التطبيق والتدريب العملي في الفهم والتنزيل
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
05/12/2023 القراءات: 1458
التطبيق والتدريب العملي في الفهم والتنزيل:
قال أبو الأصبغ بن سهل:
"لولا حضوري مجالس الشورى مع الحكام، ما دريت ما أقول في أول مجلس شاورني فيه الأمير سليمان بن الأسود، وأنا يومئذ أحفظ (المدونة)، و(المستخرجة) الحفظ المتقن".
قال ابن فرحون المالكي معلقا: "ومن تفقد هذا المعنى من نفسه ممن جعله الله إماما يُلجأ إليه، ويعول الناس في مسائلهم عليه؛ وجد ذلك حقا، وألفاه ظاهرا وصدقا".
تبصرة الحكام - ابن فرحون
***
الفقه الإسلامي خاصة علم اجتماعي بامتياز، وهذا سر من أسرار الثراء في المدونة الفقهية لتراثنا، ولا يقف الفقه والتفقه عند حد، ولا التمتين والشرح المعاصر، وهذا أيضا من مظاهر عظمة الدين وشموله النظري واتساع مساحته وخلوده، وعليه لا يسوغ تثبيط العقول عن الاجتهاد والتمرس له بعلم ووعي.
وقد يُنظر لمثل هذا الطرح من جهتين:
- جهة تخفف من هذا الشأن، وتجعل الجانب التطبيقي هامشيا في النظر الفقهي، بل قد تهجوا المعتني به.
- وجهة مغالية تقلل من التأصيل النظري الذي تستند عليه الأحكام، بحجة أنها فرعية!! ويصرف اهتمامه للواقع قبل تحرير الأدلة ومناطاتها ومقاصدها.
والمهم في الأمر: أن الكل يؤمن بأثر الواقع وأهميته في تشكيل الأفكار والمذاهب، ويختلفون في درجة اعتباره والرجوع إليه.
وهذا كله يؤكد أمرا آخر وهو ضرورة التنوع واتساع ذهن الفقيه اليوم، سواء كان ذلك عبر:
- اجتهاده الشخصي وتكوينه المعرفي،
- أو عبر تعاونه مع غيره من أهل التخصصات الأخرى، ولا سيما ما يتعلق بالشأن العام القُطري أو العالمي.
ولا يخفى أن فقهاء الإسلام قديما كان لديهم نوع من التخصصات الموازية أحيانا كالطب خاصة والفلك وغيره، مع بساطة الحياة وقلة التواصل..
وهذا آكد وأولى، بل واجب كفائي، وقد يكون عينيا على الفقيه المختص بالفتوى والقضاء، فالشأن أعقد والعلوم أوسع والمجتعات متطلبة ومتسارعة في التغيير..
والله يصلح الأحوال والقلوب
التطبيق
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة