ماذا لو تم إنشاء قناة بين الخليج العربي وبحر النجف!
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
28/11/2024 القراءات: 69
أن التوجه لإنشاء أي مشروع مائي أو قناة تربط بين الخليج العربي وبحر النجف يمكن أن يكون نقلة نوعية لها فوائد على المستوى الإقتصادي والإجتماعي وحتى البيئي، فهي ممكن أن توفر تسهيلات نقل بحرية وتصبح مسارًا ينشط الملاحة ويسهل حركة السفن ويختصر الكثير من الوقت والتكاليف، وتدير عجلة التجارة، إذ أن حركة السفن تعزز بدورها الإقتصاد المحلي والإقليمي عن طريق التسهيلات التي تقدمها والتي تخص الواردات والصادرات، فضلًا عن تطوير نظم بنى تحتية تكون هي المسؤولة عن تطوير البنية حول القناة أو الممر المائي مثل الموانئ اللوجستية، وهذا ينعكس بدوره على المجتمعات المحلية وتخلق فرص عمل وتواجه البطالة، إذ أن عملية فتح قناة توفر فرص عمل لكثير من المهندسين والعاملين في مجالات مختلفة، كما أنه تعزز السياحة المائية المحلية وعمليات الصيد المحلي، مما يجعلها نقطة فارقة تستقطب السياح من أماكن مختلفة.
كما وأن توفير مصادر المياه تلعب دورًا هامًا في إستدامة المياه وإستغلالها بطريقة صحيحة تضمن حقوق المناطق المحيطة بالقناة المنجزة، فتنعكس هذه على النظام البيئي وتعزز التنوع البيولولجي، كما أنها ترفع من مستوى ثقافة الشعوب، فهي بدورها تنشط الحركة الثقافية وتربط بين المناطق المختلفة وما يدعم ذلك هي سهولة الإتصال بين الدول والمناطق وتوفر إنسيابية وتداول للأفكار واللغات والثقافات وتحقق نوعًا من التفاعل الإقتصادي والسياسي.
وبالرغم من هذه الإيجابيات الواردة إلا هناك مجموعة من المآخذ يجب أن نأخذها بعين الإعتبار ونتوخى الحذر في حال الشروع بفتح قناة أو ممر مائي يربط بين بحر النجف والخليج العربي منها تدمير المواطن الطبيعية وتضرر التنوع البيولوجي في المناطق التي تمتد بها القناة سواء كانت مائية أو برية وهذه تعد من الآثار البيئية الفاتكة، فضلًا عن الهجرة الداخلية وتوتر المجتمعات والقطع بينها، إذ أن مثل هذه المشاريع لها آثارًا عكسية على المجتمعات المحلية تنعكس على نظم حياتها وقد تصل إلى الصراعات والعزل، كما إنها توفر ما يعرف بالاغراق التجاري، إذ أن هذه التسهيلات تصل إلى الأسواق الكبيرة مما تجعلها منافسًا شرسًا للأسواق المحلية.
ولا ننسى أن الشروع في مشاريع عملاقة تتطلب تكاليف باهظة فيما يخص البناء والشركات المنفذة والصيانة والأيدي العاملة وهذا ما يخل بالموازنة المالية للدولة وإنفاق موارد ضخمة، هذا من غير الدخول في إتفاقيات مع الدول الجوار المطلة على الخليج العربي، وربما تتحول إلى نقطة صراع دولي حول مسألة المياه الإقليمية وتوزيعها فينعكس على السلامة والأمن العام.
كما وأن إنشاء مشروع مائي سطحي مهما كان مخطط له فهو يؤثر على النظام الهيدرولوجي الباطني فهو يخل بنظم المياه الجوفية وعلى ضوئه تتضرر البيئة المائية، كما أنها تخل بإستعملات الأرض فقد تزال مناطق زراعية كبيرة على غرارها تتسع رقعة التصحر، وهذه تمثل تحديات فنية كبيرة وخسائر مادية فادحة أثناء تنفيذ المشروع.
د.#مروه_العميدي
بحر النجف- قناة - الخليج العربي - مياه
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع