عنوان المقالة:معوقات وصول الدعوة الإسلامية رغم سهولة وسرعة أساليبها ووسائلها الحديثة (1-2)
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet | 25992
نوع النشر
أخرى
المؤلفون بالعربي
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت
الملخص العربي
مما لا ريب فيه أن الدعوة الإسلامية تواجه عددا من المعوقات الخطيرة، التي أثرت سلبا على مسيرة الدعوة، ولا زالت تلقي بظلالها وتأثيراتها الضارة على جهود الدعاة، في صور شتى وألوان عدة، تتقاسم الأذى، وتتوارد فيما بينها على مائدة الصد عن سبيل الله، مثيرة الشماتة من العدو والشفقة والأسى من الصديق. (الدعوة في الواقع المعاصر، د. غازي بن غزاي المطيري، جامعة أم القرى، ط 1، 1431 هـ، ص 256: 201 بتصرف يسير.) وفي الواقع المعاصر لاقت الدعوة الإسلامية صنوفا من الأذى وألوانا من الحقد والكراهية، على أيدي أعدائها ومعارضيها، فكان ذلك سببا من الأسباب التي تعوق وصول الدعوة الإسلامية للعالم رغم سهولة وسرعة أساليبها ووسائلها الحديثة، ولا أزعم أنني في هذا المقال القيام بحصر جميع المعوقات واستقراءها في ضوء الواقع المعاصر، ولكنني أشير بإيجاز إلى أهمها على النحو التالي: المعوقات الداخلية: المعوقات مفردها: معوق، من تعوق بمعنى: امتنع وتثبط والعَوقَةُ: الذي يعوق الناس عن الخير). المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين، 2/637) والمعوقات في الدعوة: الموانع والمثبطات أمام نشر الدعوة. (الدعوة في الواقع المعاصر، د. غازي المطيري، ص: 199) ولا شك أن من أخطر المعوقات الداخلية ما يلي: 1- التحزب: كانت الحزبية في العرب قبل الإسلام تقوم على النظام القبلي والعصبية القبلية ووحدة الدم، وكانت كل قبيلة عبارة عن حزب من الأحزاب، والحزبُ الأم لهذه التجمعات القبلية قريش. فجاء الإسلام وحثَّ على الاجتماع وأخوَّةِ الإيمان وقامت الدولة الإسلامية تحت لواء الإسلام، عليه يعقدُ الولاءُ والبراء، وتحت سلطة شرعية واحدة، تُعقدُ لها البيعة ويُدانُ لها بالسمع والطاعة، وكلَّما بدا مظهر من مظاهر التحزب والعصبية كَبَتَهُ النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى لحقَ بالرفيق الأعلى، ولا حزبيةَ ولا طائفيَّة، كل مسلم يحتضنُ الإسلام ويحتضنُ المسلمين. فكانَ المسلمون عند وفاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه، غيرَ من أظهرَ وفاقا أضمرَ نفاقا. وهكذا كانَ الأمرُ حتى مقتلُ أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- عام 23 هـ، وبايع الناسُ عثمانَ بنَ عفان -رضي الله عنه-، وظهرت الدعوات السرِّية التي كانت تظهرُ الوفاق وتُضمرُ النفاق، حتى مقتل عثمان، وتمت البيعةُ لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلا أنه واجه انقسام حزبي في الأمّة إلى فرقتين حتى قُتل عام 40 هـ. ثم أخذت الأحزابُ والجماعاتُ والطوائفُ في الظهور علنا وبمذاهبَ عقدَّية تحت ألقا ب أربعة: القدريةِ والشيعةِ والخوارجِ والمرجئةِ، ثم تشعبت هي نفسهُا إلى فر ق شتى.
الملخص الانجليزي
وما كل واحد ة من هذه الفرق إلا شوكة في عُرضِ الدولة الإسلامية تهد من كيانها وتُصدّعُ تماسكها. وفي الواقع المعاصر، تعاني الدعوة الإسلامية، من أطياف الفكر المتناقضة، وصراع المدارس الدعوية المتعارضة، التي استهلكت كثيرا من أوقاتها في إقامة المحاور وتعبئة الأتباع، وإقصاء المخالف وتوجيه النقد اللاذع إلى الخصوم، والضحية شباب غر بهم وُظفت قدراته وأسُتغل حماسه للدعاية الحزبية وتأجيج العواطف وتسويق الإشاعات وبث الأراجيف، والتورط في مهام قذرة تقشعر لها أبدان الذين يخشون ربهم، مما أفضى إلى ظهور التقليد والتعصب الدعوي من أوسع أبوابه وأبشع ألوانه وأقبح تطبيقاته، انتهى إلى رفض الحق الذي عُرف به المخالف، ووصمه بمختلف الأحكام القاسية والألقاب المنفرة، وأصبحت التزكية بالانتساب والإتباع مرهون بالإعجاب، والقدح والمدح على شؤم جناح السماع من غير سبر ولا اختبار، ومرد ذلك تغلغل عرق الحزبية في نياط المشاعر وأخذه بتلابيب العواطف، والحزبية. فما كان الإسلام يوما من الدهر مفرقا بين المسلمين أو ناصرا لتيار العنصرية أو منوها بمورثات العصبية، ومن جنح لها محبذا أو داعيا، فإنه لم يفهم الإسلام على حقيقته، وما ازدهرت دعوات العنصرية إلا في عصور الانحطاط وأوان عهود السقوط الأخلاقي والتخلف العلمي. (انظر: الدعوة في الواقع المعاصر، د. غازي المطيري، ص: 201 وما بعدها.) وفي القرآن الكريم ذم مطلق لكل من ابتغى في الإسلام سنن التحزب والطائفية قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” الأنعام: 159. فالبراءة من الحزبية صبغة منهجية في الإسلام، لا تنفك في جميع الأحوال، مهما حاول عشاق التحزب وأرباب العصبية أن يتمحلوا لها مسوغا، فلو لم يكن في التحزب إلا ضرب عقيدة الولاء والبراء وتضييع حقوق المسلمين والمؤمنين، لكفاه موبقة مجرَّمة وجريرة ملوثة، تفعل فعلها في دك سياج الوحدة وإغراء أعداء الملة، في تقطيع أوصال الأمة. فلابد من تدشين حملة مكثفة ونشطة لنشر الوعي بأهمية الوحدة بين المسلمين، حيث يقف الجهل عائقا أمام ذوبان تراكمات التعصب والعصبية. 2- الصراع على الهوية: الهوية في الأصل، مصطلح فلسفي (يدل على ما به يكون الشيء هو نفسه وتستعمل كلمة هوية لتعبر عن خاصة المطابقة: مطابقة الشيء لنفسه، أو مطابقته لمثيله) (الموسوعة الفلسفية العربية لمجموعة من المؤلفين، معهد الإنماء العربي، رئيس التحرير د. معن زيادة، 1 / 821 باختصار.)، ثم استخدمت في البحوث الثقافية المعاصرة للتعبير عن خصائص كل أمة وما تتميز به من تراث وتاريخ وحضارة.
تاريخ النشر
06/09/2019
الناشر
جريدة الأمة الالكترونية
الصفحات
0
رابط الملف
تحميل (836 مرات التحميل)
رابط خارجي
https://al-omah.com/د-عصام-مشاحيت-يكتب-معوقات-وصول-الدعوة/#.XXN9ifAzY2w
الكلمات المفتاحية
معوقات الدعوة
رجوع