يرى هذا المقال أن إيران (بلاد فارس) – الدولة الشرق أوسطية - تضمر طموحات قوى عظمى وتسعى لتصدير الثورة لإعادة الامبراطورية الفارسية كقوى عظمى في الواقع الدولي المعاصـر. يحاول المقال كشف خلفيات القوة الإيرانية وأبعاد الصراع المذهبي (السني/الشيعي) الذي تديره طهران وتداعيات ذلك التدخل وإمكانية إدارة حوار مع إيران سداً لنوافذ الفتنة والاختراق الأجنبي وتشويه صورة الإسلام. ويستعرض الأبعاد المختلفة لإيران التي تشكل مصدر تهديد جديد للاستقرار في المنطقة. وفي الآونة الأخيرة بدا بعض الساسة الإيرانيين يتفاخرون بهيمنة إيران على أربع عواصم عربية (بيروت، صنعاء، دمشق وبغداد)، وبأن بغداد أصبحت عاصمة الامبراطورية الفارسية الجديدة. يتناول المقال إيران من زاوية "الحضارة الفارسية" وما يرتبط بذلك من أبعاد آيديولوجية وحضارية. ويستعرض التطور التاريخي لتراكم القوة الإيرانية حتى وصول ذلك ذروته في الثورة الإسلامية في عام 1979. ويشرح مظاهر الثورة وخصائصها من خلال ما أحدثته من تغييرات خاصة التحول في مراكز النخب الحاكمة. فالنخبة الاجتماعية السياسية والتي بيدها مقاليد السلطة والحكم في إيران قد صُفيت – بعضهم لجأ للخارج ومَن بقي منهم بالداخل تم استبعاده من مواقع الفعل والتأثير. ويلاحظ المقال تأثر تيار الثورة بالصراع بين السلطة السياسية والمؤسسة الدينية ومرجعيته التقليدية مقروناً بصراع بين التيار الإصلاحي والتيار المحافظ؛ إضافة إلى التدخل الأجنبي الذي إزداد في عصر الأحادية القطبية. ولقد كانت إيران تشكل تهديداً لاسرائيل وكادت أن تدخل في حرب معها بعد أن دخلت في أزمة مع الغرب في موضوع الملف النووي وذلك حتى عام 2010. لكن بعد اندلاع ثورة الربيع العربي (2011- 2012) وخاصة في سـوريا وأصبحت إيران لاعب إقليمي رئيسي تغيرت لغة الولايات المتحدة معها واتجهت إلى معالجة الملف النووي بالحوار والطرق السلمية. يرى المقال أنه يجب التركيز على أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت محور صراع دولي يمثل الإسلام بؤرة تركيزه الاستراتيجي بغض النظر عن سنية أو شيعية الإسلام "المستهدف". وعلى علماء المسلمين – السنة والشيعة – إدراك الأبعاد الحقيقية للصراع. وأن هذا الصراع هو نتاج لفتنة. وأن التطرف يجب مواجهته فكرياً. وأن الخطوة الأولى تتمثل في إبعاد التدخل الأجنبي وسـد الثغـرات أمام محاولات الاختراق ووضع استراتيجية للتوعية الدينية لمعالجة التشدد وتجفيف ينابيع التطرف والغلو بالقوة الناعمة المتعددة الأبعاد؛ وإعادة رسم الصورة الذهنية عن الإسلام لدى الرأي العام العالمي، واحتواء النـزاعات الطائفية والصراعات المذهبية سلمياً.
الملخص الانجليزي
Iran, or the land of Persia, is a Middle East state with super power ambitions seeking to export its revolution to resurrect the "Persian Civilization" in the contemporary international reality. This article tries to uncover the backgrounds of the Iranian power along with the dimensions of the Shi'ite-Sunni doctrinal conflict which is run by Tehran as well as the consequences of this conflict. It tries to look at the possibility of conducting a dialogue with Iran so as to block any foreign breakthroughs that endeavor to sow the seeds of internal sedition (between the Shi'as and the Sunnis which also target distorting the image of Islam. The article examines the different types of threats that Iran that jeopardize regional stability in the area at large taking into consideration the statement reiterated by Iranian leaders that Iran is controlling the decision making in four capitals (Beirut, Damascus, Sana'a, and Baghdad). Baghdad – in particular has turned to be the capital of the New Persian Empire. The article reviews the ideological and religious dimensions of the Persian civilization which the Iranian ruling elites are trying to reinstate. The article also traces the historical developments of the accumulation of the Iranian power until it reached its climax at the "Islamic Revolution" in 1979. It explains the characteristics of the Iranian Revolution through the 'changes' it had achieved in the centers of power among the social and political elite which enjoys the grip of power where some were deposed. The article notes that the revolutionaries have suffered from intra-elite conflict between the conservatives and the reformists besides the foreign intervention in the area which has increased under the unipolar system and the New World Order. However, following the Arab Spring Revolutions (2011 – 2012) Iran has emerged as a leading player in the area – particularly in Syria. This had forced the USA to change its tone with Iran with respect to the nuclear issue and resorted to negotiations as a priority option. The article believes that the conflict in the Middle East should be dealt with through peaceful means and adopting the soft power to tackle the challenge of doctrinal conflicts extremism.
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 1875