إنّ التّساؤل أعلاه يدفعنا إلى أن نقف ولو باقتضاب مع الملاحظات النّقديّة التي وجهـت إلى«النّظريّة التّشييئيّــة» التـي اعتبرت الانسـان ومـا يـدور في فلكـه أو ما يصدر عنه من سلوك وأفعال ضمن إطار المادة، وهي كما رأينا هجمة شرسة علــى «الطبيعــة البشريــة»، فالعلم كمـا يقـول «هايدجـــر» لا يفكـــر (La science ne pense pas) بمعنى أنّ «العلم يكتشف المخترعات ويتقدّم من دون أن يفكر فعليّاً بما يفعله أو من دون أن يحيط بمغزى اكتشافه ودلالاتها البعيدة»