مدونة فيفي أحمد توفيق خليل


الاستخدامات التربوية لشبكات التواصل الاجتماعي لدى معلمي التعليم الثانوي .

أ. د / فيفي أحمد توفيق خليل | Prof .Fify Ahmed Tawfeek Kalil


29/08/2021 القراءات: 6885  


إنَّ استخدام الشبكات الاجتماعية في التعليم له عديد من المميزات التي من ضمنها : توسيع دائرة المتعلمين بتوفير سهولة التواصل بينهم وبين المعلم ، وكذلك نشر الثقافة التقنية وتوسيع مدارك الطلاب باطلاعهم على أحدث المستجدات في مجال دراستهم ، وأخيراً إعطاء الفرص لبعض الطلاب الذين يعتريهم الخجل عند مواجهة المعلم للتعبير عن آرائهم كتابة مما قد يساعدهم على الإبداع .
وقد أسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في تطوير العملية التعليمية ؛ حيث أوجدت مفاهيماً جديدةً وأساليباً حديثةً تواكب التطورات السريعة لثورة الاتصالات والمعلومات ، وباعتبار أنَّ المعلم يعد حجر الأساس في العملية التعليمية والرائد لها كان لزاماً عليه أن يكون على وعي باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في مجال التعليم ، وكيفية الاستفادة من هذه الاستخدامات في تطوير العملية التعليمية والنهوض بها وهذا ما حاولنا الوقوف عليه في الفصل الحالي .
فلقد أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي نقلة نوعية وثورة حقيقيـة فـي عالم الاتصال الأمر الذي جعل أفراد المجتمع (كباراً وصغاراً) يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع فتراضي ، سيطر على اهتماماتهم واستنزف الكثير من أوقاتهم ، ومن بين أبرز تلك الاهتمامات التواصل الاجتماعـي التـي توفرت لهم عن طريـق شبكات اجتماعيـة على الانترنت ، وكان لهذا العالم أثره الكبير على الهوية الاجتماعية والوطنية ، وعلى الترابط الاجتماعي داخل المجتمع الواحد وهذا الأثر على جانبين طبيعـي وسلبـي . وبحكم أن الإنسان اجتماعـي بطبعه ؛ فإغفال الجانب الطبيعي والإيجابي لهذ الشبكات أمر لا يقره عاقل ولا ينظمه واقع ، فأصبح الإنسان اليوم يعد مجتمعه الافتراضي من ضمن اهتماماته وربما طغى على الجانب الاجتماعي الواقع .
والشبكات الاجتماعية هي مصطلح يطلق على مجمـوعة من المواقع على شبكة الانترنت تتيح التواصل بين الأفراد في بيئـة مجتمع افتراضــي يجمعهم حسب مجمـوعـات اهتمـام أو شبكات انتماء ( بلد ، جامعة ، مدرسـة ، شركة ... إلخ ) ، كل هذا يتم عن طريـق خدمات التواصل المباشر ، مثل : إرسال الرسائل ، أو الاطلاع على الملفات للآخرين ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض ، وتتنوع أشكال وأهداف الشبكات الاجتماعية ، فبعضها عام يهدف إلى التواصل العام وتكوين الصدقات حول العالم ، وبعضها الآخر يتمحور حول تكوين شبكات اجتماعية في نطاق محدد ومنحصر في مجال معين .
ثانيا : الاستخدامات التربوية لشبكات التواصل الاجتماعي :
من المعروف أنَّ العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والثقافة علاقة وطيدة فوسائل الاتصال هي الناقل الرئيسي للثقافة ، وهي أدوات ثقافية تساعد على دعم المواقف ، أو التأثير عليها وحفز الأنماط السلوكية وتعزيزها ونشرها .
والواقع أن الشبكات الاجتماعية تؤدي دوراً عظيماً في تطوير التعليم ؛ حيث تعمل على إضافة الجانب الاجتماعي له ، ومشاركة كل الأطراف في منظومة التعليم بداية من مدير المدرسة والمعلم وأولياء الأمور وعدم الاقتصار على التركيز على تقديم المقرر للطلاب .
فاستخدام الشبكات الاجتماعية يزيد فرص التواصل والاتصال في خارج نطاق المدراس ويكسر حاجز الوقت ، فيمكن التواصل خارج وقت الدراسة ، ويقضي على الرسميات داخل المدارس ، ويمكن التواصل الفردي أو الجماعـي مع المعلم مما يوفر جو من مراعاة الفروق الفردية ، كما أن التواصل يكسب الطالب مهارات أخرى كالتواصل والاتصال والمناقشة وإبداء الرأي ، وهي مساحة ضيقة جداً داخل أسوار المدارس ، في ظل تكدس الطلاب في الفصول وكثرة المواد ، مع وجود الأنظمة والمساحات الضيقة للمناقشات والتداولات .
فلقد تغيَّرت النظرة إلى وظيفة المعلم وأدواره ومسؤولياته بتغير متطلبات الحياة ، فبينما كانت وظيفة المعلم في الماضي هي نقل المعلومات إلى أذهان المتعلمين أصبحت في عصر العولمة تتطلب بناء الشخصية الإنسانية السوية المتكاملة في كافة جوانبها ، وممارسة القيادة والبحث والتقصي ، وهذا يتطلب من المعلم في عالم اليوم الذي يتصف بالتغير السريع والتطور التكنولوجي ، أن تكون لديه عديد من الامكانات والمهارات والقدرات التي تمكنه من القيام بأدوار عديدة ضرورية لتربية الأجيال بما يتناسب ومتغيرات العصر .
أنَّ استخدامات معلمي التعليم الثانوي العام لشبكات التواصل الاجتماعي تتنوع وتتعدد ؛ بناءً على اهتمامات المعلمين ورغباتهم وحاجاتهم ، وهذا في حد ذاته يعتبر مؤشر من مؤشرات وعي معلمي التعليم الثانوي العام بالاستخدامات التربوية المختلفة لشبكات التواصل الاجتماعي ، وكيفية الاستفادة من هذه الاستخدامات كلٌ حسب اهتماماته وحاجاته .
آليات تحقيق التصور المقترح لتنمية الوعي لدى معلمي التعليم الثانوي ، وتتمثل فيما يلي:
1- نشر الوعي بماهية شبكات التواصل الاجتماعي وأهميتها بالنسبة لمرحلة التعليم الثانوي ودورها في إمكانية التغلب على بعض مشكلات التعليم الثانوي العام .
2- تدريب المعلمين والطلاب بالمدارس الثانوية العامة على المهارات الخاصة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم .
3- تجهيز البنية التحتية اللازمة لهذا التدريب ، وتوفير الأجهزة والبرمجيات والأدوات اللازمة لذلك .
4- مواكبة كل جديد في مجال التعليم واطلاع المعنيين به أولا بأول ، فالتعليم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليس له حدود طالما أنه ارتبط بالتطور التقني والتكنولوجي.
5- إتاحة الفرصة لمعلمي التعليم الثانوي العام لحضور المؤتمرات والندوات وورش العمل الخاصة بالتعليم عبر شبكات التواصل الاجتماعي .
6- العمل على تبادل الخبرات التدريسية ، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال العليم عبر شبكات التواصل الاجتماعي .
7 تشجيع المدرسة للمعلمين على الاستفادة من التقنيات الحديثة واستثمارها في التعليم وتخصيص مكافآت مادية لهم لتحفيزهم ومساعدتهم على تصميم برامج خاصة بهم وبموادهم .


الوعي - شبكات التواصل الاجتماعي - الاستخدامات التربوية .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع