إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله
د. محمود علي عبدالله علي | Dr. Mahmoud Ali Abdallah Ali
13/06/2020 القراءات: 4237
خرج أبوبكر الصديق مهاجرا إلى الحبشة فلما بلغ مكان يدعى برك الغماد لقيه ابن الدغنة سيد القارة فقال : إلى أين تريد يا أبا بكر ؟ قال : أخرجني قومي ... فقال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ( بفتح الياء ) ولا يخرج ( بضم الياء ) ؛ فإنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار ، فارجع فاعبد ربك ببلادك .
رجع أبوبكر معه ابن الدغنة، فأقرته قريش على جواره بشرط أن يعبد ربه في داره ، ولا يعلن صلاته وقراءته ؛ حتى لا يفتتن به أبناء المشركين ونساؤهم ، فامتثل أبو بكر لذلك ، فكان يعبد ربه في بيته ، ولكنه كان رجلا بكاء لا يملك نفسه من البكاء عند قراءته للقرآن ، فكان إذا صلى يجتمع عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه ، ففزعت قريش من ذلك ، وطلبوا من ابن الدغنة أن يأمر صاحبه بالكف بحيث لا يسمعه أحد ، وأنذروه بإخفارهم لجواره إن لم يلزمه به ، أسرع ابن الدغنة يبلغه بإنذار قريش ، مهددا له برد جواره ، فرد عليه أبو بكر قائلا : إني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله .
فرضي الله عن الصديق أبي بكر .
هجرة الصديق _ ابن الدغنة _ الجوار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع