عنوان المقالة:البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر والمعالجة الآلية للغة العربية "عرض لمشاريع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم : الاهداف والانجازات "
على الرغم من الانتشار الواسع الذي حققته البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر في جميع أنحاء العالم، إلا أن نظرة سريعة على واقعها في الدول العربية تظهر بوضوح مدى التباطؤ في تبني فلسفة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر سواء على صعيد القطاع الحكومي أو المؤسسات والشركات الخاصة. هذا التباطؤ في إدراك أهمية وميزات هذه الفلسفة سيؤدي إلى حرمان اللُّغة العربية من الفوائد الجمة التي قد تكسبها جراء استخدامها للبرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر،حيث تأتي صناعة البرمجيات كواحدة من أهم صناعات المستقبل وهي في نفس الوقت الصناعة -الأساس التي تقوم عليها صناعة المحتويات الرقمية العربية، ولهذا نشير إلى أن هناك عدة أسباب ساهمت مجتمعة في ضعف هذه الصناعة، خاصة وان الاستراتيجيات التي أُقِرّت في الكثير من الدول العربية أولت القسط الأكبر من العناية لقضايا البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والتشريعات ولم تتناول بالعناية ذاتها القضايا المرتبطة بالتطبيقات والبرمجيات وبالمحتوى الرقمي العربي وبتطوير الإمكانات المتاحة لاستخدام اللُّغة العربية وتكريس الحضور العربي على شبكة الإنترنت.
وتعتبر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واحدة من اهم المنظمات التي حاولت تبني مشاريع دعم البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر المناسبة للمستخدم العربي بهدف تحفيز المبرمجين العرب على تطوير هذه البرمجيات وتبني المعالجة الآلية للغة العربية ودعم خصائص اللُّغة العربية، وخاصة الصرفية والنحوية والدلالية.
سوف نتعرف من خلال هذه الورقة البحثية عن أهم الانجازات التي حققتها المنظمة في مجال تطوير برمجيات وتطبيقات المعالجة الآلية للغة العربية. واهم التحديات والعراقيل التي حالت دون انتشار هذه البرمجيات والتطبيقات على المستوى العربي، وهل تنعكس سلباً على لغتنا العربية.
سوهام بادي | Souhem Badi | 8239