تحتل الدراسات الببليوجرافية ( الببليومترية) موقعاً مهماً في دراسات المكتبات والمعلومات ؛ لاعتمادها على الطرق الكمية والإحصائية التي يمكن من خلالها تحليل النتاج الفكري ، والتعرف على خصائصه ، وطبيعة العلاقة بين مفرداته ، هذا فضلاً عن قياس إنتاجية الدوريات والمؤلفين ، وما يتصل بذلك من استكشاف للظواهر الأخرى المتصلة بالإنتاج الفكري بشكل عام. وتستمد الدراسة الحالية أهميتها من أهمية الإنتاج الفكري نفسه ودوره في تنمية وتطور التخصص والمجتمع . وقد ارتبط الاهتمام بدراسة الإنتاج الفكري العربي في تخصص المكتبات والمعلومات كأحد المجالات الحيوية والمتخصصة مع صدور أول عمل ببليوجرافي شامل يحصر الإنتاج الفكري العربي في هذا المجال ويعرف به ، والذي توفر على إعداده الأستاذ الدكتور محمد فتحي عبد الهادي منذ نهاية السبعينيات من القرن العشرين حتى الآن .
تهدف الدراسة إلى التعرف على خصائص الإنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات مع مطلع القرن الحادي والعشرين في الفترة من عام 2001 حتى عام 2004 ، من خلال رصد اتجاهاته العددية والموضوعية واللغوية والزمنية ، بالإضافة إلى سمات التأليف ؛ عن طريق تحليل هذا الإنتاج الفكري ، ودراسة التوزيعات اللغوية والموضوعية والفئوية والجغرافية والزمنية ، بالإضافة إلى توزيع المسئولية ، لمعرفة سمات التأليف من حيث التأليف الفردي ، والتعاون في التأليف بين الباحثين العرب في التخصص، بغية التوصل إلى نتائج ومؤشرات للمستقبل من أجل التعرف إلى :
بكم طبيعتها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها تتخذ الدارسة المنهج الببليومتري منهجاً لها، حيث تعتمد الدراسات الببليومترية في الأساس على إعداد القوائم التي تحصر الإنتاج الفكري من جهة ، ودراسة الاتجاهات العددية والنوعية لهذا الإنتاج الفكري من جهة أخرى ، أي أنه يعتمد على المنهج الكمي الذي يحول سمات وخصائص الإنتاج الفكري إلى أرقام سهل عدها وإحصاؤها ومقارنتها ، وبالتالي استخراج مؤشرات موضوعية لهذا الإنتاج.
مر إعداد الدراسة بالمراحل التالية :
أ ـ إعداد قائمة الإنتاج الفكري :
إن القائمة الببليوجرافية هي الأداة الرئيسية لتطبيق المنهج الببليومتري ، لذلك قامت الباحثة بتجميع الإنتاج الفكري العربي في المجال بالاعتماد على الدليل الببليوجرافي للإنتاج الفكري العربي في مجال المكتبات والمعلومات الذي قام بإعداده ا. د/ محمد فتحي عبد الهادي الذي يغطي الفترة من عام 2001 حتى عام 2004
ـ تم حصر الإنتاج الفكري العربي الذي يغطي الفترة الزمنية المحددة للدراسة
ـ استبعاد أوعية المعلومات التي تم إدراجها في الدليل والتي تغطي فترات زمنية سابقة لم يتم إدراجها في الأدلة السابقة .
وقد احتوت الببليوجرافية ( 3885) عملاً قام بإعدادها (1932) مؤلفاً تحت (378) رأس موضوع .
ب ـ تحليل البيانات :
قامت الباحثة بتحليل الإنتاج الفكري العربي الصادر في مجال المكتبات والمعلومات في الفترة من 2001 ـ 2004 ، وذلك بدراسة الاتجاهات العددية والنوعية والتعرف على السمات المختلفة من حيث : التوزيع الزمني، التوزيع الجغرافي، التوزيع النوعي، التوزيع اللغوي، التوزيع الموضوعي ، وإسهام المؤلفين سواء التأليف الفردي أو المشارك أو الترجمة ، وغيرها من الأدوار التي قامت بها فئة المؤلفين بالاستعانة بتطبيق قوانين القياسات الوراقية .
بالإضافة إلى المنهج الإحصائي الاستدلالي في استخلاص نتائج دراسة العينة معتمدة في ذلك على الحاسب الآلي وتم الاستعانة بإعداد قاعدة بيانات للإنتاج الفكري بالاستعانة ببرنامج ACCESS . كما تستخدم الدراسة قانون برادفورد ـ زيف لقياس مدى تشتت الإنتاج الفكري.
هذا ، ومن أجل تحليل البيانات كان لابد من وضع عدة معايير تساعد في الخروج بمؤشرات تفيد في رسم صورة صحيحة للإنتاج الفكري في المجال، والمعايير هى :
ـ استبعاد الأعمال التي تم إعادة نشرها حيث تم حسابها مرة واحدة فقط مهما تكرر نشرها .
ـ اقتصار قياس إنتاجية المؤلفين والمتخصصين في المجال على الدراسات العلمية الجادة وهى الكتب وتشمل المؤلفات والمترجمات وفصول الكتب ، الأبحاث العلمية ( مقالات الدوريات ) وبحوث المؤتمرات ، واستبعاد العروض والافتتاحيات وغيرها من التقديم والتصدير والمراجعة ...الخ .
ج ـ تفسير البيانات وتسجيل نتائج التحليل وصياغة الدراسة :
اعتمدت الدراسة في تسجيل نتائج التحليل وصياغة الدراسة علي الجانب الزمني، الجغرافي، اللغوي ، النوعي ، الموضوعي ، وسمات ( أنماط ) التأليف .
ـ حيث تم تناول الإنتاج الفكري العربي موزعاً على الفترة الزمنية المحددة للدراسة من عام 2001 حتى عام 2004 .
ـ استعراض التوزيع الجغرافي للإنتاج الفكري بتقسيمه إنتاج داخل الوطن العربي وإنتاج خارج الوطن العربي . كما تم تناول الإنتاج الفكري وفقاً للتوزيع الجغرافي النوعي .
ـ دراسة الإنتاج الفكري