"الحصبة" ليست مجرد فيروس, إنها مدمرة ذاكرة الجهاز المناعي
10/01/2022 القراءات: 3298
ان لم تكونوا من متابعي الأخبار الدولية فلا بدّ انكم لم تسمعوا عن ما حدث في خريف 2019, عندما حلت حالة الطوارئ الصحية في جزيرة "أوبولو" في ساموا, و التي تقع بين هاواي و نيوزيلندا, هذه البقعة الصغيرة في المحيط الهادي كانت ستصبح بدورها بؤرة لكارثة صحية أخرى قبل ظهور جائعة كورونا بـ 3 أشهر, و كان المتسبب هنا هو "فيروس الحصبة" بعد ظهور أحد الأشخاص و الذي كان قد أصيب بطفح جلدي وبقع حمراء وبنية واضحة بعد وصوله على متن رحلة جوية من نيوزيلندا، التي كانت تعاني آنذاك من تفشي فيروس الحصبة. وسرعان ما شُخص على أنه "حالة مشتبه بها"، لكن لم يُتخذ أي إجراء آخر. ليكلف هذا التماطل وصول عدد الإصابات الى 716 خلال أكثر من شهر بقليل, من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 197 ألف نسمة.
لكن ما الذي تعرفونه عن فيروس الحصبة من غير أعراضه التي تسبب الرعب لدى المصاب والمحيطين به؟
منذ سنوات طويلة و هذا الفيروس محط اهتمام و بحث من طرف العديد من العلماء, حتى توصلوا في ذلك الحين الى ان الحصبة بامكانها تغيير جهاز المناعة و استمرت هذه النظرية العلمية حتى تم تدعيمها, بل و ارفقت بأدلة تثبت ماهو أخطر, فلقد كانت الأدلة تشير إلى أن الحصبة لا تحدث تعديلًا خفيفًا في جهاز المناعة فحسب، بل تعيد ضبطه بالكامل.
فلقد كشفت دراسة اجراها فريق من الباحثين الأمريكيين خطورة هذا الفيروس, الذي بامكانه ان يتسبب في محو ذاكرة الجسم فيما يتعلق بمسببات الأمراض التي أصيب بها من قبل، وذلك بنسبة تتراوح بين 11% و73% من الأجسام المضادة الواقية لدى الأطفال.
و بالطبع غياب هذه الأجسام المضادة لدى الأطفال, سيفقدهم جزءا كبيرا من دفاعهم المناعي, و يصبحون عُرضةً لفيروسات أصابتهم من قبل وتغلبوا عليها.
يقول "ستيفن أليدج"، أستاذ علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد والخبير بمعهد "هوارد هيوز" الطبي، والباحث المشارك في الدراسة: إن "هؤلاء الصغار لا يفتقدون الحماية تمامًا مثل حديثي الولادة، ولكن بعضهم يكون أقرب إلى ذلك. وهناك أدلة قوية على أن فيروس الحصبة دمر جهازهم المناعي وكأنه أصاب الجهاز المناعي بفقدان الذاكرة، ما يؤكد أهمية التطعيم ضد الحصبة، التي تُعَد أكثر الفيروسات المُعدية".
"الحصبة" "الفيروسات" "أمراض" "جهاز المناعة" "أمراض الأطفال" "العدوى الفيروسية"
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع