نثار من فوائد وخواطر وأفكار (7)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
04/03/2025 القراءات: 100
42-سحر البيان:
جاء في مقدمة الأستاذ المحقق هلال ناجي لـ "رسالتان فريدتان في عروض الدوبيت" تصنيف مالك بن المرحل (ت: 699هـ):
في زخرف القول تزيينٌ لباطله ... والحق قد يعتريه سوءُ تعبيرِ
تقول: هذا مجاجُ النحل تمدحُه ... وإنْ ذممتَ فقل: قيء الزنابيرِ
مدحٌ وذمٌّ وذات الشيء واحدة ... سحر البيان يُري الظلماء كالنورِ
***
43-يا سادتي:
جاء في "خريدة القصر وجريدة العصر" (3جـ/ م1 ص: 314-315) لأبي الفتوح البغدادي قولُه:
يا سادتي ما راق بعد فراقكم ... في مسمعي حسنٌ ولا في ناظري
إنْ بنتمُ -لا بنتمُ- عن ناظري ... فلقد حضرتم في سويدا خاطري
فالوجد ملء جوانحي، والدمع مل ... ء محاجري، والذكر ملء سرائري
***
44-علم التاريخ:
نقل العلامة السخاوي في كتابه "الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ أهل التوريخ" (ص: 38-39) عن أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الشافعي قوله: "إنه علم يَستمتع به العالم والجاهل، ويَستعذب موقعَه الأحمق والعاقل، فكل غريبةٍ منه تعرف، وكل أعجوبةٍ منه تستظرف، ومكارم الأخلاق ومعاليها منه تقتبس، وآداب سياسة الملوك وغيرها منه تلتمس، يجمع لك الأول والآخر، والناقص والوافر، والبادي والحاضر، والموجود والغابر، وعليه مدار كثير من الأحكام، وبه يتزين كل محفل ومقام...".
***
45-سريع الحفظ:
قال العلامة طاشكبري زاده في "الشقائق النعمانية" (ص: 22) في ترجمة صاحب "القاموس" الإمام محمد بن يعقوب الفيروزابادي: "كان سريع الحفظ وكان يقول: لا أنام إلا وأحفظ مئتي سطر. وكان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة كان آية في الحفظ والاطلاع والتصنيف".
***
46-أمانة العلم:
حدثنا الشيخ عبدالكريم الدبان حفظه الله وسلمه [كانت كتابة هذا في حياته رحمه الله] قال: "رحم الله شيخنا السيد داود سلمان التكريتي (ت: 1360هـ) كان وهو في الثمانين من العمر يقوم مع الرجفة وضيق التنفس ليأتي بكتاب؛ ليراجع كلمة أو مسألة، لا للجهل بها، ولكن للتأكد".
قلت: وفي "نفح الطيب" للمقري (2/ 222) في ترجمة الإمام ابن مالك صاحب "الألفية" في النحو: "كان رحمه الله تعالى كثير المطالعة، سريع المراجعة، لا يكتب شيئًا من محفوظه حتى يراجعه في محله، وهذه حالة المشايخ الثقات، والعلماء الأثبات".
وقد حدثنا اللواء الركن محمود شيت خطاب حفظه الله تعالى [كانت كتابة هذا في حياته رحمه الله]: أنه أدرك الشيخ أمجد الزهاوي على باب جامع الحيدرخانه ببغداد وقد سأله رجل سؤالًا ليس بالصعب فقال للسائل: أمهلني حتى أراجعه في الكتاب.
***
-تواريخ:
-أفادني أخي الشيخ محمود عبدالعزيز العاني أنَّ تاريخ وفاة أم المؤمنين هند بنت أبي أمية (أم سلمة) هو عدد حروف اسمها بهذا الحساب، أي (59) وقد توفيت في هذه السنة للهجرة.
-وأرَّخ بعضُهم دخول التبغ إلى بلاد الشام سنة (1000هـ) فقال:
سألوني عن الدخان وقالوا ... هل له في كتابنا إيماءُ؟
قلتُ: ما فرط الكتاب بشيء ... ثم أرخت (يوم تأتي السماءُ)
انظر: كتاب "خطر التدخين على الصحة والحياة" لعلي حميدان (ص: 9). وفيه العدد (999) ليكون موافقًا للتاريخ الميلادي: (1590)، والأصح: (1000) إلا أن نسقط (أ) من لفظ السماء ونبدأ الحساب من اللام.
-وأرَّخ الشيخ إبراهيم الراوي وفاة أبي الهدى الصيادي سنة (1327هـ) كما في كتابه "بلوغ الأرب في ترجمة السيد الشيخ رجب" (ص: 97)
أرخته: أبو الهدى ... نحو جنانٍ قد غدا
-وأرخ أستاذنا الدبانُ وفاة شيخه العلامة السيد داود التكريتي سنة (1360هـ) فقال:
داود شيخي قد مضى ... بجنان الخلد قد ثوى
-وأرَّخ الأديب الأريب الشيخ محمد الحربلي طبع ونشر كتاب "طي السجل" سنة (1391هـ ) فقال:
عبدالحكيم الشهم قام بنشره ... أرخ وقل: طي السجل به ظهرْ
والناشر هذا هو الشيخ عبدالحكيم بن عبدالباسط السقباني الدمشقي وقد نشر كثيرًا من "كتب الرفاعية"، وكتب الكثير مكررًا وناقلًا، وعزا بعض ما جمعه هو إلى الصيادي، وفي هذا نظر.
***
-قيمة الوقت:
نقل الحافظ ابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة" (1/ 142 وما بعدها) عن الإمام ابن عقيل الحنبلي أنه كان يقول:
"إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملتُ فكري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة".
ونقل عنه قوله: "أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز؛ لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرًا على مطالعة، أو تسطير فائدة، لم أدركها".
وقوله: "إن أجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء: الوقت، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص، فالتكاليف كثيرة، والآداب خاطفة".
ونقلها مجموعةً الأستاذ عبدالفتاح أبو غدة في كتابه "قيمة الزمن عند العلماء" (ص: 25).
***
-من معجم السفر:
نقل الحافظ أبو طاهر السِّلفي في هذا الكتاب عن الأديب أحمد بن محمد (ص: 123) قوله:
مدةُ العمر وإن طا ... لتْ بلا شكٍّ قصيرهْ
فاشتغلْ بالعمل الصا ... لح واجعله ذخيرهْ
ليس يُغني عنك إنْ كنـ ... ـت بقولي ذا بصيرهْ
غير تقوى الله ما اسـ ... ـطعتَ وإصلاحُ السريرهْ
***
-وصية جليلة:
جاء في كتاب "الكتاب وصفة الدواة والقلم وتصريفها" لأبي القاسم عبدالله بن عبدالعزيز البغدادي، تحقيق هلال ناجي (ص: 61) من الطبعة المستلة من مجلة المورد:
"ومن كلام الشعبي: لا تقدموا على أمر تخافون أن تقصروا دونه، فإنَّ العاقل يحجزه عن مراتب المتقدِّمين ما يرى من فضائح المقصِّرين، ولا تعدوا أحدًا عدة لا تستطيعون إنجازها، فإنَّ العاقل يحجزه عن محمدة المواعيد ما يرى من المذمة في الخلف، ولا تحدثوا أحدًا تخافون تكذيبه، فإنَّ العاقل يسليه عما في الحديث ما يرى مِن مذلة التكذيب.
ولا تسألوا أحدًا تخافون منعه؛ فإنَّ العاقل يحجزه عما يناله السائلون ما يرى مِن الدناءة في المنع".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة