اما قبل.. هل لديك مشروع رمضاني؟
د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri
06/03/2024 القراءات: 1178
لا أدري ما إذا كانت مشاعرنا متساوية أم متفاوتة إزاء الحدث العالمي بل الكوني الذي سيحل بعد أيام، والتي تزداد وتيرتها يوماً عن يوم طمعاً بلهفة اللقاء ورغبة بلذة الوصول، ولا أظن بأن فينا من لايحسّ بذلك الشعور داخله أياً كان مستواه ، وإذا افترضنا جدلاً غياب ذلك الإحساس لدى البعض؛ فإنه لاشك سيحركه مايراه ويشاهده من مظاهر وطقوس وسلوك لدى الصغار فضلاً عن الكبار، وهم يعدون العدة بطريقتهم لاستقبال ذلك الحدث العظيم.
..
ما هو مشروعك الرمضاني
ولن يكون حديثنا في هذه الأسطر عن المظهر بقدر ما سيكون عن الجوهر ، مادام ذلك هو الشعور الذي يتملكنا فيما تبقى من هذا الشهر وبهذا التزايد المضطرد ، إذ لابد أن نقف مع أنفسنا وقفات ووقفات ، وان نضع نصبَ أعيننا بأن ضيفنا لن يمكث معنا طويلاً، وإنما سيرحل عنا بأسرع مايمكن ، خاصةً وقد وصف رب العزة أيامه بالمعدودات، (أياماً معدودات) ولعل في ذلك إشارةً وتلميحاً إلى تكريس جهود العباد لاستغلال تلك الأيام أفضل استغلال كما يبدو.
ولأني واحدٌ منكم أيها الأعزاء الفضلاء، ومن أولئك الذين تتملكهم تلك المشاعر الفياضة فرحاً ونشوة بقرب حلول ذلك الضيف الكريم ـ شهر رمضان المبارك ـ فإني أحببت التذكير بضرورة التهيؤ والاستعداد بالتخطيط المكتوب، وأشدد هنا على كلمة المكتوب إن أردنا الخروج منه بإنجازات تذكر .
إذ ينبغي لكل ذي عقل ذكي وحس مرهف وقلب حي ونفس تواقة أن يضع لنفسه أهدافاً عدة في مجالات حياته المهمة وذات الأولوية، بحيث لايطغى جانب على آخر فيختل توازنه وتتعرقل عجلة حياته.. حيث كل مجالات الحياة ينبغي أن لاتتوقف، كونها مكملة لبعضها البعض ، فالعناية بالسمو الروحي تتطلب اهتماماً بالجانب الاجتماعي وتركيزاً على الجانب العلمي دون إغفال للجانب المهني وهكذا، فكل جانب مرتبط بالجانب الآخر بالضرورة.
ومن الأهمية بمكان أن لا ننسى بأن العبادة المتعدية قد تفوق العبادة الذاتية في كثير من الأحيان مصداقاً لقول نبينا الكريم كما ورد في معنى الحديث( لئن أخرج في حاجة أخي خير لي من أعتكف شهراً في مسجدي هذا) .
ومادامت الفترة محصورة ومحدودة بأيام معدودة فينبغي لكل منا أن تكون همته عالية،وجهوده مركزة، للخروج من هذا الشهر بإنجازات محسوسة ملموسة بجانب الإنجازات المعنوية بالطبع من سمو ورقي روحاني..
فرمضانُ شهر الهمة وشهر القوة وشهر النصر وشهر الصبر وشهر الأجر
فهل ياترى سنرى انتصاراً على أنفسنا ونصرة لإخوتنا ، وهل سنرى برامج نافعة ومفيدة على المستوى الفردى او الجماعي،
هل سنرى كتيباً مفيداً بين يديك أنجزته خلال الشهر؟ أم سنرى سلسلة مفيدة أو حلقات للكبار أو للصغار على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مقالات يومية أو نشرات ومقاطع تشارك بها هنالك كذلك؟
كون وسائل التواصل الاجتماعي هي أكبر وأكثر مايشغل الصائم والقائم ويسرق منه الأوقات والساعات كما هو معلوم. وهل سنرى مثلاً دورات لمهارات تطويرية وبرامج تنويرية ستقدمها لمن حولك سواء كانوا ابناء أم إخوة أم طلاب ، كي تشغلهم فيها عن المسلسلات والمسابقات التافهة في شهر القربات ، أو أننا سنرى خدمات معينة ستقدمها للعامة أو الخاصة في منطقتك، أو مشروع معين في مجالك يفيد العالم دون حدود .
صدقني ـ أيها الغالي ـ إذا ما وجدت النية الصادقة والعزيمة القوية والإرادة الفولاذية لدينا؛ فإننا لاشك سننجز الكثير وسننال الأجر الوفير وسنحظى بالفضل الكبير مقابل كل مشروع خططنا له، وأصبح متحققاً وملموساً بين أيدينا نهاية الشهر، علاوةً على الفرحة الغامرة التي ستتملكنا ، والسعادة التي لايمكن أن توصف حينها ، فقط اعزم معي وخطط لتبدأ ـ محتسباً ـ بمشروعك الرمضاني من الآن، والله وحده المستعان وعليه التكلان.
خطة رمضان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة