يندرج المقال في إطار مبادئ إنجاز معجم العربية التاريخي من حيث المادة ومصادرها ومعايير قبولها أو رفضها بحسب ما يتعاقب على اللغة من الحقب التاريخية.
والمنطلق هو اعتبار كتب اللحن مصدرا من مصادر مدونة معجم العربية التاريخي، وذلك لكثرتها مع ما تعكسه هذه الكثرة من وجود مادة غزيرة يسعى الصفويون إلى إقصائها، وهو إقصاء يثير كثيرا من التحفظ إذ يطرح لدينا السؤال التالي: أليس هذا الكم الهائل من المفردات الذي يسعى الصفويون إلى إقصائه هو جزء من العربية يمثل مادة لغوية تعكس تطورا طبيعيا في دلالة المفردات وبناها مما يصلح أن يكون مادة مفيدة لمعجم تاريخي موضوعه تقصي مظاهر تطور المفردة مبنى ومعنى عبر مراحل اللغة المختلفة ؟
وإن اختلاف وجه النظر الصفوية، التي تعتبر ما يندرج في كتب اللحن خطأ، عن وجهة النظر اللسانية التي ترى في بعض مظاهر الاستعمال الجديدة لتلك المادة انعكاسا لتطور دلالي في مفردات اللغة، يمثل مفارقة تطرح السؤالين التاليين: 1) ما هي معايير مقبولية المفردات التي تتضمنها كتب اللحن باعتبارها مفردات لا تنتمي إلى مستوى الفصيح ؟ و2) متى يجوز أن تكون تلك المفردات مداخل معجمية في معجم تاريخي يتتبع تطور دلالة الوحدة المعجمية في مراحل اللغة المختلفة ؟
إن محاولتنا الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها مما يسمح به مجال هذا المقال، تقتضي تقديم وجهة نظر لسانية تبحث بموضوعية في الأسس التي بنى عليها أصحاب التصحيح مواقفهم لنرى بعد ذلك مدى صلابة تلك الأسس أو هشاشتها وصولا إلى تبيّن الضوابط السليمة التي تمكّن من قبول نسبةٍ مما تضمنته كتب اللحن لتكون جزءا من مادة معجم العربية التاريخي.
تاريخ النشر
26/06/2014
الناشر
مجلة الممارسات اللغوية - جامعة مولود معمري- الجزائر
محمد شندول | mohamad CHANDOUL | 10634