إن انتشار رقعة الأنترنت بشكل واسع جعلنا نقف عند حقيقة أن معظم محتوى الأنترنت باللُّغة الإنجليزية، ولا تشكل اللّغات الأخرى إلاًّ جزء بسيط من ذلك المحتوى الغزير و الوفير، و السؤال الذي كان يطرح نفسه هنا: كيف يمكن لهؤلاء الذين لا يجيدون اللُّغة الإنجليزية في إجراء أبحاثهم على شبكة الأنترنت باللُّغة العربية؟ و لهذا عملت الكثير من الشركات على إيجاد مٌحرِّكات بحث تدعم اللُّغة العربية لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الناس للاستفادةة من محتوى الأنترنت ،ومن جهة أخرى تسعى شركات أخرى إلى ادخال قواعد اللُّغة العربية في صلب مٌحرِّك البحث لفهم المقصود من الجمل.
ومن المؤسف القول بأن غالبية المشاريع التي تدعم اللُّغة العربية أطلقت من قبل أشخاص ليست العربية لغتهم الأم، وليس هدفهم الارتقاء باللُّغة العربية بقدر هدفهم المادي الربحي أو حتى الاحتكاري، وان كانت هناك بعض الجهود العربية والتي يبذلها بعض المطورون العرب للإسهام في نشر فلسفة تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مٌحرِّكات البحث في الوطن العربي، ولكن طبيعة التطوير ذات الوتيرة المتسارعة وكم المعلومات الهائل الذي يتزايد يوماً تلو الآخر يفرض متطلّبات لا تستطيع جهود بضعة من المطورين ان تلبيها، بل لا بد من تحول هذه الفلسفة إلى طريقة تفكير يتبناها أكبر عدد ممكن من المطورين والمتطوعين من الخواص وهيئات الدولة وأن يعملوا وفقاً لمبادئها لنكون عندها قادرين على الإيفاء بحقوق لغتنا العربية.
سوف نتعرف من خلال هذه الورقة عن أهمية مٌحرِّكات البحث العربية في دعم اللُّغة العربية، وأيضا عن اهم المجهودات العربية في هذا المجال ، وهل استطاعت هذه المجهودات والانجازات ان تتجاوز الأهداف التي سُطّرت من خلالها ؟ وماهي العراقيل التي قد تواجهها ؟.
سوهام بادي | Souhem Badi | 8239