يعد الكتاب محاولة لقراءة واستكشاف مظاهر العبودية الحديثة وروابط اتصالها بالعبودية في القرون الوسطى وعلاقتها بالرأسمالية الاستهلاكية وهيمنة الشركات على مقدّرات الأمم والشعوب، وقدرتها على تحويل الإنسان إلى سلعةٍ يتم تداولها عبر القارات، ولا يفرّق الكتاب في استخدام مفهوم العبودية عن مفهوم الاتجار بالبشر الحديث، فالغاية واحدة وإن اختلفت الصور والأساليب، ونقصد إلى استخدام مفهوم" العبودية" بغرض استثارة الذاكرة لما تحتوية من مخزون تجاه تلك الجرائم التي ارتكبت بحق ملايين الأشخاص من سكان قارة أفريقيا، ولنؤكد كذلك أن هذا الجزء الأسود من تاريخ الإنسانية مازال نشطاً وفاعلاً ومستمراً في ظل التقدم العلمي والحضاري المذهل، فلم تختلف كافة الممارسات والأساليب التي كانت تمارسها الإمبراطوريات الاستعمارية وشركاتها في نهب ثروات الأمم وتدمير شعوبها، عن تلك التي تمارسها الشركات عابرة القارات والحكومات الأكثر مدنية وديمقراطيةً في العالم.