تتناول هذه الدراسة الأوضاع الاقتصادية في ولاية طرابلس الغرب من بزوغ فجر الاستقلال في ديسمبر 1951 م ، إلي العام 1961 م ، حيت أن الفترة التي عالجت موضوع الدراسة في ولاية طرابلس الغرب قد شهدت وضعا اقتصاديا صعبا قبل اكتشاف النفط ، وكانت الموارد الاقتصادية تعتمد علي الزراعة والرعي والمساعدات الاجنبية ، والاقتصاد يشوبه العجز الذي شمل معظم الأنشطة الاقتصادية ، وكان اعتماده بشكل كبير علي النشاط الزراعي كزراعة الحبوب والنخيل والزيتون والاشجار المثمرة ، ولهذا واجه القطاع مشاكل عدة أهمها اعتماده علي مياه الامطار ، ونفس الحال ينطبق علي قطاع الثروة الحيوانية نتيجة الجفاف وقلة المياه .
وارتبطت الصناعة ارتباطا مباشرا بالزراعة والمنتجات الحيوانية ، كصناعة الأغدية والتبغ والجلود والمنسوجات ، فقد كانت الصناعة محدودة نتيجة النقص في الخبرات الفنية والمواد الخام ، أضف الي ذلك أن إيرادات الاقليم كانت محدودة من التجارة والضرائب ، وكان للنقص الشديد في الموارد المالية أن فتح الاقليم بصفة خاصة والبلاد بصفة عامة أمام التدخل الاجنبي والتي جاء عن طريق المساعدات الاقتصادية علي هيئة قروض ومشاريع اقتصادية وتنموية .