مدونة حنان رمضان أبو سكران


الالتباس العددي صعوبة غير متوقعة يعاني منها بعض الطلبة عند التعامل مع الأرقام

حنان رمضان أبو سكران | Hnan rammdan abu sakran


19/11/2021 القراءات: 4211  


الالتباس العددي أقل أنواع صعوبات التعلم وضوحا. وهو يؤثر على العمليات الحسابية بصورة عامة. إن هذه الصعوبة ليس لها معايير واضحة محددة ولا يمكن تقييمها بصورة صحيحة. ويمكن أن يوصف أي طالب لديه درجة من صعوبة في الرياضيات خطأ أنه يعاني من الالتباس العددي. ومع أن هناك الكثير من الطلاب الذين يعانون من هذه المشكلة، فهذا المصطلح ما يزال نادر الاستخدام في المدارس بسبب نقص المعايير القابلة للقياس. ومن المعلومات المتوافرة حول هذه الظاهرة أصبح واضحا أنه يمكن تحسين مستوى تعليم الرياضيات لجميع الأطفال من خلال الفهم الجيد لكيفية تفاعل الدماغ مع الرياضيات وماهية الخلل الذي يقع أثناء عملية التفاعل.
الأسباب

أكثر الأسباب وضوحا في الالتباس العددي هو ضعف الإدراك البصري. ولكي يكون الطفل ناجحا في الرياضيات يحتاج إلى أن يكون قادرا على استبصار الأعداد والمواقف الرياضية الأخرى. إن الأطفال الذين يعانون من الالتباس العددي يصعب عليهم استبصار الأعداد وغالبا ما يخلطون عقليا بين الأعداد فتظهر على أنها "أخطاء غبية".

والمشكلة الأخرى التي تواجه أصحاب الالتباس العددي هي التسلسل. فهؤلاء الأطفال يصعب عليهم سلسلة أو تنظيم المعلومات وبالتالي يصعب عليهم تذكر حقائق وقوانين وصيغ ضرورية لإتمام حساباتهم الرياضية.

إن القدرة على فهم واستخدام الأعداد تمر في سلسلة من مراحل تطورية هامة قبل امتلاك الطفل لأي مواهب رياضية بوقت طويل.
إن الإحساس الطفولي بالأعداد محدود بمجموعات صغيرة تتألف من أربعة إل خمسة أشياء وأن المعلومات تقترح أن الأطفال الرضع والكبار يستعملون مثل هذه التشكيلات باستخدام عملية عقلية متميزة تماما عن العد.
وفي المجموعات أو التشكيلات الصغيرة يدرك الصغار والكبار كلاهما رقمية التشكيلة مباشرة نوعا ما مثلما ندرك الشكل أو اللون. وهذا الإدراك الحدسي المباشر للرقمية يدعى العد الفطري.
وهو أول مهارة عددية يطورها الإنسان. فعندما نرى ثلاثة أجسام مثلا فلا نعد واحد، اثنان، ثلاثة وإنما ببساطة نعي التشكيلة "الثلاثية". فمعظم الناس يستطيعون عد سبعة أو ثمانية أرقام منتقلين إلى استراتيجيات حسابية متنوعة للتشكيلات الكبيرة.
الأطفال الذين يعانون من الالتباس العددي أو حبسة العدد يعدون بطريقة فريدة. فالعد هو فطري أكثر منه مهارة مكتسبة ويشكل الأساس لتطور باقي المهارات الرياضية. وبينما الأطفال يكبرون يتعلمون العد بمقارنة النتائج من طريقة العد بالرقم المدرك مباشرة. إنها عملية تنمي فهما حدسيا حول كيفية عمل العد والأرقام. وهذا الإحساس بالعدد يرشد الأطفال مؤخرا عندما يتعلمون الجمع والطرح والضرب والقسمة. ففي كل مرحلة تعليمية هناك قوانين جديدة عن الأعداد تقيم في ضوء الإحساس العددي ويتم دمجها في ذلك الإحساس. إن مشكلة الالتباس العددي هي عجز في العد الفطري لأن الأطفال ذوي الالتباس العددي يعانون من رؤية التشكيلة "الثلاثية" أي رؤية ثلاثة أشياء معا مباشرة. يتعلمون العد بطريقة مختلفة جدا عن الأطفال الآخرين وبطريقة ملحوظة فهم يعتمدون في ذلك على التسلسل والحفظ.
العد هو ببساطة وضع قائمة من كلمات الأعداد (واحد، اثنان، ثلاثة، ... الخ) بالتقابل مع مجموعة من الأشياء القابلة للعد. وهؤلاء الأطفال أصحاب الالتباس العددي ليس لديهم صعوبة في تذكر تسلسل كلمات الأعداد ويستطيعون وضع هذه الكلمات مقابل مجموعة من الأشياء. وحتى ليبدو للمراقب الحريص أن هؤلاء الأطفال يعدون بطريقة طبيعية وإن كان ببطء شديد. ولكن مع نهاية التسلسل وعندما يلاحظ هؤلاء الأطفال أن هناك ثلاثة أشياء موجودة لا يكون لديهم إحساس حدسي بالثلاثية. ولكن ببساطة يكون لديهم إيمان بطريق العد لديهم وهي التي قادتهم إلى الإجابة الصحيحة.

إن الأسباب الرئيسة للالتباس العددي تبقى غير واضحة تماما.
إنما الأدلة الواردة من الدراسات المتعددة تقترح أن الالتباس العددي هو مشكلة تطورية في الأساس مرتبطة بأحد أجزاء المخ الواقع في الفص الجداري الأدنى.
وهذا الجزء، الذي يظهر أنه المسؤول عن تمثيل الأعداد، يقع بالقرب من جزء آخر من المخ مسؤول عن حاسة اللمس في الأصابع. وهذا قاد بعض الباحثين إلى أن يفترضوا أن "منطقة العدد" في المخ تطورت كتخصص تطوري لتمثيل الأصابع.
حيث يستنتج من ذلك أن هناك علاقة وثيقة بين الإحساس العددي وإحساس الأصابع. فالكثير من الأطفال من أصحاب الالتباس العددي يعانون من خلل في الإحساس بالأصابع.


صعوبة-الأرقام-العمليات الحسابية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع