مدونة الاستاذ المستشار نعمان عبد الغني
حماية النزاهة في عالم الرياضة
الاستاذ المستشار نعمان عبد الغني | Namane abdelghani
23/10/2019 القراءات: 1586
حماية النزاهة في عالم الرياضة
إن نزاهة الرياضة تواجه تهديدات، والتحديات المحيطة بها عالمية وتتغير بإستمرار. بدون النزاهة لا معنى للرياضة، وخرق النزاهة لا يضر فقط بقيم الرياضة بل يقضي على شعبيتها واستمراريتها التجارية وبنهاية الأمر على وجودها.
يعرف الجميع بأن الفساد مفهوم مركب له أبعاد متعددة وتختلف تعريفاته باختلاف الزاوية التي ينظر من خلالها إليه. فيعد فسادا كل سلوك انتهك أياً من القواعد والضوابط التي يفرضها النظام كما يعد فساداً كل سلوك يهدد المصلحة العامة، وكذلك أي إساءة لاستخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة وكل ما هو ضد الصلاح. قال تعالى: [ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها] وقال تعالى: [وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد] وتُعَرِّفُ منظمة الشفافية الدولية الفساد بأنه "سوء استعمال الوظيفة في القطاع العام لتحقيق مكاسب شخصية"، ولا تميز المنظمة بين الفساد الإداري والفساد السياسي، أو بين الفساد الصغير والفساد الكبير. وترى أن عمليات الفساد تسلب من البلدان طاقاتها وتمثل عقبة كأداء في طريق التنمية المستدامة..
وظاهرة الفساد تشمل جرائم متعددة مثل: الرشوة والمتاجرة بالنفوذ، إساءة استعمال السلطة، الإثراء غير المشروع، التلاعب بالمال العام واختلاسه او تبديده او اساءة استعماله، غسل الأموال، الجرائم المحاسبية، التزوير، تزييف العملة، الغش التجاري وجرائم أخرى، وقد عانت دول عديدة منه لأنه ظاهرة مركبة تختلط فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ولذا تتعدد أسباب نشوئها، ومن هذه الاسباب عدم اتساق الانظمة ومتطلبات الحياة الاجتماعية وضعف الرقابة.
إن نزاهة مرتبطة بالأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال حملها، وأشفقن منها لثقلها، وهي ثقافة تسود اليوم المجتمعات الغربية باهتمام كبير، ولكن من منطلقات أخلاقية واقتصادية واجتماعية وغيرها، أما نحن المسلمين فمعنيون بها من منطلق ديني قبل كل شيء، وقوامها الشفافية، ومحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله، وطهارة اليد، وعدم التعرض للمال العام، أو الممتلكات العامة.
يستحيل أن تستقيم حركة التفكير بدون النزاهة، ذلك انه ليس من المستطاع التوصل إلى الحقيقة، وإدراك الصواب في ظل سيادة الانطباعات، والخواطر، والانفعالات والتعصبات، والأحكام الجاهزة أو المسبقة، ونية أو إرادة تحريف المبادئ والمفاهيم والمصطلحات عن مواضعها لأجل تحقيق هدف ايدلوجي أو سياسي أو دعائي أو مذهبي، فهذه كلها حُجب تحجب الناس عن تبيّن الصواب الميسور أو الأكثر رجحاناً، وتبعدهم عن الهدف المنشود من طرح هذه القضية البشرية أو تلك.
النزاهة سلوك أخلاقي رفيع لا تستقيم الحياة إلا به، وهي خلق متمم لصفات المسلم، وسلوكياته الإيجابية، كما أن النزاهة تعني الزهد في المال العام، بل الحفاظ عليه، والحرص على حمايته، وما أحوجنا إلى سيادة مثل هذه المفاهيم، التي تعني الرقابة على الذات، وهي أفضل من رقابة الجهات الرسمية، أو رقابة الأنظمة واللوائح.
وفي ترسيخ مثل هذه القيم، والالتزام بها، إسهام فعلي في التنمية والبناء والاستقرار، وكذلك الأمن الاقتصادي، وقبل كل شيء سلامة للمجتمع، وتجسيد لمبادئه الإسلامية، وتكريس للثقة بين أفراده، وحفظ لحقوق الأجيال القادمة.
إن مبدأ ترسيخ مفهوم النزاهة في الجيل القادم، سيحمي البلاد من آفة الفساد.
أصبحت الرياضة صناعة تدر أموالا طائلة تقدر بالمليارات، وبالتالي لا يمكن التساهل عندما يتعلق الأمر بالنزاهة والتلاعب بنتائج المباريات وما إلى ذلك من مسائل خارجة عن القانون.. هناك واجب على الحكومات من أجل مكافحة الفساد في الرياضة على مختلف أنواعها.
واجهت أوساط كرة القدم عددا كبيرا من حالات التلاعب بنتائج المباريات وادعاءات الفساد. والتلاعب بنتائج المباريات في كرة القدم هو تحدّ عالمي، إذ أطلق ما يزيد على 60 بلدا تحقيقات بشأنه في السنتين الماضيتين.
وتُقدَّر الأموال المتأتية من المراهنات غير المشروعة وحدها بمئات ملايين اليورو سنويا، بينما سهّلت شبكات المقامرة على الإنترنت، بشكل كبير، المراهنة على المباريات من أيّ مكان من العالم. وفي ضوء الأرباح الهائلة التي يمكن تحقيقها بفضل التلاعب بنتائج المباريات، باتت هذه الظاهرة تجذب عددا متزايدا من المجرمين وعصابات الجريمة المنظمة.
ويطرح التلاعب بنتائج المباريات تهديدا أوسع نطاقا أيضا، إذ يستخدم المجرمون الأموال المتأتية منه في أنشطة غير مشروعة أخرى. وبات من المهم، أكثر من أيّ وقت مضى، وضع استراتيجيات منسقة لمنع التلاعب بنتائج المباريات عن طريق إشراك الجهات المعنية على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
ردّ الإنتربول
ينفّذ الإنتربول والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مبادرة مشتركة (يجري حاليا مراجعتها منذ بداية شهر حزيران/يونيو 2015) ترمي إلى بلوغ هدفين رئيسيين هما:
• توعية الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال كرة القدم بكيفية الكشف عن محاولات اللجوء إلى الفساد في إطار المباريات أو التلاعب بنتائجها، ومقاومتها والإبلاغ عنها، وتدريبها على ذلك؛
• تحسين قدرات أجهزة إنفاذ القانون على التحقيق والتعاون في القضايا المتصلة بالفساد والتلاعب بنتائج المباريات.
والبرنامج المعني بالنزاهة في مجال الرياضة هو مبادرة عالمية في مجال التدريب والتوعية والوقاية يستهدف مكافحة التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات غير النظامية وغير المشروعة. ويرمي هذا البرنامج إلى تعزيز وعي الجهات الفاعلة الرئيسية بظاهرة التلاعب هذه وبالاستراتيجيات التي يلجأ إليها المجرمون، والأساليب التي تتيح كشفهم والتصدي لهم. ويوفر البرنامج عددا من الأدوات لحماية كرة القدم من الفساد، تشمل تنظيم حلقات عمل وطنية وإقليمية ووحدات تعلم إلكتروني.
وتشكل مجموعة الإنتربول الواسعة من الأدوات والخدمات استراتيجية متعددة الأوجه للتصدي بفعالية للتلاعب بنتائج المباريات والفساد في عالم كرة القدم.
استراتيجية متعددة الأوجه
• يمكن إيفاد فرق الإنتربول للدعم في الأحداث الك
الرياضة -النزاهة -الفساد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة