عنوان المقالة:أساليب الدعوة إلى الله وأهمية معرفة الداعية لها ( 2-3)
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet | 26444
- نوع النشر
- أخرى
- المؤلفون بالعربي
- د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت
- الملخص العربي
- دار حديثي معكم في المقال السابق حول مصادر أساليب الدعوة إلى الله، ويدور الحديث معكم في هذا المقال حول: ثانيا : ضوابط أساليب الدعوة: إن لأساليب الدعوة إلى الله -عز وجل- ضوابط حتى لا تنحرف عن قواعد الشرع، ولا تخرج عن الأهداف التي وضعت من أجل نجاح الدعوة إلى الله تعالى من هذه الضوابط على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي: الضابط الأول: الالتزام بأحكام الشرع: يشترط أن تكون أساليب الدعوة إلى الله تعالى مأخوذة من نصوص الكتاب والسنة النبوية الشريفة، وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح -رضي الله عنهم- من الصحابة وتابعيهم بإحسان، فهم أفقه الناس بالدعوة إلى الله تعالى، ولهم فضل على سائر الناس إذ عاشوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفهموا القرآن والسنة، أو أن تكون عن طريق المصادر الشرعية الأخرى مثل: الاجتهاد، القياس، الاستحسان، المصالح المرسلة، فعلى الداعية ألا يستخدم الأساليب المحرمة في دعوته إلى الله تعالى. الضابط الثاني: إعمال فقه الأولويات في القربات والطاعات وفي الأوامر والمنهيات: فعلى الداعية أن يضع كل عمل في موضعه وإطاره الشرعي؛ حيث إن لكل عمل مأمور به، أو منهي عنه وزن معين في نظر الشارع بالنسبة لغيره من الأعمال، فلا يجوز له أن يتجاوز به حده الذي حده له الشارع، فنرتفع به فوق مقداره، أو أن نهبط به عن مكانته. وهذا يتطلب من الداعية إلى الله تعالى أن يكون ملما بالخريطة الشرعية للأحكام (يقصد بالخريطة الشرعية للأحكام: الفقه بأحكام الشرع وبمراتب الأعمال، وبالقطعي منها من الظني، وبالأصل منها من الجزء، وبالكبير مكنها من الصغير)، وعلى علم بالضوابط التي يتم بناء عليها ترجيح حكم على آخر في حالة التزاحم، أو في غير حالة التزاحم، وأن يكون الداعية على علم تام بالواقع والظروف التي يتحرك فيها المدعو. الضابط الثالث: التدرج في استخدام الوسائل والأساليب: فعلى الداعية أن يتدرج شيئا فشيئا، قال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} (الإسراء: ١٠٦). قال الشيخ السعدي –رحمه الله-: أي: وأنزلنا هذا القرآن مفرقا فارقا بين الهدى والضلال، والحق والباطل (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ) أي: على مهل، ليتدبروه، ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه. (وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) أي: شيئا فشيئا، مفرقا في ثلاث وعشرين سنه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص: 442). وقد استخدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الوسائل والأساليب الدعوية التدرج فمن البيان العام للدعوة، إلى الهجرة، إلى السرايا، إلى الغزوات، إلى الكتب، والرسل، إلى الوفود، إلى البعوث، إلى انطلاق الجهاد في ربوع الدنيا. الضابط الرابع: مخاطبة المدعوين على قدر عقولهم: قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (إبراهيم: ٤). قال الشيخ السعدي –رحمه الله- : وهذا من لطفه بعباده أنه ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه ليبين لهم ما يحتاجون إليه ، ويتمكنون من تعلم ما أتى به ، بخلاف ما لو كان على غير لسانهم ، فإنهم يحتاجون إلى أن يتعلموا تلك اللغة التي يتكلم بها ، ثم يفهمون عنه ، فإذا بين لهم الرسول ما أمروا به ، ونهوا عنه ، وقامت عليهم حجة الله فيضل الله من يشاء ، ممن لم ينقد للهدى ، ويهدي من يشاء ، ممن اختصه برحمته .. أ.هـ ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، ص 396). الضابط الخامس: استثمار الفرص المتاحة، مثل الأعراس والأعياد والمآتم : فعلى الداعية أن يستثمر الفرص المتاحة في دعوته إلى الله تعالى، فالنبي – صلى الله عليه وسلم- استمر يدعو إلى الله تعالى ليلا ونهارا وسرا وجهارا، لا يصرفه عن ذلك صارف ولا يرده عن ذلك راد، ولا يصده عن ذلك صاد، يتبع الناس في أنديتهم، ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم، ومواقف الحج يدعو من لقيه من حر وعبد وضعيف وقوي، وغني وفقير، جميع الخلق في ذلك عنده سواء. فعلى الداعية إلى الله تعالى أن يقتدي بالنبي –صلى الله عليه وسلم- ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في مواسم الحج وأسواقها، عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال: “كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال: ألا رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي”.
- الملخص الانجليزي
- يقول العلامة الشيخ السعدي –رحمه الله-: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم، إلى سبيل ربك المستقيم، المشتمل على العلم النافع، والعمل الصالح بالحكمة أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقيادة. ومن الحكمة، الدعوة بالعلم لا بالجهل، والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين . فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله، وإهانة من لم يقم به، وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل، وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإذا كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق، أو كان داعية إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا. ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها، بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.. أ. هـ (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص: 427) فجميع أساليب الدعوة إلى الله تقوم على أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. أسلوب الحكمة: تطلق الحكمة في اللغة على معانٍ عديدة منها: العدل، والعلم، والحلم، والنبوة، والقرآن، والانجيل، والسنة وما إلى ذلك من اطلاقات، كما تطلق على العلة: يقال: حكمة التشريع، وما الحكمة من ذلك؟ وعلى الكلام الذي يقل لفظه ويَجلُّ معناه، ويقال للرجل حكيم: إذا أحكمته التجارب، وأحكم الأمر أتقنه.. (لسان العرب لابن منظور، مادة: حكم). وقد عرفها العلماء في الاصطلاح تعريفات كثيرة مأخوذة من المعنى اللغوي، منها على سبيل الذكر لا الحصر:
- تاريخ النشر
- 10/07/2019
- الناشر
- جريدة الأمة الالكترونية
- رابط الملف
- تحميل (835 مرات التحميل)
- رابط خارجي
- https://al-omah.com/%d8%af-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%aa-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7-2/
- الكلمات المفتاحية
- أساليب الدعوة إلى الله