لا تضع الدر في أعناق الخنازير
20/03/2022 القراءات: 3521
لا تضع الدر في أعناق الخنازير.
هذي المقولة تنسب للمسيح عيسى عليه السلام رواها الحاكم في المستدرك وتنسب لعدد من السلف، ورويت بعدة صيغ لها مفهوم مشترك عُبر عنه بـ: لا ينبغي أن يُحدث من لا يستأهل، وبعضهم عبر عنه بتعريف رائق لطيف :الطبيب يضع الدواء حيث ينبغي.
وتبعا لهذه المقولة تأتي الهدرزة التالية:
1-مشايخنا يقولون العلم أمانة ، فلا تأخذ علما من غير أهله ومنه قصة الإمام مالك مع أيوب السختياني في قصة أخذه الحديث عنه.
ومن الأمانة أن لاتمنح العلم لغير أهله، ومنه استُدل إشارة بقوله تعالى (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)
.
2-العلم والخير كالنبات مع الأرض، فكما تجد المزارع يختار أرض زرعه بعناية، فكذلك العالم يختار موطن وضع علمه بتقوى وورع، فإذا اتهمت الزارع في الصحراء بالحمق، فاتهم العالم بالتسيب وعدم الورع.
.
3-يقولوا :كل مكان لا يؤنث لا يعول عليه، أي كل مكان لا تجد فيه مكانتك لا تقم فيه، وكل مكان لا يجد فيه العارف والعالم والطالب فيه قدره فمن إهانة النعمة أن تستمر فيه، ويخش في الأمر هذا وقت تجمعك مناسبة مع قروب " يتسهوكوا" أو جهة عمل لا تقدرك، أو مقال علمي لم تجد من يستحقه، أو تعليق وفوائد لمن لا يثمنها...وو، كل هذه المواقف تجعل الترك والمغادرة جنة العقلاء...
4-من مشهور تقدير مكانة العلم والمنفعة قول الإمام الشافعي:
زِن مِن وَزَنكَ بِما وَزَنكَ ...وما وَزَنكَ بِهِ فَزِنهُ
مَن جا إِلَيكَ فَرُح إِلَيــهِ ... وَمَن جَفاكَ فَصُدَّ عَنهُ
مَن ظَنَّ أَنَّكَ دونَهُ...فَاِترُك هَواهُ إِذَن وَهِنهُ
وَاِرجِع إِلى رَبِّ العِبادِ.... فَكُلُّ ما يَأتيكَ مِنهُ
ومن مشاهير الأقوال: الْإِفْرَاطُ فِي التَّوَاضُعِ يُورِثُ الْمَذَلَّةَ ، وَالْإِفْرَاطُ فِي الْمُؤَانَسَةِ يُورِثُ الْمَهَانَةَ.
ومنه قول المبرد:
إذا تاه الصديق عليك كبراً … فته كبراً على ذاك الصديق
فإيجاب الحقوق لغير راعٍ … حقوقك رأس تضييع الحقوق
6-الملام السابق في سياق العلم والخير، وتبقى القضايا الاجتماعية وصلة الرحم تتردد بين ما ذُكر وبين آيات العفو والصلة، فيكون الاجتهاد فيها بحسب الموقف وصاحبه وحسب الموقف وتكرره.
.....
حفظ المكانة وانتقاء الأرض التي يزرع فيها العلم.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع