المعرفة التاريخية ومسارات التنمية :من التاريخ الكرونولوجي إلى التاريخ التنموي
22/09/2022 القراءات: 1900 الملف المرفق
عرفت المعرفة التاريخية تحولات عديدة مست جوهرها، وأضفت لمحات جديدة على بنيانها،مستفيدة من التطورات التي عرفها التاريخ بالموازاة مع العلوم الاجتماعية،وطفراته التي وقعت مطلع القرن الماضي،خاصة مع السوسيولوجية الدوركايمية ،ومدرسة الحوليات الفرنسية ،ومدارس التاريخ الجديد.
ومما لا ريب فيه ،ومما هو إيجابي من حيت المبدأ على العموم،بروز نوع ما من وعي متنام،ولو في حدود معينة بالقيمة المعرفية والاجتماعية للعلوم الاجتماعية والإنسانية، وبأهمية دورها في فهم بعض تحولات الثقافة والمجتمع والتاريخ، بل وكذلك في توجيهها نحو مألات معينة ،وجعلها رافدا لمسارات التغير والتجديد والتطوير على أكثر من صعيد،كما هي حالها اليوم في المجتمعات الغربية المتقدمة .
وفي هذا الخضم لم يعد التاريخ ماض وفقط بل أضحى هو الماضي يحاور الحاضر في المستقبل، ويعد ركيزة أساسية في مسارات التنمية،فلا نعدم نماذج لمؤرخين خاصة في العوالم الغربية اندمجوا في صياغة برامج تنموية،أو كانوا ضمن هيئاتها ،أو عملوا على صقل نظرياتها، فالمؤرخ وبفعل زاوية نظره ،قادرٌ لا محالة على سبر أغوار الحاضر، ورسم دائرة المستقبل على جهة نظر محبوكة بتجارب الماضي الفريدة سواء كانت نجاحات من أجل استلهامها، أو انتكاسات يعمل على تجاوز مطباتها، وبالرغم أن مسلسل إدماج المؤرخ في شأن التنمية لا زال متعثرا في المضمار المغربي، إلا أننا سوف نحاول في صدد الموضوع تلمس قضايا التاريخ بوصفه مدخلا تنمويا جديرا بالاهتمام والتقصي .
التاريخ والتنمية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة