مدونة عبدالستار الألفي


مجمع اللغة العربية : {الإِبِل}

دكتور : عبدالستار الألفي | Dr : Abdelsattar Elalfi


16/03/2024 القراءات: 639  


{الإِبِل}:
الإبل: الجمال الكثيرة، واللفظ يشمل الجمال والنوق، فهو اسم جمع للجنس، ولا مفرد له من لفظه (مؤنث). جمعه: آبال، ويقال للقطيعيْن من الإبل: إبِلان.
وقد وردت كلمة "الإبل" في القرآن الكريم مرتين: {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ} (سورة الأنعام: 144)؛ {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}(سورة الغاشية: 17). وهذا التوجيه الإلهي الحكيم في آية سورة الغاشية بالنظر إلى خلْق الإبل نظر الاعتبار والتفكر، إنما لأنها نموذج فريد في الخلق يُقصد بذاته.
حقًّا، إن في الإبل آيات معجزات دالة على قدرة الله، ليتدبر في ذلك المتدبرون. فمن المعروف أن من صفاتها الظاهرة ما يمكنها من أن تكون كما يطلق عليها "سفن الصحراء" بحق. فالعينان ترتفعان فوق الرأس وترتدان إلى الخلف، فضلًا عن طبقتين من الأهداب تقيانهما الرمال والقذى، وكذلك شعْر المنخرين والأذنين الكثيف للغرض نفسه. فإذا ما هبت العواصف الرملية انقفل المنخران، وانثنت الأذنان – على صغرهما وقلة بروزهما – نحو الجسم. أما القوائم فطوال تساعد على سرعة الحركة، مع ما يناسب ذلك من طول العنق، وأما الأقدام فمنبسطة في صورة خفاف تمكن الإبل من السير فوق الرمال الناعمة. وللجمل كلكلٌ تحت صدره، ووسائد قرنية على مفاصل أرجله، تمكنه من الرقود فوق الأرض الخشنة الساخنة، كما أن الشعر الموجود على جانبي ذيله الطويل يحمي الأجزاء الخلفية الرقيقة من الأذى.
والإبل في الشتاء لا تطلب الماء، بل إنها قد تعرض عنه شهرين متتاليين إذا كان الغذاء غضَّا رطبًا، أو أسبوعين إذا كان جافًا. كما أن الجمل قد يتحمل العطش الكامل في قيظ الصيف أسبوعًا أو أسبوعين، يفقد في أثنائهما أكثر من ثلث وزن جسمه، فإذا ما وجد الماء تجرع منه كمية هائلة يستعيد بها وزنه المعتاد في دقائق معدودات. والجمل لا يختزن الماء في كرشه كما كان يظن، بل إنه يحتفظ به في أنسجة جسمه ويقتصد في استهلاكه غاية الاقتصاد. فمن ذلك أنه لا يلهث أبدًا ولا يتنفس من فمه ولا يصدر من جلده إلاّ أدني العرق، وذلك لأن حرارة جسمه تكون شديدة الانخفاض في الصباح المبكر، ثم تأخذ في الارتفاع التدريجي أكثر من ست درجات قبل أن تدعو الحاجة إلى تلطيفها بالعرق والتبخر. وعلي الرغم من كمية الماء الهائلة التي يفقدها الجسم بعد العطش الطويل، فإن كثافة دمه لا تتأثر إلا في حدود مناسبة، ومن ثم لا يقضي العطش عليه. وقد ثبت أن دهن السنام مخزن للطاقة يكفيه غوائل الجوع، ولكنه لا يفيد كثيرًا في تدبير الماء اللازم لجسمه.
وما زال العلماء يجدون في الإبل أسرارًا كلما بحثوا، مصداقًا لحض الله – تعالى – لهم على النظر في خلْقها المعجز.


مجمع اللغة العربية : {الإِبِل}


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع