مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (249)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


22/12/2024 القراءات: 34  


-التحية والسلام:
قال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (24/ 488):
«التحية الدعاء ‌بالتعمير، والسلام الدعاء بالسلامة».
***
-مصادر "تخريج الدلالات السمعية" بين الخزاعي والكتاني:
بنى الشيخ عبدالحي الكتاني كتابه "التراتيب الإدارية" على كتاب "تخريج الدلالات السمعية" للخزاعي، ولم يقف عليه كاملًا، وقد قام بصنع قائمة توقعَ فيها مصادر الخزاعي، وطُبع كتاب الخزاعي بعد ذلك كاملًا، ورأيناه أورد قائمة بمصادره، فراق لي أنْ أعقد مقارنة بين القائمتين، فرأيتُ تطابقًا كبيرًا، ورأيتُ اختلافًا وأنا أبينُه هنا، أبدأ بما ذكره الكتاني ثم أعلق عليه:
-الاستنصارات لعبدالمهيمن الحضرمي. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي وهو "الاستعارات"، وقد نقل عنه في موضع واحد ص 766 وقال: الفقيه أبو محمد.
-الاكتفاء في شرح الموطأ. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي مع أنه ذكره باسمه ص 615. 616.
-التحبير للقشيري. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي، وهو من مصادره مرة واحدة ص 58.
-الخيل لابن الدراج والأصمعي. أقول: نسبة الخيل إلى ابن الدراج سهو، وإنما هو لأبي عبيدة، وقد ذُكر الدراج صاحب الكفاية والغناء قبل أسطر، فسبق وهمُ الشيخ الكتاني إليه. ولم يَذكر الخزاعي في قائمة مصادره كتاب الخيل لأبي عبيدة والأصمعي، ولكنه رجع إليهما في موضع واحد ص 758.
-بغية الأديب لأبي الحسن الحراني. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي وقد نقل عنه مرة واحدة ص 767 وسماه أبا الحسن علي بن أحمد الحراني.
-التلقيح لابن الجوزي. ذكره الكتاني، ولا ذكر له في كتاب الخزاعي.
-رحلة ابن جبير. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي، وقد رجع إليه مرة واحدة 697.
-السماع للأصبهاني. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي وقد نقل عنه مرة واحدة ص 763 وسماه: آداب السماع.
-صفوة التصوف لمحمد بن طاهر المقدسي. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي وقد نقل عنه مرة واحدة ص 760. وقال المحقق: لم أجد هذا النقل في كتابه المطبوع بهذا الاسم.
-صلة ابن عبدالملك. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي لكنه نقل عنه في موضع واحد ص 767. وهو الذيل والتكملة.
-العائد لأبي الفتح كشاجم. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي في كتابه.
-الفرائد في التشبيهات للكاتب الأصبحي. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي وقد نقل عنه مرة واحدة ص 765 وقال: الكاتب علي بن محمد بن أبي الحسين الأصبحي الأندلسي.
-كشف المشكل [تحرف في الطبع إلى: المشاكل]"ذكره الكتاني بعد "مشكل الصحيحين" لابن الجوزي وقال: له أيضًا. وعدُّه كتابًا آخر خطأ، وسببُه هو أن الخزاعي نقل في ثلاثة مواضع عن "كشف مشكل الصحيحين" بهذا الاسم (ص: 272. 279. 317)، ونقل عنه مرة باسم "كشف المشكل" (ص: 143)، فظنَّه الكتاني كتابًا آخر.
-مسامرة الأمراء للصالوني [كذا والصواب: للصابوني]. ذكره الكتاني، ولم يذكره الخزاعي ولكنه نقل عنه مرة واحدة ص 766.
تنبيه: تحرف في "التراتيب" في الطباعة: "لأبي ذر الخشني" إلى "لابن دراكتني".
***
-لا يصح هذا:
جاء في كتاب "ترجمة والدي الشيخ محمد إبراهيم الفضلي الخُتَني [1314 - 1389]" بقلم ابنه "محمد يحيى" (ص: 12): "لما ظهرتْ نجابته، واستوتْ ملكته، ارتحل لتلقي العلم خارج مسقط رأسه [ولد في قرية جلغا من بلدة قره قاش من أعمال ختن في تركستان الشرقية] من أكابر العلماء، وكانت رغبته السفر إلى الهند ليدرس على علامة عصره الشيخ عبدالحي اللكنوي...".
أقول: لا يصح هذا، فالشيخ المتَرْجم محمد إبراهيم وُلد سنة (1314)، وكان الشيخ عبدالحي آنذاك متوفيًا، فوفاته سنة (1304)، فكيف يرغب بالسفر إليه؟!
***
-ما أحسن تصوفَ السلف!
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" -الجزء الذي كان مفقودًا ط دار الفكر-، في ترجمة الشيخ صدر الين القونوي (ت: 672)، (ص: 283): "له تصانيف في السلوك على مذهبه، نسأل الله السلامة، منها كتاب النفحات". ثم قال: "نفحات الأفاعي، ولا تلك النفحات المُردية، التي هي من فرط الجوع، وخيالات الفكر، فواغوثاه بالله، فما أحسنَ تصوّف السلف، وخوفهم، وتوكلهم، واتباعهم، وتمسكهم بالسنن، وتركهم رعونات النفس! اللهم فثبتْ قلوبنا على دينك".
***
-كنوز الأولياء ورموز الأصفياء بين طبعتين:
هذا كتاب في تراجم الصالحين: تأليف محرم بن محمد الزيلي القسطموني، فرغ منه مؤلفه سنة (992)، وفيه (70) ترجمة، وقد حققه الأستاذ محمد أديب الجادر رحمه الله، وصدت طبعته الأولى عن دار المكتبي بدمشق سنة (1437 - 2016)، وقد اقتنيته ونظرت فيه. ثم بعد أربع سنوات رأيته في الدار المذكورة وقد كُتب في غلافه: الطبعة الأولى سنة (1441 - 2020)، فقلت: كيف تكون هذه طبعته الأولى وقد صدر قبل أربع سنوات عن الدار نفسها؟! ثم ظهر أن التاريخ السابق رُفع، ووضع تاريخ آخر، والطبعة هي هي بلا زيادة ولا نقصان!
وما كان يضيرهم لو كتبوا: الطبعة الثانية كيلا يغتر بها مغتر!
والكتاب ضعيف، انظر ما قاله المحقق -رحمه الله- عنه (ص: 12 - 16)
***
-باخل!
قال الشاعر طاهر بن محمد العتابي البغدادي (ت: 609):
وباخلٍ قلتُ له مرةً … خبزٌ فهزَّتْ جسمَه الباردهْ
رأيتُ في منزله مصحفًا … وليس فيه سورة المائدهْ!
قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (2/ 142).
***
-صور العلماء:
رأيتُ في كتاب "إتحاف النبيه بمن ألف كتابًا في سيرة أبيه" للأستاذ فهد بن تركي العصيمي (ص: 64) صورة للشيخ محمود شكري الأوسي الحفيد المتوفى سنة (1342). وأود التنبيه على أن هذه الصورة ليستْ له، وإنما هي لآلوسي آخر، وصورة الشيخ محمود شكري الحقيقية نراها على غلاف كتاب "أعلام العراق" الذي ألفه تلميذه الشيخ محمد بهجة الأثري. تنظر طبعة الدار العربية للموسوعات، ط2 (1422-2002).
ونُسبت كذلك صورة للشيخ محمد مهدي الرواس (ت: 1287)، وتُدوولت في أكثر من موضع، ومن ذلك كتاب "الإمداد شرح منظومة الإسناد" (10/ 228). وقد سمعتُ الوالد رحمه الله مرارًا يبين عدم صحة نسبة هذه الصورة للشيخ الرواس، ويُقال إنها متخيلة تخيلًا على حسب ما ذكره بعضُهم من أوصافه.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع