الرجل في زمان القرن الواحد والعشرين ليس ذلك الكائن
22/01/2024 القراءات: 566
ذلك الكائن الآخر في نظر النساء، هو ذلك الذي راهن بحياته ومساره ومستقبله ليتحمل مسؤولية ورزق امرأة حالمة بالستر والعفاف، هو الكائن المعتقل بين مسؤولية العمل، مصدر الرزق، وما تتراكم فيه من مشاكل يومية ومشاحنات وإرهاقات، ومسؤولية البيت والأسرة، فيجب أن يكون المنبع لكل شيء، لمتطلبات الحياة الكثيرة وتفرض عليك اليوميات أن تبتسم ولو كذبا، ولا تظهر أنينك لأحد ولا تحكي تعبك لأحد، لأنه ببساطة لن يفهمك أحد ولن يعذرك أحد. ترى لماذا يلجأ غالبية "ذلك الكائن" إلى الإدمان بشتى أنواعه، هل حبا أو نكوصا لماضي العزوبية والتيه، أم تحررا من المسؤوليات الاسرية، لا وألف لا، الرجل على العكس تماما، عاطفي حد الجنون، وحنون بما يكفي، يمنح دون مقابل، لكنه عقلاني إلى حد بعيد، فحينما يعود من العمل، متعبا منهكا، تفكيره مشغولا، لا يحتاج سوى قسط من الراحة ليستعيد قواه التي انهارت في مكتب العمل، هنا بالذات، يجب على النساء فهم كيفية التعامل مع هذا الموقف، وأسلوب التعامل هذا، حينما يتحول لروتين سينتج فكرا، فإذا أنتج فكرا صائبا صحيحا تغيرت العلاقة والحياة إلى درجة أفضل، أما إذا أنتج لنا فكرا عنيدا ومشوها، تنظيرا وممارسة، فإن الحياة بعده تصير جحيما طال الزمن أو قصر. فالزواج هو نهاية حياة الرجل وبداية حياة المرأة والأولاد، لذلك يتحدى الرجل كل العراقيل من أجل كرامة وسعادة زوجته وأولاده، أليس حري بالزوجة أن تطيعه كما أمر الله سبحانه وتعالى، أم أن وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات قد اغتالت كل ما هو جميل في المرأة، وتركت كائنا أجوفا، ولا يسعني إلا أن أقول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". من بين مقومات الحياة الزوجية السليمة وأهمها شأنا، يتربع الاحترام والحب وكل القيم المثلى والتفكير السليم، ليس تنظيرا بل ممارسة، فإن غابت قيمة فضلى واحدة جفت جداول الحياة، وتيبست مشاعر الأزواج ويصير الهروب إلى الأمام وتمديد الأزمة مجرد حل ترقيعي، سيخلق حلولا ترقيعية أخرى. الحياة الزوجية السليمة تتطلب النظر بمنظار شريعة الله في أرضه، بالتضحية الصادقة وحفظ الحقوق والواجبات وصون شموع تضيء الطريق نحو الأفق، وليس دفاعا عن الأنا المدمرة، وليست مسألة كرامة، فالحياة الزوجية مسؤولية عظيمة والأمومة الصحيحة طريق الجنة، فشريعة الله دليل كل ضال، فهي المنهاج والنبراس. تتعدد حقوق وواجبات الزوج والزوجة، ولكن يبقى الحق العظيم الذي سنه الله تعالى ورسوله الكريم، طاعة الزوجة لزوجها فيما يرضي الله، يبقى حقا تتفرع منه كل الحقوق والواجبات، فما دام هذا الحق في مسألة نقاش وردود أفعال تشير لغيابه، فالحياة الزوجية تبقى في حالة استئناف لسلامتها وصحتها، وكرة الثلج ستكبر شيئا فشيئا، ولن نستطيع تكسيرها. من بين العقبات نحو تأسيس علاقة زوجية متينة، يأتي على رأسها العناد ثم العناد ثم العناد، إنه حقا فيروس ينخر كل محاولة إرجاع القطار نحو سكته الصحيحة، نحو جعل حقيقة الزواج أسلوب حياة ونبات حسن، فالعناد يكسر الخواطر ولا يجبرها، يقتل كل أمل نحو الأمل، يشعل في جليد التفكير نيرانا، ويغذي الغضب والقرارات العشوائية، يحرق كل أخضر ويابس. الحياة مسار لن يتوقف لأحد، ولسنا مجبرين على العيش مع فكر لا يناسب مقاسنا، لسنا مجبرين على أن نعيش دون أن نحيا، ولسنا مجبرين على تغطية الشمس بالغربال، فالحقيقة واضحة كما الشمس، وطريق الصلاح والفلاح بادية للجميع ولن نقبل بوضع الماكياج على الخنونة، فالشموع التي تضيء الحياة، فلذات أكبادنا، تنتظر منا الكثير والكثير، وإذا كان الاحترام والحب معديان ، فالعناد أيضا معدٍ عداء مزمنا. ما أُسس على باطل فهو باطل، قولة تنطبق على كل مجريات حياة الفرد، فحينما أتى رجل عند شيخ زاهد طالبا نصيحة لتربية إبنه، أجابه الشيخ قائلا : لقد تأخرت كثيرا، فتربية الأبناء الصالحين تبدأ في اختيار المرأة الصالحة، وهذا المبدأ صالح لكل مناقب الحياة، فالمنغصات اليومية يجب اجثتاتها من جدورها عملا بالوقاية غير من العلاج، وكل شيء يقوم على أساس أعوج باطل لن تقوم له قائمة، فحتى صلاة العبد وصدقته إن كانت من أجل الرياء والنفاق فهي باطلة بالكتاب والسنة، والنجاح الدراسي بالغش لن يعطي أكله ولو بدا غير ذلك، وناطحة السحاب إن لم تقم على أساس متين حتما لن يطول صمودها واقفة، ألم يقل عز وجل " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين" صدق الله العظيم. وليس غير الأب حكاية فهو تضحية صامتة ممتدة لا تنتهي إلا مع الموت، الأب وحده دون الناس، هو ذلك الشخص الذي تحت كل شعرة بيضاء، قصة كفاح لتأمين حياة زوجته و أولاده وحمايتهم، رغم كل عقوق أو إساءة فهو الذي يحمل العبء كاملا، ويجُر المحراث، ويحرث الأرض، ويَصلى البلايا، وليس له خيارُ الانسحاب أو التوقف إلا بالموت، ولا أحد يعذره، ولا أحد ينظر إليه نظرة شفقةٍ ورحمةٍ، رغم قسوة الحياة وضيق مسالكها. وهو مع ذلك، إن تنفس فهو قاس لا يحسن التربية، وإن أراد الراحة ألهبته سياط المطالبات، فإن علا صوته تحت وطأة الضغوط، فقد أساء وتعدى وظلم. ثم بعد أن تهلكه الحياة وتحطم عظامه؛ يقول لأولاده اعبروا الآن بسلام.. لا أريد إلا أن أراكم بخير..
الرجل، التضحية، المسؤولية، الإنكار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
من الواضح أنك تعبر عن وجهة نظر تقليدية تتعلق بالجندر وتوزيع المسؤوليات في الأسرة. يعتبر التوازن بين المسؤوليات المنزلية والعملية تحديًا حقيقيًا للعديد من الأفراد في المجتمع. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الأدوار المنزلية والمهنية قد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر ولا يمكن تعميمها على الجميع. من الضروري أن يكون هناك تفاهم وتعاون بين الشريكين في العلاقة لتحقيق توازن في المسؤوليات. يجب أن يكون هناك حوار مفتوح حول التوزيع المناسب للمسؤوليات والتعاون في إدارة المشاكل والتحديات اليومية. يمكن أن يساهم الدعم المتبادل والتفهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا وراحة لكل من الشريكين. بالنسبة للإدمان الذي ذكرته، يعد الإدمان مشكلة صعبة ومعقدة تتأثر بعوامل متعددة. قد يكون الإدمان نتيجة للضغوط والتوترات الناتجة عن المسؤوليات المتراكمة، ولكن لا يمكننا العمومة والقول بأن الرجال بشكل عام يلجأون إلى الإدمان بسبب هذه الأسباب. هناك أسباب مختلفة للإدمان تتعلق بالتاريخ الشخصي والعوامل الاجتماعية والنفسية. في النهاية، يجب أن نتذكر أن العلاقات الناجحة تقوم على التفاهم والتوازن والتعاون بين الشريكين. يجب أن يكون هناك حوار مستمر وروح فريق لمواجهة التحديات والمسؤوليات المشتركة.