مدونة لمياء عبد الله الشمري


السلامة اللغوية وسبل تحقيق الأمن اللغوي

لمياء عبد الله الشمري | Dr Lamyaa abdullah Al shammari


17/05/2020 القراءات: 1747  


د. لمياء الشمري, [مايو ⁨17⁩، ⁨2020⁩ في ⁨1:36 AM⁩]
عنوان ورقة بحثية: السلامة اللغوية وسبل تحقيق الأمن اللغوي
اسم الباحث: المدرس الدكتورة: لمياء عبد الله عبد الحسين الشمري
البريد الألكتروني: [email protected]
رقم الهاتف: 07702753218
عنوان العمل: العراق/ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/ الجامعة العراقية/ كلية التربية للبنات.
ورقة العمل البحثية
الحمد لله مُيَسِّر الفهم لعباده، والصلاة والسلام على أفصح ناطق بالضاد بين العالمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أما بعد ممَّا لا شكَّ فيه أن اللغة العربية هي أسمى اللغات؛ إذ أنَّها لغة القرآن الكريم قال تعالى: (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))، وقد أصاب اللغة العربية ما يُذْهِب رونقها وجمالها وعزُّها تصحيفا وتحريفا، فضلا على كثرة الأخطاء الشائعة أمام محاولات التغلب عليها؛ إذ ما تزال مسيطرة على كتابات معظم محرري الكتب الرسمية، لذا حري بالمتخصصين في العربية صوتا وصرفا ونحوا ودلالة تشخيص هذه الأخطاء وبدقة للحصول على نتائج أفضل.
وقد انبرى لعربيتنا علماء وقفوا سدا منيعا بوجه ما أصابها قديما وحديثا، مصححين ومنقحين بدقة كافية ودراية واسعة. فكانت كتبا مؤلفة أصبحت فيما بعد مراجع للتصحيح اللغوي. وقد أفدت منها في ورقتي البحثية المتواضعة وهو ميدان عملي الوظيفي السابق؛ إذ عملت في مجال التصحيح اللغوي والسلامة اللغوية منذ عشر سنوات تقريبا في وزارة التربية، ووقفت على كثير من المعوقات التي تقف أمام محرري الكتب الرسمية من خلال تدريبي لهم على تجنب الوقوع في الخطأ وتدريبهم على إعادة صياغة الكتاب الرسمي بصورته الصحيحة لا الصورة المتعارف عليها من موظفين متمرسين في هيكلة الكتاب الرسمي من دون الرجوع إلى الصواب اللغوي لها، لا لشيء بل لأن هذه الصيغ في الكتب الرسمية أصبحت من المقدسات التي لا تُعلى عليها صيغ أخرى وإن كانت خاضعة للسيطرة النوعية اللغوية التي تغربل الجمل والعبارات من شوائب عالقة بها ومنذ عقود من الزمن.
إنَّ حاجتنا إلى الأمن اللغوي كحاجتنا إلى أنواع الأمن الأخرى؛ لابتعاد عربيتنا عن عصور فصاحتها الأولى أولا والحرص على استعمال ألفاظها وعباراتها استعمالا فصيحا ثانيا لا لشيء بل لأن المكاسب الفردية أفسدت ما أفسدت من عربيتنا لإلحاقها بالعامية حينا وبالاستعمال المخطئ أحايين أخر.
فالإخفاقات متعددة في المجالات كافة؛ لذا على العربي أن يحافظ على أهم مقوم من مقومات الأمة الواحدة، ألا وهي وحدة اللسان العربي وفصاحته، ولا سيَّما في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ولغة الكتاب الرسمي في الدوائر الحكومية كافة.
فحريٌّ من سدنة العربية علماء ومثقفين أن يعوا الخطر الذي يحيط بألسنتنا، فنكون محتلي الألسن من حيث لا نعلم، إذ هنا تكمن المشكلة ولابدَّ من سبل تحقيق الأمن اللغوي في مستويات اللغة العربية كافة. الخطط والحلول الكفيلة بالحفاظ على عربيتنا فصيحة خالية من اللحن خطأ كان أم غلطا.
لأنَّ الخطأ في معجماتنا العربية: نقيض الصواب، وأخطأ: إذا أراد الصواب فصار إلى غيره. أما الغلَطُ: فكل شَيْء يعيا الْإِنْسَان عَن جِهَة صَوَابه من غير تعمُّد، فَلَا تعرف وَجه الصَّوَاب فِيهِ. ومنه غَلِطَ فِي مَنْطِقِهِ غَلَطًا أَخْطَأَ وَجْهَ الصَّوَابِ.
ولا نقول أنَّ السياسة اللغوية المبتغاة عليها أن تدعو إلى نشر العربية بلغة سليمة على ألسن ناطقيها إلى جانب اللغات الحية المتجددة الأخرى لتواكب التطور العلمي المستمر للمحافظة على وحدة العربية وفصاحتها؛ لأنها لغة واسعة حيَّة متطورة، وأنَّها صالحة للعصور جميعها مستوعبة التغيير والجديد كما استوعبت التغيرات الجديدة في العصور الاسلامية فكانت لغة الفكر والعقيدة فيه ولغة لتعريب الدواوين وتنظيم الإدارة، وكانت متسعة للمستجدات العلمية والفلسفية والأدبية في العصور العباسية وهكذا حتى العصر الحاضر.
فالعربية لغة قومية واسعة الاستعمال في مراحل الدراسة كافة، لكن كيف تواجه مناهج اللغة العربية كافة هذا الاستعمال، وأي استعمال؟ أقصد به الاستعمال الوظيفي للغة في رقعة الناطقين باللغة العربية وغير الناطقين ممن يهتم بدراسة اللغة العربية، وهل نجد طالبا كاتبا في الوقت نفسه؟ وهل نجد المهندس الشاعر؟ والطبيب الروائي؟ وهكذا.
يمكننا الإجابة عن ذلك بأنَّ هناك جمودًا في المناهج ومنذ زمن ليس بالقصير، كتبا تعد مناهج للطلاب تحفظ عن ظهر قلب وهو يدرس العربية لا التاريخ ولا الجغرافية ولا غيرها من العلوم، والمحصلة النهائية متعلم لا يستطيع كتابة مقالة قصيرة بورقة واحدة.
ويرى البعض أن السبب هو أن العربية رميت بعيوب في نحوها وصرفها وكتابتها ومحدوديتها في استيعاب الحضارة والعلوم الحديثة فكانت مشكلات عملت على إضعاف العربية في نفوس أهل العربية أنفسهم والناطقين بها.
إنَّ الحاجة إلى الأمن اللغوي لابدَّ منه؛ لابتعادنا وعربيتنا عن عصور فصاحتها الأولى أولا والحرص على استعمال ألفاظها وعباراتها استعمالا فصيحا ثانيا لا لشيء؛ بل لأن المكاسب الفردية أفسدت ما أفسدت من عربيتنا لإلحاقها بالعامية حينا وبالاستعمال المخطئ أحايين أخر؛ لذا حري بالعرب كافة أن يحافظوا على أهم مقوم من مقومات الأمة الواحدة ألا وهي وحدة اللسان العربي وفصاحته، في المحافل العلمية جميعها. لا سيَّما سدنة العربية من علماء ومثقفين؛ وليعوا الخطر الذي يحيط بألسنتنا، حتى لا نكون محتلي الألسن من حيث لا نعلم؛ إذ هنا تكمن المشكلة ولابدَّ من سبل تحقيق الأمن اللغوي في مستويات اللغة العربية كافة، ووضع الخطط والحلول الكفيلة بالحفاظ على عربيتنا فصيحة خالية من اللحن خطأ كان أم غلطا.
اختم ورقتي هذه بالقول: الخطأ النحوي هو ما يركز عليه جمهور العلماء والباحثين اللغويين، ويخفى عليهم الخطأ الصرفي، المتلاصق بالقوانين الصوتية، والحاصل خطأ بالرسم والبناء والكيفية.


السلامة اللغوية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


لمعرفة الأخطاء الشائعة أو ما يحتاج إليه الباحث والمؤلف والمحرر معرفة مستويات دراسة اللغة العربية لتشخيص الخطأ والغلط في معظم الكتابات.