مايحمله من مرونة في التعامل مع الوثائق, وتصحيح ومنع الأخطاء بسرعة وسهولة, ونشر الوثائق لأكثر من جهة في أقل وقت وجهد ممكن, والاستفادة من الوثائق المعلوماتية في أي وقت, وتسهيل تقسيم العمل والمهام التخصصية ,وإلغاء تأثير عاملي الزمان والمكان لإنجاز العديد من المعاملات الإدارية بالجامعات العربية .
ونجد أيضا أن التحول الرقمي المطلوب لرفع مستوى جودة الجامعات العربية له متطلبات متعددة ومن أهمها توفير البنية التكنولوجية اللازمة والتي تعد أساس التحول الرقمي للجامعات العربية ,وعدم وجودها يؤدي إلى ضعف إنتاجية أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية والإدارية وجميع العاملين المشاركين في عملية التحول الرقمي, مما يؤدي إلى ضعف إنتاجيتهم وبالتالي عدم قدرة الجامعات العربية على تحسين مركزها التنافسي بين الجامعات العربية .
وتتضمن البنية التكنولوجية مكونات مادية كأجهزة الكمبيوتر الشخصية أو المحمولة وشبكات إلكترونية وخوادم سريعة وآمنة ,لتوفير المرونة التنظيمية التي تتطلبها طبيعة العمل الجامعي والأكاديمي .
التحول الرقمي -التنافسية -الجامعات العربية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة