اكراهات الأسرة والصحة الإجتماعية
فاطمة الفرحان | Fatima Ferhane
15/01/2024 القراءات: 1268
كما نعلم جميعا أن الأسرة هي نواة المجتمع، وهي أساس الاستقرار الاجتماعي، حيث كانت موضوع عدة مفكرين وعلماء بحميع تلاوين العلوم الانسانية، حتى أصبحت تواجه عدة إكراهات إقتصادية وإجتماعية وثقافية، وجملة من الصعاب التي نخرت الصحة الإجتماعية داخل المجتمع، لدرجة أنها وصلت إلى ذروة الانفكاك والتشردم بين مكوناتها وخاصة بعد جائحة كورونا، والانغلاق الذي فرض عليها والذي جعلها تتخبط في مكان محدود بتواصل تقليدي ومقزم وروتيني، إلى أن سقطت في الاحباط اليومي وفي مخاوف متعددة لتخرج من وضع في غفلة من نوعها، إذن ما هي الإكراهات التي واجهتها الأسرة مؤخرا والتي أصبحت تهدد الصحة الإجتماعية للأفراد والمجتمعات بشتى انواعهم؟
بعد جائحة كورونا وجد العالم نفسه أمام جائحة ليست وبائية فقط، وإنما مرضية أصابت تماسك الأسرة جراء عدة عوامل تتمثل في ايقاف العمل المفاجيء للجميع والذي أثر سلبا على العاملين بالقطاع الخاص، فهناك من توقف عمله، وهناك من تغيرت عليه طبيعة العمل من الحضوري إلى عن البعد وهي ثقافة دخيلة، وخاصة على المجتمعات العربية والسائرة في طريق النمو، وأيضا تعثر العاملين في تقليص ساعات العمل الذي أدى إلى الخصم من الرواتب والتي هددت الأسرة في التغلب على صعاب الحياة، لدرجة هناك من إنعكس مدخوله المسلوب أو الجزئي على طبقته الإجتماعية التي أضحى مضطرا إلى تقبل الإقتراب من الكادحة وتمدرس الأطفال وجودة تعليمهم من الخاص إلى العام ومن البعثات الأجنبية إلى الخاص أو العام، وأيضا ضعف الأسلوب اليومي المعيشي.
واجهت الأسرة كل هذه العوامل الإقتصادية والثقافية حتى نخر أركانها التفكك الناتج عن إصطدامات الحياة داخلها وخارجها، والاحتكاكات اليومية والصراعات والانكسارات إلى إيجاد السبيل الوحيد لإيقاف الجائحة إلى سلوك مساطر إنفصام العلاقة الزوجية، ولكن هل كان الحل الصائب لمواجهة الجائحة الحقيقية التي أصابت الصحة الإجتماعية؟
الجزء الأول
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة