مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري
فاقدة السند الأسري،رحلة الفتاة نحو القوة والتجدد”
ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore
23/02/2025 القراءات: 22
الأسرة هي الحضن الأول الذي نلجأ إليه حين نحتاج إلى دعم عاطفي أو إرشاد، وهي المكان الذي نكتسب فيه أولى تجاربنا في الحياة. ولكن ماذا لو كانت الفتاة فاقدة لهذا السند الأسري؟ ماذا لو نشأت في بيئة غاب فيها هذا الدعم الأساسي، سواء بسبب فقدان أحد الوالدين أو التفكك الأسري؟ في تلك الحالة، تواجه الفتاة تحديات تتجاوز ما قد يواجهه غيرها، لكنها في ذات الوقت تمتلك فرصًا فريدة لبناء شخصيتها والارتقاء بذاتها.
التحديات التي تواجهها الفتاة فاقدة السند الأسري:
1. البحث عن الاستقرار العاطفي:
في غياب السند الأسري، تجد الفتاة نفسها في مواجهة عواصف داخلية وخارجية. فهي تفتقد المكان الآمن الذي يمكنها من التعبير عن مشاعرها وتلقي الدعم النفسي. هذا الفراغ العاطفي قد يؤثر على قدرتها في بناء علاقات صحية وثابتة في المستقبل، وتجد نفسها أحيانًا في دوامة من الشكوك الذاتية والبحث عن حب أو دعم من الآخرين.
2. الضغط الاجتماعي:
المجتمع غالبًا ما ينظر إلى الفتاة فاقدة السند الأسري بشكل مختلف. قد تكون هناك ضغوط اجتماعية إضافية لتثبت قوتها وتحقيق النجاح، وفي بعض الأحيان قد يتعرض البعض منها للتمييز أو التجاهل. تلك الضغوط تتراكم وتصبح جزءًا من حياتها اليومية، مما يجعلها تشعر بأنها ملزمة بأن تكون “أكثر” من غيرها لإثبات جدارتها.
3. العبء المادي والمسؤوليات المبكرة:
العديد من الفتيات فاقدات السند الأسري يجدن أنفسهن مجبرات على تحمل المسؤوليات في وقت مبكر، سواء كانت تلك المسؤوليات اقتصادية أو اجتماعية. قد تضطر الفتاة للعمل في سن مبكر لتلبية احتياجاتها اليومية، أو قد تجد نفسها مسؤولة عن رعاية إخوتها الأصغر سناً، مما يمنعها من متابعة تعليمها أو تطوير مهاراتها الشخصية.
يواجه فاقدو السند الأسري تحديات صعبة، إلا أن الفتاة في هذه الوضعية غالبًا ما تكتسب قوة داخلية فريدة.
تصبح أكثر قدرة على التكيف مع الظروف الصعبة، وقد تتعلم كيف تعتمد على نفسها في تحقيق أهدافها. القوة التي تكتسبها الفتاة من خلال مواجهة هذه التحديات تكون أحيانًا أكثر عمقًا وتماسكًا.
اما التعليم يصبح الأداة الأكثر فعالية بيد الفتاة فاقدة السند الأسري. حيث يكون بمقدورها أن تستغل الفرص التعليمية المتاحة لها لبناء مستقبل أفضل. من خلال التعلم المستمر وتطوير المهارات الشخصية، يمكنها تجاوز الكثير من القيود التي فرضتها ظروفها، وتفتح أمامها أبواب جديدة للنجاح.
ومع غياب الأسرة، غالبًا ما تبحث الفتاة عن روابط دعم بديلة. قد تجد الدعم في أصدقاء مخلصين، أو معلمين يهتمون بها، أو حتى في أفراد المجتمع الذين يقدمون لها التوجيه العاطفي والنصيحة. هذه الشبكة قد تكون أكثر قوة وأهمية مما تتصور، حيث توفر لها الأمان العاطفي والتوجيه الذي كانت تفتقده.
هي مصدر إلهام للآخرين بل هي قدوة لغيرها. قصتها يمكن أن تكون مصدر إلهام للعديد من الفتيات اللاتي يواجهن صعوبات مشابهة. قوة إرادتها وصمودها قد تكون الحافز الذي يدفع الآخرين لتحقيق أحلامهم، مهما كانت الظروف.
لذا. فإن الفتيات فاقدات السند الأسري لا يَشْتُقّون من ظروفهم، بل هم فتيات يمتلكن القدرة على تحويل المحن إلى دروس حياتية قيمة. ورغم غياب الدعم الأسري، يظلن قادرات على بناء حياة مليئة بالقوة والعزيمة. ومع المجتمع الذي يقدم الدعم والإلهام، يمكنهن إعادة بناء أنفسهن، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة، ليصبحن في النهاية نموذجًا يُحتذى به في القدرة على النهوض بعد كل عاصفة.
الاسرة ، قيادة الذات ،مواجهة التحديات،المرأة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع