باحث طه ياسين محمد الزيباري


هكذا كانت أخلاق اللصوص زمان

باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari


11/01/2022 القراءات: 3619  


يحكى عن الشاطر حمور كبير اللصوص زمن السلطان قايتباي انه اقتحم وعصابته دار تاجر كبير اسمه المرجوشي بالقرب من جامع الغمري.
ووجد التاجر كبير اللصوص على باب غرفة نومه هو وزوجته.
فقال اللص حمور للمرجوشي استر اهل بيتك نحن اللصوص.
فقام المرجوشي وستر زوجته ثم قال لحمور خذ ما تريد ولا تقتلنا.
فقال الشاطر حمور: لن نقتلك وما اتينا للقتل فقط نريد الطعام ليومنا هذا.
فقال له التاجر كم أنتم فقال 9 صبيان وانا فأخرج لهم 10 آلاف قطعة نقدية كل واحد 1000.
فقال له اللص حمور لا نأخذ الا ما نحتاج له فقط واخذ 1000 قطعة وأعطى التاجر الباقي 9000 قطعة.
وبينما اللصوص في طريقهم للانسحاب من الدار لاحظ أحد اللصوص الصبيان علبة كانت تسمى – حق – بضم الحاء وسكون القاف.
فطمع فيه اللص واخذه وفتحه وتذوقه فوجده ملح.
فقال الشاطر حمور بما أنك اكلت من بيت الرجل ملح فلا يحق لنا أن نسرقه وأمر الصبيان بجمع المال ورده كله إلى التاجر الذي أصر عن طيب نفس ان يعطيهم 400 قطعة فرفض اللص حمور فنزل التاجر إلى 100 قطعة فزاد اصرار اللص فأراد التاجر ان يعطيهم طعام فانفعل اللص ورفض مجرد مناقشة التفاوض مع التاجر.
وخرج اللصوص دون اخذ لقمة من بيت التاجر بسبب حبة ملح أكلها أحد صبيانه لان العرف وقتها ان من اكلت طعامه فلا حق لك عليه أن تؤذيه ولو كنت لصا.
ومن شربت ماء من بيته او ألقيت عليه السلام ورد عليك فلا يحق لك ان تسرقه او تؤذيه ولو كنت لصا.
وبعد يا سادة تلك كانت أخلاق اللصوص زمان. ببساطة لأنهم كانوا يؤمنون بالخبز والملح واحترام المحرمات ولو بشيء من الأخلاق.
ونحن في زمن أصبحنا بحاجة الى نشر مفاهيم الاخلاق لكونها الركن الأساسي لمجتمعنا الحالي. وهو من القيم التي يوجه حياة الفرد لكي يرتقي لأعلى المستويات الإنسانية.
ولكيلا نقول زمان يا أخلاق.
وأمني النفس بأمنية جديدة ... غير تقليدية او مكررة ... اتمنى من الله تعالى، ان يرزق العراق وطنا وشعبا ... ولصا مثل " حمور " ... ولصوصا طيبين ومطيعين مثل رفاقه ... اللهم حمر جميع لصوصنا ولا تخذلنا..
المصدر: كتاب بهجة النفوس والأحداق فيما تميز به القوم من الآداب والأخلاق.


الاخلاق ، مفاهيم ، لصوص ، سرقة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع