مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو
قولهم: (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ)
الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU
10/11/2024 القراءات: 33
قولهم: (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ)
قولهم: (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ)، هذه العبارة يطلقها العامة ويقصدون بها في الغالب معنى صحيحاً، وهو أنه لا يشرع الحياء في معرفة أحكام الدين، ولا ينبغي أن يكون مانعاً من السؤال عما يحتاج إليه الإنسان في دينه إذ لا حرج عليه في ذلك كما قالَتْ عائشةُ رضي الله عنها: (نِعمَ النساءُ نساءُ الأنصارِ لم يكنْ يَمنعُهنَّ الحياءُ أن يسألْنَ عنِ الدينِ وأن يتفقَّهنَ فيه) [رواه أبو داود].
وقد غلب على من يسأل في دينه عما يستحي منه أن يقدم لسؤاله بالعبارة السابقة (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ)، فهي كالاعتذار عن التقدم بهذا السؤال.
وقد مَهَّدَتْ لسُؤالِها الصحابية الفقيهة أم سليم رضي الله عنها فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ؛ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ...) [رواه البخاري].
فلو استعيض عن قول القائل: (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ) بما قدمت به أم سليم لكان أولى، كما أن إطلاق (لَا حَيَاءَ فِي الدِّينِ)، قد يفهم منه أن الحياء ليس من الدين وذلك ليس بصحيح، بل الحَياءُ لا يَأْتي إلَّا بخَيْرٍ، والحياء شعبة من الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها: إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ) [رواه مسلم].
وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ)
فما دامت تلك العبارة موهمة لمعنى غير صحيح فالأولى تركها، والاستعاضة عنها بالقول: (إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ).
قولهم، لَا حَيَاءَ، فِي الدِّينِ، الحياء خير، الحق، يستحيي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع