مدونة د. زين العيدروس


الطلاق ، أسبابه، مشكلاته ، علاجه. القسم ١

زين محمد العيدروس | zainalaidaros


28/07/2024 القراءات: 28  


(( أسباب الطلاق ومشكلاته وعلاجه ))*
عقد النكاح عقد فريد وخطير وغليظ ، قال الله تعالى عنه : ((وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا))، فهو عقد تقوم عليه أسرة ، ويقوم المجتمع على الأسر.
# *أسباب الطلاق*:
1ـ *سواء اختيار الزوجة، وسوء اختيار الزوج* ، ولهذا شدد الاسلام على مسألة الاختيار من الطرفين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق الزوجة : (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) [أخرجه البخاري ومسلم]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حق الزوج : (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) [ أخرجه الترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبة ولا نعرف له عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث. وابن ماجه، والحديث حسن بطرقه ]
وصدق العلامة عبدالله معروف باجمّال عندما قال:
*مَنْ ترجّل قبل يخطب*
*جاب لابنه خير خال*
*من لوّى عنقه بذفره*
*أَنْ من شُوف العيال*
2ـ *إهمال حقوق الزوجين* : من نفقة، وكسوة ، ومسكن ومبيت، وغيرها مما أوجبتها الشريعة الإسلامية، أو ندبتها كالتزيّن فعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بزوج لها أشعث أغبر أصفر فقالت له: ((يا أمير المؤمنين! لا أنا ولا هذا خلصني منه!)) . فنظر عمر إليه فعرف ما كرهت منه فأشار إلى رجل وقال: ((اذهب به إلى الحمام فجممه وخذ من شعره وقلم أظفاره وألبسه حلة معافرية ثم ائتني به !)) . فذهب به الرجل ففعل ذلك به ثم أتى به. فأومأ إليه عمر بيده أن خذ بيدها! فأخذ بيدها، فإذا هي لا تعرفه فقالت: ((يا عبد الله! سبحان الله! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل مثل هذا؟)) . فلمّا عرفته مضت معه فقال عمر رضي الله عنه: ((هكذا فاصنعوا بهن! فوالله إنهنّ ليَحببْن أن تتزينوا لهنّ كما تحبون أن يُتزين لكم)) [ ذكره عبد الملك بن حَبيب السلمي (المتوفى: 238هـ) في كتابه أدب النساء]
3ـ *تدخّل الأهل في مشاكل الزوجين الخاصة.*
4ـ *ضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله تعالى، وعدم الصبر* قال الله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)) [سورة النساء:19] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يَفْرَكْ ـ أي: لا يبغض ـ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ)[ أخرجه مسلم في صحيحه] ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا»))[ أخرجه مسلم في صحيحه]، وقال في حديث آخر: (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)[ أخرجه مسلم في صحيحه]،
5ـ *عدم حصول النظرة الشرعية للخاطب للمخطوبة وكذلك العكس*، فعَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»، وزاد البيهقي : (فَأَتَيْتُهَا وَعِنْدَهَا أَبَوَاهَا، وَهِيَ فِي خِدْرِهَا قَالَ: فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا قَالَ: فَسَكَتَا قَالَ: فَرَفَعَتِ الْجَارِيَةُ جَانِبَ الْخِدْرِ، فَقَالَتْ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلِيَّ لَمَا نَظَرْتَ، وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلِيَّ، فَلَا تَنْظُرْ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجْتُهَا قَالَ: فَمَا وَقَعَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ بِمَنْزِلَتِهَا، وَلَقَدْ تَزَوَّجْتُ سَبْعِينَ أَوْ بِضْعًا وَسَبْعِينَ امْرَأَةً ") [ أخرجه الترمذي في سننه وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وقال : (وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»، قَالَ: أَحْرَى أَنْ تَدُومَ المَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا) ، وأخرجه مع الزيادة البيهقي في سننه الكبرى]
6ـ *تدهور الحالة الاقتصادية بالبلد*، فقد يصل الزوج لحالة العجز عن النفقة
7ـ *الاغتراب عن البلد* وعدم السؤال عن الزوجة أو التقصير في النفقة.
8ـ *سوء العلاج عند وجود المشكلات بين الزوجين*. وعدم الالتزام بالمنهج القرآني الرباني، وربنا يقول سبحانه : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا))
ولعلَّ أهم سببين مُهمين هما:
(1) *سوء الاختيار في الابتداء*(2) *سوء العلاج في الانتهاء*.
# *المشكلات المترتبة على الطلاق:*
ومما يدل على أخطر المشكلات من الطلاق أن ذلك مما يفرح إبليس اللعين؛ لما للطلاق من أضرار ومشكلات خطيرة تجاه الأطفال والأزواج.


الطلاق، المشكلات ، خطر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع