مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (215)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/10/2024 القراءات: 269  


-يا رب:
نشرتُ فائدةً فأرسل أحدُ الإخوة المحبين يقول: ليت يدك بين يدي الآن أقبلها على هذا الانتقاء البديع.
فقلتُ:
ودعوة مِن صاحب محبِّ ... خيرٌ من القُبلة عند الحِبِّ
فقلْ إذا رفعتَ كفًّا سائلا: ... يا رب كنْ لي وأخي يا ربِّ
***
-تنبيه:
المنشور الشائع الآتي لا تصح نسبته إلى الشافعي.
(سئل الإمام الشافعي رحمه الله: كيف نعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فقال: اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم).
***
-تضمين:
"أبيات للشيخ محمد بن أحمد (القارني) الحميري معرِّضًا بأنواع اصطلاح أهل الحديث فقال:
أحاديثُ عشقي بين أهل الهوى تروى ... يعنعنها عني التأوهُ والشكوى
مسلسلها وجدي ومسندها الأسى ... ومرسلها دمعي ومشكلها البلوى
وصحتها سقمي وصبري غريبها ... وأحسنها ذلي لعز الذي أهوى
وأمّا أحاديث الوشاة بأسرها ... فموضوعةٌ لا حكم فيها ولا فتوى
تمتْ كما وجدتْ، والحمد لله رب العالمين".
أفادها الشيخ أمين السعدي.
***
-الفرج قريب:
من الأمثال الفارسية: (از اين ستون تا آن ستون فرج است). تعريبُه: ما بين عمود وعمود (أي سارية) فرَجٌ. سمعتُهُ من الأخ الكريم الفاضل سيد أحمد نورائي.
***
-ثمار معرفة الاسم الجليل:
جاء في "المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" للشيخ عبدالعزيز الديريني: "وللعبد في معرفة هذا الاسم (الله) عشر ثمرات:
الأولى: التبري من الحول والقوة إلا إليه.
الثانية: أن تسلم إليه كلك، وتحمل عليه كلك.
الثالثة: أن لا تجزع من الفقر والضر.
الرابعة: أن لا تفرح بالغنى والصحة.
الخامسة: ترك التدبير وشهود التقدير.
السادسة: التسليم لمراده.
السابعة: الرضا بقضائه.
الثامنة: ملازمة طاعته.
التاسعة: الأمن من غيره.
العاشرة: الخوف من مكره".
***
-سؤال وجواب في الوتس اب:
🌴 أحمد الله تعالى على تمام الألف الأولى من هذه السلسلة، وقد كان نشر الحلقة الأولى في هذه المدونة في منصة أُريد في (11 / 5 / 2022).
وكنتُ قلت في مقدمة الحلقة الأولى: (هذه أسئلة متنوعة أجبتُ عليها في الوتس اب، بحسب ما يتسع له الوقت والمقام، رأيتُ في جمعها ونشرها فائدة إنْ شاء الله تعالى، أسوقُها من غير تصريحٍ بالسائل، وإذا كانت هناك مراجعةٌ منه أضيف لفظ (سؤال) بعد جوابي الأول؛ لاستكمال الجواب، واللهُ الموفِّقُ، ومنه نرجو القبولَ).
***
-تذييل:
أرسل الأخ الفاضل الشيخ محمد كلاب:
في القلبِ شيءٌ لا يُقالُ بأحرُفٍ ... سَينالُ من قلبي الصغير إذا بَقِي!
فقلت:
أفصحْ به وانطقْ ولا تكُ حابسًا ... هل أنت معذورٌ إذا لم تنطقِ؟!
***
-لا عتاب:
-قلتُ بعد العشاء، الجمعة (1) مِن ربيع الآخر (1446) = (4/ 10 / 2024م):
هل أنتَ ذو عتبٍ على أحدٍ ... إنْ كان قصَّر عنكَ في أمرِ؟
فأجبتُ: لا عتبٌ ولا غضَبٌ ... فالقلبُ مشغولٌ عن الغيرِ
ما لي وما للناسِ في عيشٍ ... اللهُ فصَّلهُ على قَـدْرِ؟
اللهُ أرحمُ، لا سواه لما ... في النفسِ مِنْ سرٍّ ومِنْ جهرِ
***
-دعاء لتثبيت حفظ القرآن:
جاء في «تفسير القرآن من الجامع لابن وهب» (3/ 25):
«قال: وحدثني الليث بن سعد عن ‌عمر ‌مولى ‌غفرة قال: شكى علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ينسى القرآن، فقال له رسول الله: قل أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع والعليم، وأعوذ بربي من همزات الشياطين، وأن يحضرون، إنك أنت السميع العليم، اللهم نورْ بالقرآن بصري، وأطلقْ بالقرآن لساني، واشرحْ بالقرآن صدري، وأفرجْ بالقرآن عن قلبي، واستعملني به أبدًا ما أبقيتني. فقال ذلك، فذهب عنه النسيانُ».
***
-هذا القول ليس للشافعي:
وصل إليَّ على الوتس اب هذه الرسالة: (قال الشافعي رحمه الله تعالى: إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشر، لم يروا ثوابًا أفضل من ذكر الله تعالى، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون: "ما كان شيء أيسر علينا من الذكر").
أقول: هذا القول لعمر بن عبدالله المدني المعروف بعمر مولى غفرة بنت رباح (ت: 145)، وهو من رجال "التهذيب".
جاء في «الوابل الصيب - ط عطاءات العلم» (1/ 188): «قال الوليد بن مسلم: حدثنا محمد بن عجلان: سمعتُ عمر مولى غفرة يقول: ‌إذا ‌انكَشَف ‌الغِطاءُ للنّاس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يَرَوْا عملًا أفضل ثوابًا من الذِّكْر، فَيَتَحَسَّرُ عند ذلك أقوامٌ، فيقولون: ما كان شيء أيْسرَ علينا من الذِّكْر».
***
-الشيخ عبدالرحمن زين العابدين وصلاح الدين:
حدثني شقيقي أبو المجد -وهو من طلاب العلامة البارع المفنن الشيخ عبدالرحمن زين العابدين، أخذ عنه في المدرسة الخُسروية في حلب- أن الشيخ عبدالرحمن كان إذا ذَكرَ صلاح الدين الأيوبي ذكرَه بإجلالٍ كبيرٍ واحترامٍ شديدٍ، ويكاد يقوم ويقف استعدادًا وقوفَ الجندي أمام قائده. رحمهما الله تعالى.
***
-استجازة:
كتبتُ إلى الأخ الفاضل الشيخ يحظيه محمد عالي ببات (في موريتانيا): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو الله أن تكونوا بخير، وبعد: فأود استجازة الشيخ محنض بابه، فإن لم تكن له رواية، فبرواية مؤلفاته. وجزاكم الله خيرًا.
فأجاب قائلًا: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبًا وأهلًا بكم وأنا أرجو أن تكونوا بخير، وبعد: فإن أسلوب الإجازة الذي عندكم في المشرق وعند المغاربة ليس من عادة الشناقطة، إلا مَنْ سافر منهم، فالذين يجيزون منهم إنما يجيزون مَنْ درس عليهم العلوم التي درسوها على أشياخهم، والشيخ بالخصوص لا يجيز، ولعل جانبه الصُّوفي له بُعدٌ في ذلك، فهو يرى أنه لم يتقن إلا اختصارًا عقد به مؤلفُه كتاب الآجرومية في مبادئ النحو، وله بيتان يقول فيهما:
ما خاب مَنْ لقدر نفسهِ عرَفْ ... وطائرٌ عن غير عشه انحرَفْ
وأنا لم أتقنْ من العلومِ ... إلا اختصارًا لابن آجرومِ
فقلتُ: أشكركم، ولكنْ حاول إقناع الشيخ بأن إجازة رواية المؤلفات عادةٌ جرى عليها العلماء. فعسى أن يفعل.
فقال: الشيخ يردُ فيه ما أنشئ أو أُنشد قبلُ في مالك:
يدع الجواب فلا يُراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
فقلتُ: هو أهلٌ لذلك.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع