عنوان المقالة:صورة الاسلام : زحف التشويه وعجز المواجهة
ا.د جليل وادي حمود | Jaleel wadi Hmood | 5315
نوع النشر
مجلة علمية
المؤلفون بالعربي
أ.د جليل وادي
الملخص العربي
صورة الاسلام : زحف التشويه وعجز المواجهة أ.د جليل وادي من الظواهر التي غدت جلية للعيان والتي تفترض بحثا عميقا ومواجهة سريعة بشأنها هي ان الصورة المشوهة للدين الاسلامي بدأت تتسع ولم تتوقف عند حدود الرأي العام الغربي، بل زحفت باتجاه الرأي العام العربي والاسلامي نفسه ، بخاصة في وسط شريحة الشباب . وبما ان صورة الاسلام لصيقة بصورة العربي فأن تشوه اي من الصورتين ينعكس سلبا على الاخرى ، ما يكسب هذه المشكلة اهمية كبيرة التي ينطوي تناميها على تداعيات خطرة ليس على حاضر الاسلام ، بل وعلى مستقبله ايضا . وبعيدا عن المداخل الدينية في مناقشة هذه الظاهرة ، وبصرف النظر عن ايماننا من عدمه بتلك المداخل ، الا ان الحفاظ على هوية الامة وخصوصيتها المرهونة بمستقبل الاسلام يتطلب تبني منظورا واقعيا والاستناد الى منهج علمي في اية دراسة لتحليل هذه الظاهرة ليتسنى ايجاد الاليات والكيفيات التي من شأنها التصدي لهذا الزحف والكشف عن الصورة الحقيقية للاسلام ، وبعكسه سوف نجد معاول التشويه وقد فعلت فعلها في تكريه مجتمعنا بدينه وتوسيع الهوة بينهما الى مديات تفوق ما بدأت بوادره تلوح في الافق حاليا . ان الامور التي يفترض التسليم بها ان عملية التشويه لن تتوقف ، وانها تستند الى استراتيجيات مصاغة بعناية ، وهي توظف في ذلك ماكنة اعلامية ضخمة ، ساعدها في ذلك فضاء اعلامي مفتوح تمكن من القفز على سيادة الدول بفضل ثورة الاتصالات ، وانها لم تقتصر على صناعة صورة اعلامية من منطلقات ايديولوجية او توظيف وقائع تاريخية او لي اعناق بعض الحقائق التي ينطوي عليها التراث الاسلامي كما كانت منهجية عملها في السابق ، بل استطاعت الدوائر التي تقف وراء هذه العملية من خلق نماذج اسلامية مشوهة تعمل على الارض وترتكب افعالا ارهابية وتروج لافكار تناقض ما ينطوي عليه الجوهر الحقيقي للاسلام ، هذه النماذج غدت مغذيات ثرية للصورة المشوهة للاسلام التي تتداولها وسائل الاعلام ، الامر الذي يكسبها مصداقية ويسمها بالواقعية ، وان الصورة المرسومة وان كانت بطيئة في حركتها الا انها فاعلة ومؤثرة بدلالة تمددها الى مناطق يفترض انها تتمتع بحصانة . هذه الامور وغيرها تكشف مدى صعوبة المواجهة ، بل مدى صعوبة الاجابة عن السؤال الاهم : ماهو مستقبل الاسلام ؟ ان هذا السؤال ، ليس سؤال الاسلاميين فحسب كما يظن الاسلاميون انفسهم ، بل هو سؤال جميع التيارات الفاعلة في الفكر العربي على اختلاف توجهاته بما في ذلك التيارات التي لا تتبنى ايديولوجيات دينية ، ذلك ان الاسلام هو بمثابة العنصر المحرك الاساسي في بنية المجتمع العربي والاسلامي وثقافته ، وبالتالي فأن المخاطر التي تطول الاسلام تعني في جانب كبير منها خلخلة هذه البنية وانحلالها ، ويقود ذلك الى السؤال اللاحق ما هي الاحتمالات التي يمكن ان يكون عليها المجتمع عندما يكون متبنيا لمنظومة ثقافية تقف بالضد من المنظومة الثقافية التي يرتكز عليها المجتمع ، هذه اسئلة تاريخية ، وان الاجابات اللامبالية او الانشغال بما هو ظاهر على السطح وعدم الانتباه لما هو غاطس تكشف عن سطحية الذهنية المتعاملة مع هذا الموضوع وقصر نظرها . وعندما نتحدث عن مستقبل الاسلام ، نحن لا نعني بذلك الفكر المدون في بطون الكتب ، وانما الفكر المخزون في الذهن الاجتماعي ، فاتساع مساحة المخزون الاجتماعي وضيقه هو الذي يحدد مدى فاعلية المنظومة الثقافية الاسلامية في السلوك الاسلامي الفردي والجماعي ، لان حركة وفاعلية هذه المنظومة مرتبطة بمساحة التبني الاجتماعي ، ولذلك نجد ان عمليات التشويه جرت صياغتها على وفق القدرات الثقافية للمجتمع ليكون بمقدورها النفاذ اليه بأقل قدر من المقاومة . بخاصة وان الجماعات التي صنعت لتكون نماذج مشوهة للاسلام وجه عملها لينال من جميع المجالات ذات العلاقة المباشرة بالاهتمامات الاساسية للمجتمع كالامن والحريات الشخصية وقنوات الترفيه والازياء ، بغية زراعة الكراهية لهذه الجماعات وبالتالي اسقاطها على الاسلام كدين مع ان هذه الجماعات لاتمثل نموذجا معبرا عن الاسلام الحقيقي ، وكانت الجهات صانعة هذه النماذج تدرك جيدا ان صياغة نموذج متطرف يقود بالمقابل الى خلق تيارات متطرفة مناقضة ، ولكي تتمكن هذه التيارات من تعبئة الانصار للمواجهة بخاصة عندما تجد في تلك الجماعات تهديدا لمصيرها ، فأنها تعمل على نبش الموروث لاستحضار حوادث ووقائع لتعزيز تماسكها والاستدلال بها على زلل اعدائها ، وفي احيان معينة يكون لهذا التيارات تأثيراتها السلبية ايضا على المجتمع والدين وان لم تكن بمستوى تأثيرات الجهات المقابلة . ان ما يعقد عملية التصدي لعمليات التشويه ، هو ان الفكر العربي اكتفى بتوصيف المشكلة ، لكنه لم يخضعها للتحليل الا بحدود ضيقة جدا، وبالتالي لم يحدد آليات وكيفيات المواجهة ، ولذا نحن ازاء فقر في الادبيات المعنية بهذه المسألة ،
تاريخ النشر
07/12/2015
الناشر
جريدة التآخي
رابط DOI
???????
رابط الملف
تحميل (212 مرات التحميل)
رابط خارجي
https://www.facebook.com/jaleel.wadi/
الكلمات المفتاحية
الصورة النمطية ، الاسلام ، وسائل الاعلام
رجوع