مدونة الدكتور محمد محمود كالو


اليومُ العالمَيّ لمعلِّمِ الناسِ الخير

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


05/10/2021 القراءات: 1020  


اليومُ العالمَيّ لمعلِّمِ الناسِ الخير

يحتفل باليوم العالمي للمعلمين يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر سنوياً منذ عام 1994م، أي قبل نحو 27 عاماً، إذ يتم تقدير المعلمين على جهودهم الجبارة لإيصال المعلومة بأسهل الطرق لكافة طلابهم من جميع المستويات، حيث إن المعلّم هو قلب التعليم النابض، وبعطائه تبنى الأجيال وتنهض الأمم والشعوب.

ويعد التعليم المهنة المقدسة للأنبياء، والرسل، والعلماء؛ حيث بعث الله الأنبياء؛ لتعليم الناس الكتاب، والحكمة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا) [رواه مسلم]، وجعل الله تعالى العلماءَ ورثةَ الأنبياء.

ومهنة التعليم هي التي ينظر إليها الأفراد نظرة احترام وتقدير على مرِّ العصور، إذ إنّها من أجلّ المِهَن، فهي تتعامل بشكل أساسيّ مع العقل البشريّ الذي يُعتبَر أشرف، وأغلى ما يملك الإنسان، ولذلك جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضلُ العالمِ على العابِدِ ، كفَضْلِي علَى أدناكم ، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ ، و أهلَ السمواتِ والأرضِ ، حتى النملةَ في جُحْرِها ، وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ) [أخرجه الترمذي].

ووصف معاوية بن الحكم رضي الله عنه اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه رضي الله عنهم مشيراً إلى رفقه وحسن تعليمه بقوله: "بأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلِّماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه".

ولما كانت القدوة الحسنة واحدة من أنجح الوسائل في التربية؛ فالمُعلِّم عندما يكون المَثَل الأعلى بالنسبة إلى طُلّابه، فإنّهم سيُقلِّدونه سلوكياً، ويُحاكونه خُلُقياً، كما أن صورة المُعلِّم القولية والفعلية، والحسية والمعنوية، ستنطبعُ في أحاسيسهم وأنفسهم؛ ولذلك فإنّ المُعلِّم لا بُدّ أن يكون أُنموذجاً للأفعال الصحيحة، والتصرُّف السليم، في مختلف المواقف التي قد تُواجهه في البيئة المدرسيّة، أو في المجتمع بشكلٍ عام.

إن مكانة المعلِّم في اليابان تعادل مكانة الإمبراطور، والمعلم هو صانع المعجزة في سنغافورة، والمعلم في ألمانيا أحد أعمدة النهضة الاقتصادية، وفي فنلندا المعلم صاحب المكانة المرموقة والثقة العالية، وفي الصين مهنة التعليم المهنة الأسمى في البلاد، أما مكانة المعلم في الإسلام فإِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ ، حتى النملةَ في جُحْرِها ، وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ.

أما حقوق المُعلِّم فكثيرة أهمها:

• تأهيله تأهيلاً يساعده على أداء رسالته، ورفع مستوى الأداء لديه، وتدريبه على الوسائل والتقنيات الحديثة في عملية التعليم.
• تشجيعه وتنمية مواهبه.
• توفير البيئة المدرسيّة للمُعلِّم، وحلّ مشاكله.
• توفير المكانة المناسبة للمُعلِّم، مادياً ومعنوياً، عبر توفير المكافآت والحوافز المختلفة، إذ من بين الأهداف التي تم تدشينها في يوم المعلم العالمي ضرورة تحسين أوضاع المعلمين في العالم.

وأخيراً نقول: أعيدوا للمعلم مكانته وهيبته، واحفظوا ما تبقى لديه من كرامة.


عيد المعلم، التعليم، العالم، معلم الناس، القدوة، صانع المعجزة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع