ترشيد الإرشاد : نحو معنى أوسع للإرشاد
أ.د. عقبة جنان الزاوي | Okba DJENANE al-Zawi
15/01/2023 القراءات: 597
يضَعُنا مصطلح "المرشِدChaplain ، في مجاله التداولي الغربي على الأقل، أمام تصوُّر يُحيلنا إلى « مَهمَّـة يقوم بها شخص كَهَني مسؤول عن الإتجاه الرُّوحي، بضمان الشعائر الدينية و التّعليم الدّيني في السِّجن، في المستشفى، في وحدة عسكرية، الخ.». و هي مَهمَّة يَظهر حُضورها أكثر ما يَظهر، في اللحظات الحَرِجة للفرد المُعاني داخل هذه المؤسسات؛ كحالات الاكتئاب في السّجن، أو لحظات نهاية حياة المريض في المستشفى، أو حالات الإجهاد النفسي في الثكنة... و هذا ما يَجعل المرشد، بهذا المعنى، أداةً أو مرجِعاً يُراجَع عند اقتضاء الحاجة فقط. و هو في الحقيقة - بحمل المعنى الغربي عليه- تَضييق لمفهوم الإرشاد القابل للتَّوسيع، و حَصرٌ لمَهمّة المرشد في إجراءٍ علاجيٍ بَعْدي لا يَفي بالغرض المقصود. لذلك كانت الحاجة مُلحّة في توسيع مفهوم الإرشاد؛ أو ترشيد الإرشاد. و ذلك، أوّلاً : بإخراجه من دائرة الاكتفاء بالعلاج؛ التي تستلزِم وُجود معالِج و معالَج، إلى مفهوم يَجعل من فكرة الوقاية، القائمة على الاستباق، أساساً له. و ثانياً : بتوسيع صورة المرشد الدِّينية اللصيقة به؛ من صورة قائمة على الوصاية العمودية، في علاقة أعلى بأدنى؛ تتأرجح بين التَّـلقين من المرشد و التلقّي من المُعاني أو المتألِّم، مُنحصِرة في فضاء بالكاد يَخرج من مؤسسات مُحدّدة سلَفاً. إلى صورة أرْحب قِـوامها علاقة أفقية تفاعلية بين الموجِّـه Guide و الفرد المُعانيSuffering، فضاؤها التَـمظهُر في مناحي العلاقات الحياتية الواسعة، و منهجُها المُصاحبة و المشارَكة و التأهيل، و هـدفُها تمكين الفرد من فهم معاناته، ثمّ تجاوُزها بالتَّعالي عليها.
تطوير الذّات، التدريب. الإرشاد، المعاناة،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة