صعوبات توظيف المحاكاة الحاسوبية في تدريس المناهح الدراسية
د. ياسر الحميداوي | dr. yasir al hameedawi
15/07/2021 القراءات: 3482
تدعو الإصلاحات التربوية وبشكل مستمر في مجال تدريس المناهج إلي إدماج التكنولوجيا في التدريس من خلال تعليم وتعلم المحتوى العلمي اعتماداً علي التكنولوجيا في تقديم الحقائق والنظريات العلمية, وقد تم إدخال الحاسوب إلى التعليم نظراً للضغوط الكثيرة، والتحديات الصعبة التي تواجهها العملية التعليمية، لزيادة المعارف والعلوم، وتزايد أعداد الطلبة، والثورة التقنية وما يرتبط بها من سرعة تبادل المعلومات، كعوامل دفعت المؤسسات التعليمية لاستحداث طرق واساليب التدريس لقيادة التغيرات الفكرية، ولحل المشكلات التربوية. ونظراً لمميزات الحاسوب التعليمي الكثيرة عن غيره من الوسائل التعليمية، بات من الضروري توظيفه بشكل يكفل تزويد الطالب بقدر من المعرفة، ومن المهارات الضرورية، وتنمية تفكيره، ورفع مستوى تحصيله. وقد أجمع مختصو التعليم على ضرورة التركيز علي استخدام الحاسوب، نظرا لتنامي المشاريع التي تدعو إلي ضرورة التركيز على المواد العلمية, واهتم المجلس القومي للبحث في الولايات المتحدة الأمريكية برفع شعار تعليم العلوم للطلبة على مستوى العالم، وإحداث نقلة نوعية في طرق التدريس، والتقنيات التربوية، ودعا لتبني طرائق تدريسية، وتقنيات حديثة في المواقف الصفية، منها: التقصي، والتعلم المبرمج، واستخدامات الحاسوب المتعددة، وخاصة المحاكاة الحاسوبية التي توفر للطلبة فرص المشاركة في العملية التعليمية، وتنمية مهارات التفكير وتزيد من تحصيلهم الأكاديمي، وتطور لديهم اتجاهات إيجابية نحو المادة الدراسية، ونحو معلمها وتراعي الفروق الفردية في مستويات تعلمهم.
ومما لاشك فيه أن نجاح أي برنامج كمبيوتري في تحقيق أهدافه، يعتمد في المقام الأول علي تصميمه، ومن هذا المنطلق نجد أن هناك أموراً يجب مراعاتها عند عمل أي برنامج كمبيوتري ومنها: وضوح تعليمات استخدام البرنامج، وتوافق محتوى البرنامج مع الأهداف المحددة، وتسلسل المحتوي منطقياً ونفسياً، وضوح كتابة النص (المحتوي)، وتقسيمه لفقرات بشكل مناسب، وتوافق المعلومات التي تقدم مع المهارات المتعلمة من خلال البرنامج، ويوفر البرنامج تفاعلاً نشطاً بين المتعلم والبرنامج، وتقديم التعزيز من خلاله، وأن يكون البرنامج مرناً، بحيث يسمح للمتعلم بالانتقال من نقطة إلي نقطة أخري بسهولة ضمن البرنامج.
وتقوم المحاكاة علي أسس نفسية، تتمثل بالميل الفطري للطالب للحصول علي الاستماع والتشويق، والتعبير عن الذات، والكشف عن القدرات والمواهب، إذ تعكس القدرة العقلية والنفسية الجيدة للطالب، وهي وسيلة من وسائل استكشافه لنفسه وللعالم الذي يعيش فيه، ومن خلالها يتخلص من الضغط النفسي الذي يقع عليه من الممارسات التربوية.
وعلى الرغم من المميزات العديدة التي تتميز بها المحاكاة الحاسوبية، وكذلك الاستخدامات المتنوعة التي استخدمت فيها إلا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه تنفيذها عند تدريس المناهج ومنها:
• تحتاج المحاكاة الحاسوبية إلى مبرمج على درجة عالية من الكفاءة في البرمجة ومعلم على دراية بكيفية عرض المحتوى بطريقة تناسب المستوي العمري والعقلي للمتعلم.
• إعداد برامج المحاكاة تحتاج إلي كم كبير من المعلومات المنظمة والمنسقة بطريقة سلسة لتسهيل عملية التعلم.
• تحتاج إلي وقت طويل في الإعداد والتجهيز ودقة عالية في البرمجة.
• تحتاج إلي أجهزة كمبيوتر متطورة لتشغيلها بصورة فعالة.
• تتطلب معلم له قدرة تنظيمية عالية وقيادة واعية.
• المبالغة الزائدة في محاكاة الواقع تقلل درجة الصدق وتدخل في الخيال الواقعي.
ومن خلال رصد الواقع الفعلي في العربية لاستخدام برامج الحاسوب عامة وبرامج المحاكاة خاصة، فقد لوحظ أن استخدامها مازال لم يلقي الانتشار المطلوب، وأن الأسلوب الأكثر شيوعاً هو التعلم في مجموعات حيث يعرض البرنامج على طلاب فصل دراسي بالكامل ويقوم المعلم من خلال الأسطوانة التعليمية وجهاز العرض Data show أو السبورة الذكية بعرض المادة العلمية، ومبرر ذلك هو النقص في أجهزة الكمبيوتر بالمعامل إذا ما قورنت بأعداد الطلاب الفعلية وعدم وجود إنترنت في معظم المدارس.
د. ياسر خضير الحميداوي
15 / 7 / 2021
المحاكاة الحاسوبية - التدريس - المناهح الدراسية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع