مدونة محمد تقي بن رحيم الدين


في أوزبكستان بين الموائد والأخلاق

محمد تقي بن رحيم الدين | Mohammad Taqi


16/12/2024 القراءات: 119  


-ممّا كتبتُ في «بصائر القلب والوجدان بين الحَرَمَيْن وأوزبكستان» -غير منشور-، ضمن وقائع وانطباعات سفر أوزبكستان:
يتحدّث الرّحالةُ عن المناظر الطبيعيّة الخلّابة في بلاد بخارى وسمرقند، فهي جنّةُ الدُّنيا وريحانةُ العالم الإسلاميّ.. ويتحدّثون أيضًا عن الموائد وأطباق الطعام، فمن الصّعب أن يضاهي الطعامَ الأوزبكيَّ غيرُه في المذاق والتفنّن والصّناعة، ونحن نشهد أيضًا بذلك في ضوء تجربتنا القاصرة..
وأهمُّ منها ما شفتُه وذقتُه من حلاوة الأخلاق الأوزبكيّة الفطريّة، ومن دلائل خصوصيّتها الفطريّة عندهم أنّك تجدُ الخُلُقَ الجيّد في جميع الطبقات والأصناف.
ومن أهم فوائد السّفر: مُشامّة الأخلاق، فقد قيل:
تغرّبْ عن الأوطان في طلب العُلا ... وسافِرْ ففي الأسفار خمسُ فوائدِ
تفرُّج همٍّ، واكتسابُ معيشة ... وعلمٌ، وآدابٌ، وصحبةُ ماجدِ
فكما ذُقنا الطعامَ ذُقنا الأخلاق، والأخلاق مع أنها هي أخلاق القرآن لا غير -مِن حيث المِعياريّة-، لكن بعض ألوانها تتفاوت بحسب الأعراق والجغرافيا -من حيث الواقع-.. وقد رأيتُ في الأوزبكيّين لونًا خاصًّا منها، يمكن أن أقرّبه بالوصف بـ: الحلم والهدوء، ونزعة الإكرام والضّيافة، ولُطف المُحادثة.. وما إلى ذلك.
يُضاف إلى ذلك -وهذا حديثٌ آخر- ما لمسْنا من محبّةٍ خاصّة للعلماء والصالحين، وإكرامهم والتواضع لهم.. ولهذه الأخلاق خلفيّاتُها التاريخية المعروفة أيضًا، بصرْف النظر عن العوامل الطبيعيّة، فقد رسخَ الإيمانُ والخُلُقُ الإسلاميّ وانطبعَ في أجدادِ هؤلاء، بسبب كثرة الصلحاء والمزكّين والمُرشدين في تلك الدّيار. اهـ


رحلات، أوزبكستان، الأخلاق، سمرقند


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع