عنوان المقالة:الدعوة إلى الله .. وتطوير وسائلها وأساليبها
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet | 26356
- نوع النشر
- أخرى
- المؤلفون بالعربي
- د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت
- الملخص العربي
- لا يخفى علينا جميعاً أن في عصرنا الحاضر اشتدّت حاجة الدعوة إلى تطوير وسائلها وأساليبها؛ حتى تواكب التطور الظاهر، وحتى نقابل بها الدعوة التنصيرية والإباحية وسائر أنواع الدعوات الباطلة. والواجب دائماً في مثل هذه الحالات مقابلة الباطل بجنسه ونوعه من الحق حتى يُرد ويُبطل. لذلك وجب الاستفادة من الوسائل والأساليب المعاصرة في الدعوة إلى الله تعالى، دون المساس بالشريعة الإسلامية ومخالفتها وتعدي حدودها؛ لأن المواكبة تكسب الإنسان مساحات واسعة في الدعوة وتعينه في الوصول إلى قلوب وآذان الناس بسهولة ويسر مع المحافظة علي شخصية المسلم الاعتبارية. والقارئ لسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – يجد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خاطب قومه وأهله في مكة بالأسلوب الذي يتناسب مع الوضع القائم في أول نزول الوحي، فكان الخطاب عن طريق الدعوة السِّرية بما يصون مسيرة الداعية، ولذلك أمره – تعالى -بالصبر، وكان تحركه وخطابه وسط الذين تربطهم به صلات، مثل: زوجته ومولاه وربيبه وصديقه، وكل من يطمئن إلى أنهم يكتمون سره، ولا شك أنّ طابع السرية كان أمراً لازماً، حيث ساد الطغيان وسيطر أهل الشرك، واستحالت الحجة بالحجة وقوبل الرأي بالتعذيب والإرهاب. ثم كانت مرحلة الجهر بالدعوة متناسبة مع تطورات الوضع وزيادة الأتباع، وكان الخطاب أولاً للأقربين، امتثالاً لأمر الله – سبحانه -: (وأنذر عشيرتك الأقربين) الشعراء: 214. وفي مرحلة تالية كان الخطاب جامعاً لأهله وعشيرته ومواطنيه من أهل مكة، حيث صعد الصفا ودعاهم إلى الله وهكذا جاء الخطاب الدعوي على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفق مقتضيات المرحلة التي تعيشها الدعوة من جانب، ووفق طبيعة الجمهور المستهدف من جانب آخر بالوسائل التي تناسب الواقع والمجتمع. فخطاب الأقربين من الأهل والأصدقاء تميز بالسرية والدعوة لحمل أمانة المسؤولية، بينما الخطاب الجماهيري للمجتمع المحلي جاء مقروناً بإثارة العاطفة نحو الأخذ بالدليل والبرهان الثابت، استفادة من مفاهيم مسبقة يحملها المستَقْبِل للرسالة عن مُبلّغ الرسالة نفسِه. وجاء الخطاب النبوي لغير العرب خارج الجزيرة العربية متسقاً مع طبيعة المخاطبين، ففي أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الحديبية بدأ في مكاتبة الملوك يدعوهم للإسلام، ويوم أنْ علم – صلى الله عليه وسلم – بأنّ أمثال هؤلاء الملوك لا يقبلون خطاباً ليس عليه خاتم، اتخذ – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضّة نقشت عليه محمد رسول الله، واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى هؤلاء الملوك، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة قبل خروجه – صلى الله عليه وسلم – إلى خيبر كتب إلى: النجاشي ملك الحبشة، وإلى المقوقس ملك مصر، وإلى كسرى ملك فارس، وإلى قيصر ملك الروم. وكانت معظم هذه الرسائل تبدأ بالتعريف بالرسالة وحاملها ومبلغها، ثم تدعو المرسل إليه إلى اتباع هذا الدين بما يعود عليه بالسلامة في الدنيا والنجاة في الآخرة. من خلال هذه المؤشرات السريعة نلمس حرص الهادي الأمين على اتخاذ الأسلوب الأمثل الذي يصب في صالح مسيرة الدعوة الجديدة وتفسح مجالاً أرحب لنمو الدولة الوليدة. فالدعوة الإسلامية في حاجة دائمة مستمرة إلى اجتهاد مواكب متجدد، باعتبار أن القضايا الدعوية متجددة، والوسائل كذلك تكون متجددة، أو يجب أن تكون متجددة، وذلك بحسب المقاصد والأهداف الدعوية التي لا شكّ تتجدد وتتنوع بموجب الزمان والمكان والحال والبيئة، ولذلك كانت الحاجة إلى نوع الاجتهاد الدعوي المتجدد والمواكب للتغيرات البيئية والدولية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وما ينتج عن ذلك من تغيّرات في قضايا الأمة الأمنية والاجتماعية والسياسية والدينية لا يخفى على متبصّر يدعو إلى الله على بصيرة، لكن هذا الاجتهاد الدعوي يحتاج إلى قواعد؛ لكي يحقق الأثر المطلوب ولا ينحرف الدعاة عن المنهج بحجة مصلحة الدعوة.
- الملخص الانجليزي
- لا يخفى علينا جميعاً أن في عصرنا الحاضر اشتدّت حاجة الدعوة إلى تطوير وسائلها وأساليبها؛ حتى تواكب التطور الظاهر، وحتى نقابل بها الدعوة التنصيرية والإباحية وسائر أنواع الدعوات الباطلة. والواجب دائماً في مثل هذه الحالات مقابلة الباطل بجنسه ونوعه من الحق حتى يُرد ويُبطل. لذلك وجب الاستفادة من الوسائل والأساليب المعاصرة في الدعوة إلى الله تعالى، دون المساس بالشريعة الإسلامية ومخالفتها وتعدي حدودها؛ لأن المواكبة تكسب الإنسان مساحات واسعة في الدعوة وتعينه في الوصول إلى قلوب وآذان الناس بسهولة ويسر مع المحافظة علي شخصية المسلم الاعتبارية. والقارئ لسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – يجد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خاطب قومه وأهله في مكة بالأسلوب الذي يتناسب مع الوضع القائم في أول نزول الوحي، فكان الخطاب عن طريق الدعوة السِّرية بما يصون مسيرة الداعية، ولذلك أمره – تعالى -بالصبر، وكان تحركه وخطابه وسط الذين تربطهم به صلات، مثل: زوجته ومولاه وربيبه وصديقه، وكل من يطمئن إلى أنهم يكتمون سره، ولا شك أنّ طابع السرية كان أمراً لازماً، حيث ساد الطغيان وسيطر أهل الشرك، واستحالت الحجة بالحجة وقوبل الرأي بالتعذيب والإرهاب. ثم كانت مرحلة الجهر بالدعوة متناسبة مع تطورات الوضع وزيادة الأتباع، وكان الخطاب أولاً للأقربين، امتثالاً لأمر الله – سبحانه -: (وأنذر عشيرتك الأقربين) الشعراء: 214. وفي مرحلة تالية كان الخطاب جامعاً لأهله وعشيرته ومواطنيه من أهل مكة، حيث صعد الصفا ودعاهم إلى الله وهكذا جاء الخطاب الدعوي على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفق مقتضيات المرحلة التي تعيشها الدعوة من جانب، ووفق طبيعة الجمهور المستهدف من جانب آخر بالوسائل التي تناسب الواقع والمجتمع. فخطاب الأقربين من الأهل والأصدقاء تميز بالسرية والدعوة لحمل أمانة المسؤولية، بينما الخطاب الجماهيري للمجتمع المحلي جاء مقروناً بإثارة العاطفة نحو الأخذ بالدليل والبرهان الثابت، استفادة من مفاهيم مسبقة يحملها المستَقْبِل للرسالة عن مُبلّغ الرسالة نفسِه. وجاء الخطاب النبوي لغير العرب خارج الجزيرة العربية متسقاً مع طبيعة المخاطبين، ففي أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الحديبية بدأ في مكاتبة الملوك يدعوهم للإسلام، ويوم أنْ علم – صلى الله عليه وسلم – بأنّ أمثال هؤلاء الملوك لا يقبلون خطاباً ليس عليه خاتم، اتخذ – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضّة نقشت عليه محمد رسول الله، واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى هؤلاء الملوك، وكان ذلك في السنة السابعة من الهجرة قبل خروجه – صلى الله عليه وسلم – إلى خيبر كتب إلى: النجاشي ملك الحبشة، وإلى المقوقس ملك مصر، وإلى كسرى ملك فارس، وإلى قيصر ملك الروم. وكانت معظم هذه الرسائل تبدأ بالتعريف بالرسالة وحاملها ومبلغها، ثم تدعو المرسل إليه إلى اتباع هذا الدين بما يعود عليه بالسلامة في الدنيا والنجاة في الآخرة. من خلال هذه المؤشرات السريعة نلمس حرص الهادي الأمين على اتخاذ الأسلوب الأمثل الذي يصب في صالح مسيرة الدعوة الجديدة وتفسح مجالاً أرحب لنمو الدولة الوليدة. فالدعوة الإسلامية في حاجة دائمة مستمرة إلى اجتهاد مواكب متجدد، باعتبار أن القضايا الدعوية متجددة، والوسائل كذلك تكون متجددة، أو يجب أن تكون متجددة، وذلك بحسب المقاصد والأهداف الدعوية التي لا شكّ تتجدد وتتنوع بموجب الزمان والمكان والحال والبيئة، ولذلك كانت الحاجة إلى نوع الاجتهاد الدعوي المتجدد والمواكب للتغيرات البيئية والدولية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وما ينتج عن ذلك من تغيّرات في قضايا الأمة الأمنية والاجتماعية والسياسية والدينية لا يخفى على متبصّر يدعو إلى الله على بصيرة، لكن هذا الاجتهاد الدعوي يحتاج إلى قواعد؛ لكي يحقق الأثر المطلوب ولا ينحرف الدعاة عن المنهج بحجة مصلحة الدعوة.
- تاريخ النشر
- 07/08/2018
- الناشر
- جريدة الأمة الالكترونية
- رقم المجلد
- 1
- رقم العدد
- 1
- رابط الملف
- تحميل (836 مرات التحميل)
- رابط خارجي
- https://al-omah.com/%D8%AF-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%AA-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%AA%D8%B7/
- الكلمات المفتاحية
- الدعوة إلى الله