الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: شهدت المدينة المنورة خلال العقود الثلاثة الأخيرة حراكاً ثقافياً نشطاً تركز في مجمله على مكانتها وتاريخها ومعالمها التي لا تزال شاهد عيان يحكي للأجيال حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فيها.
وقد أسهم الكتاب والباحثون في تحقيق المخطوطات، وإصدار عدد من الكتب والمجلات الخاصة بتاريخها ومعالمها، وكان لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الذي أسس عام ١٤١٨هـ الدور الأكبر في هذا النشاط المتميز. وفي الآونة الأخيرة شكلت هيئة السياحة والآثار وسارعت إلى رصد المعالم التي قاومت معاول الهدم والتخريب حتى تلك الفترة، وطوقتها بسياج حديدي بهدف حمايتها من أيدي العابثين، وإعادة تأهيلها للزوار والسائحين.
وتزامن ذلك مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ضمت مجموعات من المهتمين والمحبين وعدداً من الباحثين، ونشطت هذه المجموعات ولا تزال تنشط حتى اليوم في القيام بدور التعريف بهذه المعالم وحكاية تاريخها، وارتباطها بحياة النبي الأكرم صلوات ربي وسلامه
عليه.
أحمد محمد محمد شعبان | Ahmad Mohamad Chaban | 212