مدونة أ.د.عبد الكريم حسين رعدان


المصطلحات في شعر الصوفيين بين التخييل والتأويل

أ.د.عبد الكريم حسين علي رعدان | PROFESSOR /Abdulkreem Hussein Ali Raadan


03/12/2020 القراءات: 4392  



هناك مصطلحات خاصة تحفل بها أشعار الصوفيين مثل الخمر والقيان والسكر والشراب والهيام والعشق والحب وما يتعلق بالذات الألهية كالاتصال والجلوس والوله، وألفاظ أخرى قد تحمل نوعا من الغرابة، فحين تستخدم تلك المصطلحات في الشعر تكون ضمن عمليات تخييل مصطنعة في معظمها وبالذات تلك التي توغل في الغموض والترميز .
وقليل من الشعراء الصوفيين من يبدع في توظيف تلك المصطلحات بأساليب بلاغية وتكثيفات مجازية استعارية مدهشة لها إمتاع وتذوق ويكون النص فيها منفتحا على أطر تأويلية مقبولة تتقلب فيها ذات الشاعر بين العاشق والمعشوق.
الملاحظ أن الكثير من تلك القصائد والدواوين الصوفية لا تعبر عن حالات وجدانية بقدر ما هي تقاليد فنية وسنن صوفية في الشعر لا طعم لها ولا رائحة.
الانزياح بالدال "المصطلح" في استعمالاتهم قد يكون رائعا من وجهة نظر فنية لكنه يصل أحيانا إلى دلالات معكوسة تماما.
فالخمرة والسكر ليست إلا صلاة خاشعة في جوف الليل..
والرقص والمجون والرجس هي أوضاع عرفانية وصور من النقاء والصفاء بفهم المريد.
وهذا الأمر قد يعد مأخذا في الرؤية الفقهية.
من شعرهم:
.........
يا من نذرت له القصائد والهوى
ووقدت أيامي لكي ألقاه
علمتني أن الجراح عقيدة
فرض الأسى طاب الذي صلاه
ذا القلب ناقوس بدير جوارحي
أهدى شقائق وجنتيك دماه
يبدو سكونك كالصلاة وكل من
صلى الإله بعطفه يهواه اغضب فلو صلى سكونك سيدي
أمسى غريمي في هواك الله.


المصطلحات، شعر، الصوفيين، التخييل، التأويل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع