مدونة ناصر عبد الكريم الغزواني
قبل أن تنشر بحث علمي في المجلات والمؤتمرات
ناصر عبد الكريم الغزواني- أستاذ مشارك | Nasser El Ghuzawany
10/06/2020 القراءات: 3656
بعض الملاحظات الهامة جدا بخصوص النشر في المجلات العلمية والمؤتمرات وأتمنى أن نحقق جميعا الاستفادة خاصة فيما يتعلق بنشر وتبادل المعلومات وتحقيق صالح المهتمين بالنشر العلمي سواء لأغراض شخصية أو لأغراض الترقية فقط "للأسف؟؟؟":
أولا: هناك من المجلات ما هو " استغلالي" وهي ما يطلق عليها " المجلات المفترسة" Predatory Journals وهي تتخذ مبدأ "ادفع بسرعة مقابل النشر Pay and Publish" وهذه المجلات ليس لها قواعد بيانات أو "فهرسة" في الانترنت سواء كانت فهرسة دولية مثل سكوبس Scopus - سبرنجر Springer أو فهرسة محلية "عربية علي سبيل المثال" , السرعة المدهشة جدا في قبول البحث, ليس لديها أي بيانات أو قواعد اتصال سوى الايميل الالكتروني, عدم فرض أو وضع أي شروط أساسية للتقديم " مثل عدد الصفحات ونوع وحجم الخط وشكل وتنسيقات الجداول والأشكال داخل البحث...الخ", موقع الويب وهمي ويحتوي على عدد كبير من الصور والاعلانات وصور لمجلات النشر الدولية, عدم وجود فترات زمنية متسقة للنشر ( مثال سنوي- نصف سنوي- دوري أو شهري). وجود شخص واحد يمثل رئيس تحرير جميع المجلات الموجودة في الموقع- عدم وجود مراجعة علمية للأبحاث المقدمة من قبل محكمين متخصصين Peer- reviewers , حيث أن هذه المجلات لا تهتم بعمليتي التحكيم والمراجعة بقدر اهتمامها بالنشر- عدم ملائمة موضوع البحث لتخصص المجلة.
ثانيا: يجتمع في المؤتمر العلمي عدد من الباحثين (الأكاديميين أو غير الأكاديميين) لعرض ومناقشة أعمالهم ونتائج أبحاثهم، وتعتبر المؤتمرات العلمية إضافة إلى المجلات العلمية المحكمة المنصات الأكثر انتشاراً في العرف الأكاديمي لنشر الأبحاث وعرض ومناقشة النتائج، ويختلف المؤتمر عن الندوة العملية في أن عدد المشاركات عادة ما يكون أكبر، كما أن المشاركات المطروحة في الندوة عادة ما تتنمي لموضوع واحد محدد بينما يغطي المؤتمر مجالاً أوسع وعدداً من المواضيع المترابطة، ويختلف المؤتمر أيضاً عن ورشة العمل في نوعية المواضيع المطروحة، حيث تغطي ورشة العمل في العادة موضوعاً واحداً محدداً وكثيراً ما تكون المشاركات فيه ذات طابع تطبيقي (منقول)
ولايمكن تصور أن هناك في الغالب مؤتمرات غير موثوقة أو معتمدة خاصة عندما يجتمع ويتكاتف فيها جهود عدة جامعات وجهات حكومية ووضع ميزانيات كبيرة مخصصة للمشاركين " مجانية أو مدعومة في بعض الأحيان مثل تذاكر السفر" وتقديم هدايا وتذكارات souvenirs ...الخ بالاضافة إلى نشر البحوث المقدمة في مجلات علمية محكمة. ويكون لهذه المؤتمرات الموثوقة موقع ويب رسمي ذو مصداقية " يمكن مراجعة موقع www.scamadviser.com بشأن ذلك" والمؤتمرات نوعين منها ما هو تلقائي ومنها ما هو الكتروني " منتشر الآن بكثرة بسبب انتشار الأوبئة" .. النوع الاول يكون ذو حيز زمني أكبر حيث يعطي فرصة في الغالب مابين 6 أشهر – سنة لتقديم الملخصات والأبحاث, بينما الالكتروني أو "الإفتراضي Virtual "يضع فترات تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر " في الغالب".
ووجب التحذير هنا من بعض المؤتمرات الوهمية التي يجتمع لها بعض الأشخاص من خلال غرف ومواقع الانترنت الوهمية منتحلين أسماء مؤتمرات ومؤسسات ومواقع ويب حقيقية.. ويمنحون القبول للأوراق العلمية بشكل سريع جدا بدون تحكيم وبمقابل كبير للنشر بعد طلب تسجيل البيانات الخاصة بالبحث وبيانات الدفع. ( يرجى اللجوء هنا للعلاقات الشخصية مع أصحاب الخبرة والتخصص واستشارتهم بشأن هذه الأمور أو التسجيل في مؤتمرات من خلال هذه العلاقات الموثوقة).
ثالثا: لا يشترط في الغالب أن يكون من صفات وخصائص الأوراق العلمية المقدمة للمجلات والمؤتمرات أن تكون مطابقة تماما لنطاق تخصص الباحث أو تخصص المؤتمر "خاصة مع تعدد المحاور البحثية" , خاصة مع ما قد يبدو واضحا من وجود ما يطلق عليه "تكامل المعرفة والتخصصات العلمية المختلفة Interdependence of scientific knowledge ". فقد تترابط تخصصات " ممكن أن تبدو بعيدة" مع بعضها البعض. فمن الممكن أن يربط متخصص في علم النفس أو علم الاجتماع هذه المواضيع بمواضيع أخرى بيئية أو تكنولوجية أو تقنية "رقمية" , كما قد يلجأ متخصص في علم الاقتصاد لربط بعض الظواهر الاقتصادية بظواهر أخرى ديموغرافية " صحية – ثقافية – علمية ...الخ" والعكس قد يحدث أيضا, وأخيرا قد يربط متخصص في ظواهر السياحة والسفر بين هذه الظواهر ومواضيع أخرى خاصة بالكمبيوتر والانترنت والقانون والتاريخ والجغرافية...الخ. بل أن أيضا الفلسفة تتداخل تقريبا مع فروع العلوم المختلفة, وهنا توضح الكاتية " نسرين عيش" في مقالتها " العلاقة بين العلم والفلسفة _22 ابريل 2020" : يوجد صلة تربط بين العلم والفلسفة بالرغم من انفصال كلّ منهما عن الآخر، فالعلم وحده لا يستطيع تقديم إجابات واضحة وشاملة حول المواضيع المختلفة، ومن الصعب الاعتماد على العلم وحده لفهم الكون وتحليله، إذ إنّ دراسة المواضيع بشكل علميّ كامل يُفقد الأشياء قيمتها، كما أنّ كلّ شيء في هذا الكون بما في ذلك الفلسفة ينبغي أن تتوافق مع النظريات والمبادئ العلمية. أخيرا : الباحث العلمي القدير Competent Researcher هو الذي يستطيع أن يربط بين العديد من فروع المعرفة المختلفة لكن بشرط أن يحافظ على شخصيته وهويته العلمية ويتخذها منطلقا لتحقيق أمجاده.
الأوراق العلمية- المجلات العلمية- النشر- المؤتمرات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جميل، جزاك الله خيرا