فباعتبار الإمام الجصاص مفسّراً، وحافظاً للحديث، وأحد أقطاب مدرسة الفقه الحنفي، سيجيب هذا البحث عن كيفية تعامله مع السنة النبوية من خلال كتابه أحكام القرآن، وهو من التفاسير القديمة التي احتوت على طائفة كبيرة من الأحاديث والمرويات، وقد اعتمد عليها الإمام في بيان معاني بعض آيات القرآن خاصة تلك الآيات المتعلقة بالأحكام الشرعية، ومما يزيد إلحاحاً في البحث لدراسة منهج الإمام الكبير في هذا الجانب هو أن المذهب الحنفي الذي يعدّ الجصاص أحد علمائه اشتهر بآراء فقهية تختلف أحياناً في بعض المسائل عن الجمهور كالمذهب المالكي والشافعي والحنبلي مع كون المذهب الحنفي يتفق معها في المصدر الثاني للتشريع هو السنة النبوية. فما سبب اختلافه عنهم؟ أيضاً من يطالع أحكام القرآن سيجد أن له مسلكاً في نقد بعض المرويات، فما الدافع لهذا النقد؟ ولماذا؟ وهل كان الإمام الجصاص ملتزما بالمذهب الحنفي؛ لذلك سيكون البحث- بعون الله وتوفيقه- يدور حول خمسة محاور:
المحور الأول : منهجه في تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية.
المحور الثاني : منهجه في الجمع بين ما ظاهره التعارض.
المحور الثالث: مدى التزامه بأصول المذهب الحنفي.
المحور الرابع: موقفه من بعض الأحاديث التي ظاهرها يعارض القرآن.
المحور الخامس: موقفه من قاعدة الزيادة على النص.
أحمد مفتاح ازريبيط | ahmed moftah zribit | 1757