التفكير والتحقيق والتجديد والابتكار


ثقافة التواصل والتعاضد والوفاء.. أول الغيث تواصل!

د. ياسر حسين حسن | Dr. Yasser Hasan


19/11/2020 القراءات: 3731  


لو أن أمتنا العربية والإسلامية كانت من القوة بمكان يهبها المنعة من عدوان المعتدين سواء بحروب تقليدية أو ناعمة تستثمر الجهل... إذن فلربما كان لنا شيء من العذر فيما نتصف به من صفات سلبية تجاه أنفسنا وبعضنا بعضا! أما أن يكون واقعنا ما هو معروف من العجز واليأس والذلّة والمهانة والجهل البسيط والمركّب والفردية والتحاسد... ونستمر فيما نحن عليه من هذه الصفات القبيحة فهو لعمري جريمة بحجم الفضاء الحضاري للأمم!
وتزداد بشاعة الجريمة وقبحها حينما تكون تلك الصفات من الشدة والعمق بمكان بحيث تجعل الإنسان يستمر بها حتى في السياقات التي هي مظنّة انتفاعه منها! لكأنّ لسان حاله يقول:
حتى إذا نزل القطْر عليّ فلا نزل القطرُ!

وربما يستغرب أحدنا من هذه النظرة السوداوية لواقعنا النفسي وشؤوننا! فأجيب ولكن مرآة الواقع تنطق بالصور والأرقام نفسها! فليس للمنظار ههنا أي تأثير في رؤيته إلا اللهم في شدّة إظهاره ما كان قد خفي وذلك بتعرّيضه للمحكّات على مرّ السنوات!
نعم! تأمّل مثلا - على المستوى البسيط - حال امرأة نكبت - بعد عزّ - بسجن زوجها وهم في غربة، فيرسل جارهم للخلّص ممن يعرفهم، لا ليمنحوها ما تحتاجه من نزر يسير تعيش به، بل فقط لينسّقوا فيما ببنهم لشراء وجبة طعام سوري لذيذ تعدّه تلك المرأة، ليأكلوه هم أنفسهم لا حتى أن يتصدقوا به، ولتكون المساهمة بهذه "المساعدة" فقط مرة كل شهرين! ثم لا يستجيب سوى شخص واحد!
ثم تأمل في مبادرة ريادية تسبر الخلل الصحي من جذوره المتنوّعة ك:
#المبادرةالمكيةالصحيةالشاملة
وفيها يمنح واضعها في أحد أقسامها 90% من المنافع للناس ويترك لنفسه النزر القليل الباقي، فينظر اللئام إلى هذا النزر عميانا عن القسم الأعظم من الكعكة الذي يقدّم إلى قومهم وهم الفقراء المحتاجون أصلا!

وتكون في مجموعة ضخمة للاستشارات الطبية وتساهم في نفع الناس فيها لسنوات على حسب الوسع..
ثم تضع مثلا رابط صفحة فيسبوكية وهي أصلا لدعم مبادرة ريادية نوعية عن التجديد والإبداع الطبي الذي سيعود نفعه بالضرورة على الناس..
فلا تجد أدنى دعم لأن الأنا تجعل هؤلاء الناس فقط في موقع الانتفاع وأنت خادم الإنسانية!
وحتى النفع الذي يرومونه ليس أكثر من نفع شخصي ومؤقت لا دائم عام للناس كلهم!
ثم يزيد الطين بلة أنك تعيد نشر الرابط بعد حين فترفضه إدارة المجموعة التي ظلت تشير لاسمك طلبا لمساعدة الناس لسنوات!

وتنشر الرابط نفسه في مجموعة نشطة حديثة تضم 30 ألف طبيب سوري من أنحاء العالم فلا يتفاعل معه وهو يعنيهم ويعني مستقبل مهنتهم وإبداعهم وإبداع بني جلدتهم... فلا يتفاعل سوى 2%!

وتنضم لمجموعة واتسابية صغيرة هي هيئة تحرير لمجلة هي أصلا عن التواصل بل والتعارف! وعلى المستوى الأممي الكبير لا الشخصي أو التخصصي الصغير، وتصدر عن هيئة أوربية جامعة... فتطلب التعارف لكونكم زملاء تحرير هذه المجلة، فلا يستجيب سوى شخص أو اثنين من بين العشرة!

ثمّ أخيرا وليس آخرا بيت القصيد في منصّتنا هذه. فقد انتسبت إليها قبل حوالي 3 سنوات مررت خلالها بظروف عصيبة، فلما حاولت مجددا التغلب على صعابي، وصادف قرب عقد المحفل العلمي الدولي السابع الذي لم أستطع مواكبته مع ذلك إلا أنني حرصت على الحفل الختامي له فدخلت بسببه في أجواء التغيير والتواصل والنشاط من جديد... إنها لمنصة فريدة حقا!
فبدأت بالتعرف أكثر على المنصة وحساباتها لأفاجأ بحجم - لا أقول الدعم بل مجرّد - التفاعل!!؟
فعدد المنتسبين يقرب من 60 ألفا، ومع أن عدد المعجبين العام (المنتسبين وعموم الناس) بصفحة المنصة الفيسبوكية يتجاوز 200 ألف، إلا أن التفاعل مع منشورات الصفحة بالإعجاب لا يتجاوز الربع بالألف (0.025%❗) وبمشاركة المنشورات ربما الثُمُن بالألف (0.01%❗)
والمنضمّون لمجموعة الفيسبوك 1400 فقط!
والداخلون في قناة التيليغرام أقل من 5 آلاف!
وعدد متابعي حساب المنصة المغرّدة ليس أحسن حالا من مجموعة الفيسبوك (أقل من 1400 فقط!)..
ومتابعو حساب اليوتيوب أقل من 5 آلاف!

ومن عجب كذلك ألا يضم المنتسبين مجموعةُ تيليغرام تفاعلية!

هذا فضلا عن غياب مجموعات التطبيق الأكثر قربا من الناس اليوم: الواتساب، والتي يمكن إنشاؤها بحسب التخصصات لصغر العدد المسموح، هكذا مثلا:
أريد/الطب والصحة
أريد/العلوم الإنسانية
أريد/التقنية
وهكذا...

إن أكثر ما نحتاجه اليوم في جميع مستويات حياتنا هو التواصل!
ولا بد لكي نحقق ذلك أن نجعل تكوين "ثقافة التواصل" من أولوياتنا.
ولا بد من دراسة هذا الأمر دراسة وافية تنتهي بإجراءات عملية.
نبدأ منها مثلا على صعيد أُسرنا الصغيرة بجهاز العرض في صالة الجلوس كيما يجتذب لا أقول الجالسين في غرفهم، بل حتى المتجالسين في الصالة بأبدانهم وعقولهم وقلوبهم في أصقاع الأرض متواصلين مع البعيد وتاركين القريب!
فعلى جهاز العرض هذا يعرض كل فرد في العائلة ما راق له على جهازه الذكي للجميع فيتفاعلون معه ويتحاورون إن لزم، أو على الأقل يتضاحكون.
ونتدرّج حتى نصل للتواصل على المستوى العلمي والفكري.

وهنا قد نقترح لإطلاق شعلة البدء بثقافة التواصل التداعي لعقد ندوة تنظمها منصتنا في القريب العاجل.

تأملوا عندما شعر الأمريكان قبل عقود بخطر تراجع أمتهم، كيف شكّلوا لجنة برئاسة بنجامين بلوم أسموها "أمة في خطر"! وكيف أنتجت هذه اللجنة 5 كتب لتدارك الوضع:
كتاب أمة قارئة: كيف نستطيع أن نقرأ بفاعلية.
كتاب أمة مفكرة: يتحدث عن التفكير وعن مهارات التفكير، كيف نستطيع أن نفكر.
كتاب أمة متحدثة: مهارات الحديث والطلاقة اللفظية.
كتاب أمة كاتبة: كيف نستطيع أن نكتب.
فتخيلوا اسم الكتاب الخامس مع هذه المسائل الكبرى: القراءة والكتابة والكلام والتفكير؟
إنه كتاب أمة متصلة! عن مهارات الاتصال ومهارات التفاعل!

فهل يا ترى إن خذلتنا الهوة العميقة للتسارع العلمي والتقني، وخذلتنا قدراتنا المادية، نعجز عن شيء كهذا لا يكلف سوى نهز النفس وتحريك الق


تواصل، منصة، أريد، باحثين، نهضة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


رائعة جدا دكتور راقت لي سلمت اناملك فعلا نحن بحاجة إلى التواصل وتبادل الافكار وتبادل المعارف انه عصر التكنلوجيا شكرا لكلماتك نحن بحاجة ماسة الى نهضة نحو التغيير نحو الافضل بارك الله فيك


تتمة اقتطعت من المقال: 👇 فهل يا ترى إن خذلتنا الهوة العميقة للتسارع العلمي والتقني، وخذلتنا قدراتنا المادية، نعجز عن شيء كهذا لا يكلف سوى نهز النفس وتحريك القلب بكلمات وآليات! حسنا لنر كيف سيكون حال تواصلنا الأساس مع منصتنا الجميلة هذه، قبل أن ننتقل للتواصل البيني! #أريد التواصل فهل تريده كذلك!؟


شكرا جزيلا أختي أ. ميرفت على تعليقك الذي يزيد الشعور بالمسؤولية ويدفع بالهمة.