إنَّ من أبرز خصائص ديننا الإسلامي أنَّه دين وسط؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، فإن في الإسلام العدل في جميع الأمور، وهو معنى ﴿ أُمَّةً وَسَطًا ﴾، وذلك في العبادات والمعاملات، فلا يكون غلوٌّ وتشديدٌ، ولا انحراف وتقصير، كما فعل أصحابُ الكتب السماوِيَّة السابقة، كما غَلَتِ النصارى في عيسى وجعلوه ابنًا لله - سبحانه وتعالى عمَّا يقولون - والرهبانية التي ابتدعوها ولم يقوموا بها، وكما فعل اليهود في حق الله - تعالى - بأنْ وَصفوه بأبشعِ الأوصاف؛ بأنه - سبحانه - فقير وبخيل، لعنهم الله، وغضب عليهم، واشتراك الديانتين في تحريف كتبهم المنَزَّلَة: التوراة والإنجيل، على ما تهوى أنفسهم.