كيف يمكن جعل المدارس فضاء للبهجة والرفاهية لبناء شخصية متوازنة للطفل؟
أ.د عبد السلام خالد | Pr: Abdeslam Khaled
03/06/2022 القراءات: 2157
تحتاج مدارسنا اليوم قبل أي وقت مضى لتكون مؤسسات مفتوحة تلعب أدوارا جديدا أكثر نفعا للطفل والمجتمع. حيث عليها أن تعمل على تنمية شخصية الطفل بكل ابعادها الجسمية، الحسية الحرية، العقلية والاجتماعية والروحية وليس مجرد فضاءات لحشو عقول المتعلمين بكم م المعارف بطريقة تلقينية يتم استرجاعها خلال الامتحانات دون ان يكون لها مفعول في بناء شخصية المتعلم. ذلك انه عندما نجد أبنائنا يملون من الدراسة، ويستثقلون المراجعة، ويقومون بتقطيع وتمزيق وحرق كراريسهم وكتبهم وتخريب مدارسهم في نهاية كل سنة دراسية بعد آخر امتحان مباشرة، هي أمور تدفعانا إلى طرح تساؤلات لماذا يفعل أبنائنا مثل هذه السلوكيات؟ أليست رسائل عن نداءات استغاثة من الضغوط والقلق والشعور بالضيق داخل تحصينات مدرسية تعيق اشباع حاجاتهم النفسية تحرمهم من الاستمتاع والرفاهية في حياتهم؟ انها أسئلة تستدعي منا التجند للبحث فيها بطرق علمية معمقة لعلنا نصل الى بعض الإجابات المقنعة. وعليه أرى انه من الضروري اعادة النظر في وظيفة وادوار المدرسة من خلال مناقشة هذه الأفكار والاقتراحات التي اطرحها عليكم وهي: معالجة مشكلات الطفل والمدرسة تتطلب إجراءدراسات علمية معمقة. غير انه يمكن النظر مبدئيا في ضرورة التفكير بجدية في الجوانب الآتية: 1ـ مراجعة الوتيرة الدراسية بالتفكير في توفير الإمكانيات والشروط المناسبة لجعل الدراسة لدوام واحد بنصف اليوم من الثامنة او السابعة والنصف صباحا الى الساعة 14.30 زوالا فقط. ولفترة المتبقية تخصص للنشاطات اللاصفية التي سنفصلها لاحقا.علما ان هذه العملية تتطلب النظر إلى المدرسة بعقل علمي بيداغوجي جديد متفتح يأخذ بعين الاعتبار الاكتشافات العلمية الجديدة في مجال علم النفس العصبي البيداغوجي وعلم النفس العصبي الوجداني من أجل التفكير بعمق وروح المسؤولية العالية في: ـ ضرورة إعادة النظر في طبيعة المناهج الدراسية من حيث (الأهداف، الحجم، المحتوى ومدى جدة المعارف المدرسة) التي أرهقت عقول المتعلمين بالحفظ والاسترجاع الآلي للدروس دون توظيف لها في تطوير تفكيرهم وذكائهم. ـ وهنا يتطلب الآمر الاقتناع والتسليم بأن رسالة المدرسة هي تنمية كل جوانب شخصية المتعلم (الجسمية، الحسية الحركية، العقلية والمعرفية النفسية والاجتماعة والروحية) وليس حشو عقول وذاكرة المتعلمين بالمعارف الجاهزة دون فهمها وتوظيفها. وهذا الامر يستلزم بشكل استعجالي ادراج نشاطات متنوعة ضمن المنهاج الدراسي تستكمل جوانب نمو شخصية المتعلم المختلفة المذكورة أعلاه والتي تعتبر مهملة في المناهج التقليدية لمدارسنا. ويجدر الإشارة إلى ضرورة تخصص الفترات المسائية وعطلة نهاية الأسبوع للنشاطات اللاصفية داخل المدارس وفي دور الشباب والمراكز الثقافية والمكتبات العمومية والمدرسية وحتى في مؤسسات المجتمع المدني. والتي تستلزم تنسيقا وتعاونا احترافيا من خلال عقد اتفاقيات وبرامج تنسيق دورية، يجعل من المؤسسات الاجتماعية الأخرى تنخرط وظيفيا في استكمال أدوار المدرسة عن طريق تسخير فضاءاتها وهياكلها وخبراتها وطاقمها التقني في خدمة الفعل التربوي لا سيما تجسيد النشاطات الاتية: ـ جعل المطالعة والقراءة جزء من البرنامج الدراسي لمتعلم منذ المراحل الأولى من حياته بتفعيل آليات تربوية تحفز المتعلمين على الاقبال عليها. اما بوضع سلم تنقيط تكون القراءة أحد معايير التقييم الرسمية أو بتنظيم مسابقات مفتوحة دوريا بين الأقسام في كل طور دراسي. او مهرجانات للقراءة والمطالعة. ـ ورشات للتربية الفنية: (الرسم، الكاريكاتير، المسرح، الشعر، الأناشيد، الغناء، المجموعات الصوتية).ـ النشاطات الرياضية المتنوعة تماشيا مع ميول ورغبات الأطفال. ورشات للتربية البيئية والتي تتضمن: 1ـ نوادي علمية لتربية الحيوانات الأليفة المتنوعة داخل المدارس. 2ـ نوادي علمية لغرس الأزهار، النباتات والأشجار، تنظيم حملات تطوعية يشترك فيها التلاميذ مع الأساتذة والإدارة حول تنظيف المحيط المدرسي والفضاء الخارجي، تنظيف وتنقية الغابات والبحار والأحياء السكنية المحيطة بالمدرسة....).3ـ نشاطات تعاونية وتنافسية في تزيين وتنظيف الأقسام والمدارس. والهدف منها هو:ـ تعزيز وتنمية الذوق الفني والجمالي لدى المتعلمين.
ـ تنمية الثقافة البيئية لتعزيز العواطف في قلوب المتعلمين (ان الله جميل يحب الجمال). هو ما سيساهم في تطوير العواطف الإيجابية لديهم لك انه كلما غرسنا فيهم حب الطبيعة وحب الحيوانات كلما جعلناهم يحبون الانسان مما يخفف من الانانية والغيرة بينهم. فيتحقق توازنهم النفسي وصحتهم النفسية. وبالتالي تعالج مشكلات التنمر واستعدادات العنف والتخريبـ تأسيس نوادي ثقافية وعلمية في اختصاصات متنوعة داخل المدارس للأطفال المتعلمين لتربيتهم على تحمل المسؤولية وروح المواطنة ومساعدتهم على اكتشاف ذواتهم، مواهبهم وقدراتهم الابتكارية وبالتالي تحقيق اشباع للكثير من حاجياتهم النفسية لا سيما الحاجة الى الانتماء، تأكيد الذات، التقدير الإيجابي للذات وغيرها.ـ تأسيس صحافة مدرسية، بتشجيع التلاميذ داخل النوادي على الكتابة والتعبير الحر والابتكار عبر قنوات إعلامية بيداغوجية مدرسية مكتوبة ومسموعة وحتى مرئية بتوفير وتسخير التكنولوجيات المعاصرة لصالح تعلمهم وابتكاراتهم. لامتصاص وتفريغ مكبوتاتهم وشحناتهم السلبية، واستبدالها بطاقة إيجابية مبدعة.ـ تنظيم رحلات علمية وسياحية دورية لكل التلاميذ إلى المتاحف، المواقع الأثرية والتاريخية الغابات، البحار والمدن، القرى والمصانع والمؤسسات لتنمية روح الفضولية والخيال لدى المتعلمين.ـ عقد اتفاقيات التوأمة بين المدارس والبلديات والولايات لتعزيز ثقافة التعارف والتنوع بين الأطفال وبين الثقافات والعادات والتقاليد ـ تنظيم جلسات عائلية حوارية منتظمة بين الأساتذة والمتعلمين، الإدارة وحتى الأولياء لخلق جو عائلي في المدارس إعادة تنظيم دروس الدعم ودمجها ضمن البرنامج الدراسي داخل المدارس يتعان عليه جميع الفاعلين في مجال التربية والطفولة بما فيها المؤسسات الرسمية والمحسنين...... غيرها.
المدارس - فضاء - البهجة الرفاهية - بنء الشخصية - الأطفال - متوازن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة