يناقش البحث هذا الموضوع من خلال طرح أسئلة محورية مثل: هل هنالك أزمة مثقف عربي/مسلم؟ هل يعاني المثقف العربي من أزمة حقيقية؟ وما سبب ومصدر الأزمة: هل ذاتي/داخلي، أم خارجي؟ وكيف يمكن مواجهة الأزمة، وما هو دور المثقف تجاه وطنه والمجتمع والأمة؟ يرى البحث أن جزء من أزمة المثقف العربي هي من تأثير الغرب. فقد ظلت دراسات الغرب عن الإسلام أسيرة للرؤية الأوربية وهي رؤية عدائية تصف المسلمين بالهمجية والعنف والتعصب. وهي دراسات تنطلق من المركزية الأوربية فأصبح الغرب "يقرأ الحضارة العربية الإسلامية من خلال منطق حضارته وتجربته ونماذجه . ويعمل على تفتيت الوحدة الإسلامية وتغريب المسلمين. ويتناول المقال مكونات ذلك التأثير مثل "الغزو الثقافي، وأزمة المثقف العربي، ودور المثقف العربي في المجتمع. ويرى المقال أن الغزو الثقافي يستهدف خرق نسيج المجتمع المسلم وذلك بتدمير بنائه الأخلاقي وتشويه عقيدته. وهذا الغزو الثقافي قد طبع العصر الحديث بطابع الصراع الحضاري وحرب الأفكار خاصة باستغلال وسائل الإعلام الحديثة كأداة فاعلة في هذه الحرب الجديدة . واستهدف الغرب بالغزو الفكري " نقل المسلمين من قيم فكرهم وعقائدهم وارتباطاتهم النفسية والروحية والاجتماعية إلى عقائد الغرب وفكره وقيمه. وهو ما أطلق عليه التغريب (westernization) . ويرى أن المثقف العربي المسلم يعيش في أزمة وكذا ثقافتنا. وترتبط بهذه الأزمة الثقافية أزمة هوية إذ لا زالت الأجيال العربية الحالية تبحث عن ذاتها ولازالت تحاول أن تتلمس ملامح هويتها . وما يزيد من تفاقم هذه الأزمة في الثقافة والهوية والفكر هو كثافة الغزو الفكري الغربي الذي استقوى بثورة تكنولوجيا المعلومات والإنترنت" ومما يزيد من خطر الهجمة هو هشاشة البناء الثقافي لمجتمعنا وضعف التماسك القومي خاصة في ظل النظام الدولي الجديد والعولمة (Globalization) ويرى أنه من الضروري أن تحسم النخبة قضيتها وتحدد موقفها وتبلور رؤيتها في خضم هذه التحديات الحضارية التي تهدد هويتها. غير أن ذلك لا يتأتى إلا بالارتكاز إلى الثقافة الأم والأصل ( العربية – الإسلامية) وأن يتم التحاور بوعي مع الثقافة الأجنبية .. وعلى المثقف العربي أن يساهم بوعي وفاعليه في بناء العقل العربي لأن أزمة المثقف وقضية الوطن العربي هي قضية " العقل، والمدخل لذلك هو العلم والثقافة والفكر والإعلام وهي أدوات مهمة لو توافرت النخبة المستنيرة المسؤولة والواعية التي تستطيع أن توظف هذه الأدوات لبناء العقل العربي/المسلم برؤية قيمية وتأصيلية.
الملخص الانجليزي
This paper discusses the crisis of the Arab intelligentsia by raising such central questions as: is there a crisis of the Arab/Muslim intellectuals? Doe he Arab intelligentsia suffer a real crisis? What are the sources and causes of this crisis? Is the cause is domestic or foreign? And how could he/she confront this crisis? And what is the role of the elites towards his/her country and the Muslim/Arab nation at large? The article believes that the cause is partly external but the initial source is internal. The article believes that the European studies on Islam have been tied to and influenced by the Euro-centralism. This European vision dictates an aggressive Western stance towards the Muslims. They envisage the Muslims as "barbaric", fanatic and violent. The West sought to invade the Arab and Muslim world through ideas, culture and the media. It has always been exerting great efforts to impose its culture (cultural imperialism) and westernize the Arab/Muslim nations. Along with this the West has also been disseminate its civilization to be the dominant one. This has culminated in modernization and globalization. Among this fierce cultural invasion, without the due reaction from the Arab intellectuals, the Arab/Muslim intelligentsia has been suffering from a cultural crisis. The Arab intelligentsia has to stand up for the challenge by reviving its cultural heritage and adapt with the contemporary challenges. The Arab intelligentsia has to lead an enlightenment campaign to rebuild a new base for consciousness to provide a solid ground to meet these cultural challenges that threaten the Arab/Muslim identity.
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 1875