مدونة داليا محمد شافع


القيادة الإدارية في الخدمة الاجتماعية

داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee


25/05/2020 القراءات: 3991  


أن القيادة يمكن تنميتها، وتنمية ممارستها بأسلوب علمي متى عُرفت عناصرها وأنماطها ومقوماتها وحلّلت الظروف المحيطة بالموقف أو الهدف الذي تسعى الجماعة إلى تحقيقه.
لذلك ومع بروز أهمية هذه الوظيفة وللأثر الفاعل الذي يمكن أن تتركه في مختلف المجالات أصبحت الحاجة مُلحّة للحصول على قائد إداري يتحلى بصفتين رئيسيتين هي القدرة على استيعاب الآخرين والتأثير فيهم والمعرفة الكاملة بأنماط وقوانين وأهداف العمل أي الملكات الشخصية للفرد نفسه، إضافة إلى معرفته بطرق الإدارة الحديثة.
إن مساهمة القيادات الإدارية في خلق أجواء العمل الجماعي بين العاملين ونشر الوعي التنظيمي للمشاركة وتناقل الأفكار وانشاء أنظمة للأتصال بين مختلف المستويات تتميز بالسهولة والانسيابية في حركتها تركت بصمة واضحة في التقدم الحاصل في مختلف المجالات التي نشهدها اليوم
فلم تكن النجاحات في عالمنا المعاصر وليدة الصدفة ولكن هي تلك العوامل الانتاجية متحدة تحركها عقول قيادات بارعة في إدارة منظماتها نحو تحقيق الأهداف العامة والخاصة.
ليس من الضروري أن تتوفر القيادة والمهارة الإدارية في شخص واحد فقد يؤدي المدير التنفيذي عمله الإداري بكفاءة وفاعلية ولكن قد تنقصه القدرات والمهارات التي تجعل منه قائدا كفء غير أنه من الضروري أن يصبح كل المديرين قادة وليس شرطا أن يكون كل القادة مديرين.
مفهوم القيادة الإدارية:-
النشاط الذي يمارسه القائد الإداري في مجال اتخاذ وإصدار القرارات والأشراف الأداري علي الأخرين باستخدام السلطة الرسمية وعن طريق التأثير بقصد تحقيق هدف معين.
القيادة مصطلح محدود أكثر من الإدارة لأن الإدارة تتضمن كل العمليات المرتبطة بتحقيق أهداف المنظمة أما القيادة تعمل علي تحفيز الأفراد علي تحقيق هذه الأهداف, إذن القيادة تنطوي تحت الإدارة وظيفة فرعية من وظائفها فالإدارة تشمل التخطيط والتوظيف والتنظيم والإشراف والرقابة والقيادة ترتبط بالعملية الإشرافية, وإذا كانت الإدارة هي معرفة الحاجات التي يجب أن تؤدي لجعل التنظيم ناجح فإن القيادة تتمثل في جعل الأخرين يؤدون ذلك.
كيف يتم التمييز بين القيادة والإدارة؟
يجب أن نفرق بين القيادة والإدارة كأنواع مختلفة من السلطة مع كون القيادة تمثل في الأغلب فترات زمنية أطول ورؤية أكثر استراتيجية وحاجة إلى حل المشكلات المستجدة.
إن هذا الاختلاف متأصل جزئيٍّا في سياق كل من المفهومين حيث تعرف الإدارة علي انها التعبير المكافئ لمصطلح « شوهد من قبل » بينما القيادة كتعبير مكافئ لمصطلح « لم يشاهد من قبل قط »
وعلي ذلك فإنه عندما تتولى منصب المدير سَيُطْلَبُ منك أن تتولى تنفيذ العملية اللازمة لحل المشكلة التي حدثت من قبل, بينما عندما تكون قائدًا سَيُطْلَبُ منك أن تُسهل صياغة استجابة مبتكرة للمشكلات المستحدثة أو المستعصية
الإدارة والقيادة كنوعين من السلطة مثل تصنيف ريتل وويبر للمشكلات كمشكلات « بسيطة » وأخرى « مستعصية » حيث من الممكن أن تكون المشكلة « البسيطة » معقدة ولكنها قابلة للحل عن طريق اتخاذ إجراءات تدريجية ويمكن أن تكون قد حدثت من قبل, بمعنى آخر تشبه الألغاز التي عادة ما تجد حلٍّا لها.أما المشكلة المستعصية فهي أكثر تعقيدًا من المشكلة البسيطة أي إنه لا يمكن إزالتها من النطاق الذي حدثت به أو حلها دون التأثير على البيئة المحيطة ولا توجد علاقة واضحة بين السبب والنتيجة ومثل هذه المشكلات عادة ما تكون عسيرة.
تتحدد الوظائف الإدارية في خمس وظائف رئيسية وهي:
التخطيط, التنظيم, التوظيف, التوجيه, الرقابة ويعد التوجيه من أهم العناصر التي تحافظ على ضمان سير العناصر الباقية كما خُطط لها ولأنه يعتمد على ثلاث مهام رئيسية هي القيادة والاتصالات والتحفيز وتعد القيادة ركيزتها الأساسية فلو اجتمعت كل عوامل الإنتاج وتوفرت كل العناصر الباقية من تخطيط وبيان للأهداف وتنظيم وتحديد الوظائف وشاغلها ولم تتهيأ القيادة الإدارية الناجحة، فمما لاشك فيه أن هذه العملية ستصل برمتها إلى نقطة قد تتقاطع فيها المهام وتتداخل، مما يسبب إرباك في حركة العمل وسينعكس ذلك على فشل التنظيم في تحقيق أهدافه.
و فعالية النظام الإداري تعتمد اعتماد كبير علي نوعية القيادة التي تحدد مدي النجاح أو الفشل في بقاء واستمرار المؤسسة, لذلك المؤسسات علي اختلافها في حالة بحث مستمر عن أشخاص تتوفر لديهم قدرات خاصة لقيادة المؤسسات في اتجاه يضمن النمو المستمر لتقديم خدمات اجتماعية ومؤسسية متميزة.
المدير كقائد :هو الشخص الذي يمتلك القدرة على الانتقال بين الأنماط القيادية حسب مقتضيات الحالة الظرفية بغية الوصول إلى تحقيق أهداف التنظيم وتنفيذ إستراتيجيته الانيه والمستقبلية والبديلة.
السمات الواجب توافرها في المدير كقائد:
1- الرغبة في الإدارة:- يختلف الاستعداد للإدارة من فرد إلي أخر فالبعض يفضلون عدم الحصول علي مراكز إدارية لأسباب مختلفة منها عدم الرغبة في تحمل المسئولية عن عمل الأخرين وعدم الثقة وخشية الفشل في المركز الجديد وبصفة عامة فكلما زادت الرغبة لدي الفرد في الإدارة كلما زاد احتمال نجاحه
2- المعرفة الإدارية:- من المتطلبات العامة التي يجب علي المديرين فهمها واستيعابها وتشمل العملية الإدارية التي تضم وظائف التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وضرورة التنسيق الفعال والحاجة الملحة إلي إنجاز النتائج المطلوبة من المشروع.
3- القدرات الفكرية:- لابد أن يتوفر في المدير الدرجة الضرورية من الذكاء والاستعداد للتفكير التحليلي وتزداد أهميته هذا الشرط بالنسبة للمستويات الإدارية العليا.
4- القدرة علي اكتساب احترام الأخرين:- يجب أن يكون لدي المدير الأحترام الكافي من مرؤوسيه وقد يرجع عدم أحترام المدير إلي عدم كفاءته, تحيزه في المعاملة, أنانيته, سلبيته, وعدم نزاهته ولايمكن إجبار فرد علي احترام فرد أخر حتي لو كان رئيسه.
5- المهارة في الاتصالات:- وظيفة المدير تتطلب الدقة في توصيل المعلومات وتوضيحها سواء في اتصاله شفاهه أو كتابة برؤسائه أو مرؤسيه أو زملائه.


القيادة الإدارية القائد المدير


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


وتبقى شخصية القائد ذات دور فعال في احداث التغيير المطلوب، فالكاريزما والجاذبية والقدرة على احتواء الاخرين والاهتمام بهم ...كلها سمات تساعد القائد على ان يكون فعالا ومؤثرا في اتباعه.. المشكلة ان اماكن القادة في عالمنا العربي يحتلها اناس لا يمتلكون هذه السمات وليست لديهم المؤهلات التي تجعل منهم قادة اكفاء في الادارة التربوية وهنا مربط الفرس.. شكرا دكتورة على اثارة الموضوع..