النفس الإنسانية حفظها وكرمها الله تعالى
د.جعفر عايد دسه | dr. jafer A dassha
24/06/2021 القراءات: 4229
النفس الإنسانية حفظها وكرمها الله تعالى
الدكتور جعفر عايد دسه
الإسلام شجرة تزدهر وتثمر في مناخات الحرية وتجف في أجواء القمع والتخريب وإزهاق الأرواح وإسالة الدماء والله تعالى كرم النفس الإنسانية وحماها من كل اعتداء. فالاعتداء على النفس كما يكون الاعتداء على الدين لأن النفس والدين مقصدين من مقاصد الشريعة الإسلامية الخمس التي حث على حمايتها والمحافظة عليها .
الأمن والاستقرار في المجتمع مطلب ضروري لا يقل عن الغذاء والكساء، فكل ما يحدث في بعض الدول العربية والإسلامية من قتل للنفس لا يمت للإسلام بصلة ولا يحق لأي إنسان أن يسفك دما أو يزهق روحا إلا بأمر الله وما هذه الأحداث والعمليات التي يذهب ضحيتها العشرات من المسلمين الذين يوحدون الله من غير سبب إلا لأنهم مواطنون في بلد ابتلاها الله تعالى بالاحتلال وكثر فيها الإجرام وليس الاستشهاد ولا الجهاد ، فكم من محتل قتل وكم منهم جرح وكم منهم من أهين وما يحصل ليس من الدفاع أو الجهاد أو المقاومة في شيء.
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم حاجياته ومزاياه متجددة ومتزايدة وتتفتح يوما بعد يوم تنير العقول وتهيئ الأجواء النفسية المريحة، تفكر في المستقبل تنظر لغد مشرق لحياة جميلة، لرفاهية عالية لرقي للمجتمع والبلد، ويأتي من يظن في نفسه أنه على صواب و يحق له أن يقاضي ويصدر الحكم وينفذ فيمن سعى من أجل البقاء وسعى من أجل الحياة والرقي والتطور .
بين الله تعالى أن الاعتداء على النفس التي خلقها وكرمها وصانها وعظمها ظلم فاحش وكبيرة من الكبائر لقوله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده، لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " رواه النسائي، وفي حديث أخر " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " البخاري. هذا عدى ما ورد في كتاب الله تعالى زجرا لمرتكب كبيرة قتل النفس، لقوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}النساء93
فالإنسان دوما في فسحة من أمره وفسحة في دينه مالم يصب أو يشترك في دم حرام ولا يرح رائحة الجنة ولا يجد ريحها .
فكيف يتجسر الإنسان على فعل جريمة جعلها الله تعالى بفداحة الشرك بالله، ومن أكبر وأعظم الذنوب والمعاصي .
وما جاءت الشريعة الإسلامية إلا لتحقيق مصالح العباد ودفع الضرر عنهم، فحملة الشريعة هم أمناء على الشريعة وحملة القرآن هم أمناء على القرآن لا يحق لهم أن يسفكوا الدماء باسم الشريعة ولا يحق لهم أن يزهقوا الأرواح باسم القرآن .
فالعدل وتحقيقه من واجبات من يحمل رسالة الإسلام ولا يجوز لأحد أن يبدل أو يغير في حد من حدود الله تعالى سواء كان حاكما أو محكوما وتحديدا حفظ النفس.
فللمحافظة على النفس وضعت الشريعة الإسلامية تهديدا ووعيدا لمن يقدم على مثل هذا النوع من الأعمال، فجعل الوعيد الشديد لمن يقتل مسلما أو نفسا بغير حق بجهنم، وكذلك وضع الديات على من يقومون بهذه الأعمال والأفعال بدفع أموال مغلظة لأهل المقتول، وكذلك أنه خالدا مخلدا في نار جهنم وأن الله تعالى غضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ، فالإسلام وشريعته وضعت حماية لهذه الضرورة والمصلحة والكلية ووضعت عقابا رادعا وزاجرا في الآخرة إذا افلت من عقاب الدنيا.
فالقتل الذي يحدث ما هو إلا طاعة للنفس الشريرة وتنفيذا للشهوة الشيطانية الخبيثة وليس تنفيذا للشريعة.
النفس ، المحافظة، العقوبة ، الكرامة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع